100 كلمة مع ماجدة خير الله: “بين السرايات”.. شخصيات مدهشة بدون إضافات ولا نكهات صناعية

بعض المسلسلات يصاحبها ضجيج ضخم، من الدعاية وتصريحات فريق العمل، وتزداد حمى التوقعات، وتنتظر أن تتابع عملا متميزا، وتكون النتيجة مخيبة للآمال، وهناك أعمال أخرى، تعرض بهدوء وضجيج أقل، وتكتشف أنها كانت تستحق منك المزيد من الاهتمام، و”بين السرايات” من تلك الأعمال التي يمكن أن تقول إن عرضها وسط زحام مسلسلات رمضان قد ظلمها كثيرا، لكنني استمتع بمشاهدتها للغاية.

السينايو لأحمد عبد الله، والإخراج لسامح عبد العزيز.. الثنائي الذي قدم للسينما “كباريه”، و”الفرح”.

شخصيات المسلسل تشبه -من حيث التكوين- شخصيات أخرى لابد وأن تلتقي بها في الحارة المصرية، لكنها في نفس الوقت لا تشبه أي شخصية في أي عمل آخر، بعضها شديد الطرافة ومدهش، مثل شخصيه سامي العدل، التي وضع المؤلف على لسانه مجموعة جمل حوار تفطس من الضحك، ويؤديها سامي بمعلمة وأستاذية، وكأنه لا يقصد أن يضحكنا، في اجتماع بين أصحاب مكتبات التصوير في حي “بين السريات” للبحث عن حل لأزمة تسرب الشفرة الخاصة بماكينات التصوير، الأمر الذي أدى إلى خسائر لباسم سمرة، يصر سامي العدل على التواجد، رغم أنه ليس من أصحاب المكتبات، وعندما يصرون على مغادرته، يقول لهم إنه “سوف”، ثم يضيف بعد فترة صمت “سوف يملك مكتبة”، فيسألونه: كيف؟ فيرد: بـ “سوف”، وبعد فترة من الصمت.. “سوف يتزوج ابني من صاحبة الكوافير، وحايقلبها مكتبة”! ويستمر الحوار بطريقة عبثية، لكنها تبدو منطقية.

أما العلاقه بينه وبين ابنه عمرو عابد، فهي علاقة لا تخلو من طرافة، رغم معاناة الابن في ترويض والده، ومحاولة علاج نزقه، وجنونه.

أما صباح أو “سيمون”، فهي تعود بدور سوف يمنحها فرصة ثانية لتأكيد موهبتها كممثلة، فهي أرمله شابة، وأم لطفل في الثامنة، وتدعي أمام أهل الحارة أن زوجها مسجون، حتى لا يطمع فيها الطامعون، وتضيف لنشاطها كـ “سايس وسمسارة شقق”، عملها في مكتبة لطباعة المستندات والملازم الدراسية.

المسلسل يزخر بالشخصيات الثرية إنسانيا ودراميا، مثل صبري فواز، وسيد رجب، ونسرين أمين، وآيتن عامر، ومحمد شاهين، وهبة عبد الغني، وسلوى عثمان.

حركة الكاميرا لا تمنحك فرصة للشعور بالملل لحظة.. هناك ثراء في تكوين الكادرات، وتحريك الشخصيات.

“بين السرايات” عمل تليفزيوني ممتع حقا، يعود إلى الشكل الذي كنا نعرفه عن الحارة المصرية، قبل زحف العشوائيات وأهلها، وما جلبوه معهم من كوارث سلوكية.

أما العيب الذي أزعجني فهو تتر النهايه، وهو نسخه من تتر “تحت السيطرة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top