يسرا الوكيل تكتب: الختان وتدمير البنات

تتبدل الأزمنة وتختلف الحضارات والتفكير، لكن تبقى العادات في وجهة نظر الشعوب أمر مقدس لا يمكن المساس به مهما تبدلت الظروف وتغيرت عقليات الشعوب، فمن العادات التي لم يتخل عنها الشعب المصري حتى الآن \”ختان الإناث\”، يرى البعض في بقاء هذه العادة عفة البنت وكمالها، متجاهلين التأثير النفسي والجسماني عليها.. يتفق أغلب الباحثين على القول بأن ختان الإناث عادة اجتماعية تؤيدها الكثير من المعتقدات الاجتماعية والأعراف المتوارثة أهمها:

أن الختان يساهم في تقليل وتهذيب الرغبة الجنسية للفتاة والمرأة المتزوجة، وبالتالي المحافظة على العفة والشرف.

المرأة غير المختتنة ترهق الرجل في العلاقة الزوجية، أما المرأة المختتنة فهي أكثر هدوءا و غير مسرفة في طلب الجنس.. تصون شرف زوجها في حال مرضه أو غيابه.. كل هذا لضمان سعادة ورضاء الرجل عن العلاقة الزوجية واطمئنانه على سلوك زوجته وعفتها.

في التصورات الأسطورية حول حجم ودور الأعضاء التناسلية للمرأة، مثل أن الختان يساعد الفتاة في أن تصير امرأة ناضجة صالحة للزواج والإنجاب.

الختان عملية تجميل ونظافة للأنثى لأنه يخلصها من أجزاء نجسة وغير جميلة في جسدها.

مراعاة النواحي الاجتماعية الناتجة عن التخلي المطلق عن الختان.

من أهم الأسباب السابق طرحها أن الختان يجعل الفتاه أكثر عفة, فيظن الناس أن ممارسة ختان الإناث يصون العفة٬ لكن الحقيقة أن العفة والشرف يحكمهما العقل وليس الجسد.

إن المحرك الأول للإثارة الجنسية والسلوك هو المخ البشرى، وليس العضو التناسلي للإنسان٬ فالمخ هو مصدر الرغبة الجنسية ومحرك الشهوة الأوحد٬ أما العضو التناسلي سواء الذكرى أو الأنثوي، فما هو إلا أداة منفذة٬ لذا فإن ختان الإناث لا يلغى الرغبة الجنسية أو يحد منها، ولا يوجد هناك أي دليل يشير إلى أن الفتيات المختتنات أكثر شرفا من غير المختتنات.

تتم هذه الممارسة (ختان الإناث) إما بدون تخدير وغالباً باستخدام أدوات بدائية كالموس أو مجرد سكين عادي! وإما باستخدام مخدر في بعض الحالات، ويتسبب ذلك في حالة هائلة من الألم للفتاة أثناء وبعد العملية في حالة إجرائها بدون مخدر أو بعد زوال تأثير المخدر في حالة إجرائها باستخدام مخدر، حتى إن عددا كبيرا من الفتيات يصبن بحالة من الصدمة التي تؤدي للإغماء خلال هذه العملية، بل إن بعض الفتيات يمتن خلالها أو حتى بعد إجرائها من الصدمة أو لحدوث نزيف.

يؤدي ختان الإناث لمجموعة كبيرة من الأضرار العضوية والجنسية للمرأة المختتنة، على سبيل المثال العجز الجنسي وعدم الوصول للإشباع الجنسي بين الزوجين وتشويه الأعضاء التناسلية والألم الشديد أثناء العادة الشهرية والآلام الشديدة عند الجماع ونقص الخصوبة التي قد تصل فى بعض الأحيان إلى أن تصبح المرأة عاقرا، إضافة إلى خوف الكثيرات من الزواجن خصوصا مع اقتراب موعد الزفاف وعدم الإقبال على العلاقة الزوجية.

هناك أيضا أضرارا نفسية منها شعور الأنثى بخيانة والديها وخداعهم لها٬ وتفقد ثقتها في حبهما لها، وذلك لأن عملية الختان تحاط عادة بمظاهر فرح وابتهاج في جو الأسرة، ويتودد الجميع للطفلة المستهدفة بالختان ويلبسونها الملابس الجديدة الزاهية ويقدمون لها ألذ أنواع الحلوى والطعام والهدايا٬ وفى غمرة فرحتها تفاجأ بأحبائها يشلون حركتها لتقوم امرأة مثل ريا وسكينة أو رجل فظ قاسى الملامح ببتر جزء من لحمها الحين فيشب في جسدها ألم مبرح مما يساعد على وجود صراع نفسي بداخلها، فهي في حيرة من أمرها، ولا يستوعب عقلها الحدث، ولا تستوعب كيف يكون أقرب الناس إلى قلبها هم أنفسهم من يتسببون في إيلامها.

الختان جريمة في حق كل فتاة , وأناشد كل أب و كل أم بأن يتوقفوا عن ممارسة تلك العادة المدمرة لحياة بناتهن ومستقبلهن.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top