وليد فكري يكتب: لكم دينكم ولي دين (7)

كل المقالات السابقة كانت -بالنسبة لي- مجرد تمهيد و\”تسخين\” قبل التطرق للموضوعات الأكثر حساسية فيما يتعلق بالتعامل مع الدين.. لهذا رأيتُ أن أختم \”مرحلة التسخين\” بهذا المقال، الذي أكتفي فيه بطرح مجموعة من الأسئلة العامة، أدعو القاريء أن يطرحها على نفسه، قبل أن ندخل معا \”في الثقيل\”.

– ما معنى \”الدين\”؟ ما هو الدين؟ ما هو فهمك الخاص للكلمة، وما أول ما يقفز لذهنك عندما تسمعها، سواء في سياق حوار أو نقاش، أو في سياق آية، كقول الله تعالى: \”إن الدين عند الله الإسلام\”، أو \”لا إكراه في الدين\”؟

– ما هي مكوّنات \”الدين\”؟ وهل كل الأديان تتكوّن من نفس العناصر؟

– بين كل من يشهدون أن \”لا إله إلا الله\” وأن \”محمدا رسول الله\” كيف تصنِف المسلم \”الحقيقي\”، ومن هو \”خارج عن الإسلام\”؟

– ما الذي تعرفه عن المذاهب والفرق والتيارات الدينية الإسلامية؟

– على أي أساس تقوم بتصنيف هذا \”الشيخ\” أو ذاك إلى \”صالح/فاسد – عامل/جاهل – تقي/فاجر –مؤهل للفتوى/غير مؤهل للفتوى…إلخ\”؟

– ما هي شروط أن يكون هذا الشخص أو ذاك \”قابلا\” لانتقاد \”الشيخ\”؟

– ما هو الحَد الفاصل بين \”الدين يقول كذا\” و\”الشيخ يقول كذا\”؟

– على أي أساس يقاس التزام المرء دينيا من عدمه؟

– ما معنى \”الكُفر\”؟

– لو كنت ممن يؤمنون بأن كتاب \”صحيح البخاري\” هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فما هو تفسيرك في حال عثورك على حديثين متناقضين في نفس هذا الكتاب؟

– ما هو \”الجهاد\” وما هي ضوابطه الدينية؟

– على أي أساس نقول \”هذا مجاهد\” أو \”هذا إرهابي\”؟

– إذا كان شعار \”الإسلام هو الحل\” الإخواني صحيحا في معناه، فبمّ تفسر ازدهار وقوة دول غير مسلمة؟ و\”هو الحل\” لماذا تحديدا؟

– ما هو مفهوم \”الخلافة\” عندك، وكيف تميّزها عن \”المُلك\”؟

– لو أنك من المعجبين ببعض النماذج التي يصنفها البعض كـ\”مجاهدين\” مثل ابن لادن والزرقاوي والظواهري وغيرهم.. ما هو مقدار علمك بما يتعلق بـ\”تاريخ الجهاد\” في الدولة الإسلامية مقابل علمك بتاريخ هؤلاء؟

– ما هي \”الدولة الإسلامية\”؟ وما هو فهمك لـ\”إسلامي\” في ضوء التاريخ؟

– لو كنت ممن يرفضون أية اجتهادات تتضمن مخالفة لتفسير ثابت لنص قرآني أو حديث شريف.. بمّ تفسر إسقاط عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة؟ ألا ترى تعارُضا بين الاقتداء بصحابي جليل مثله ورفض الاقتداء به في جرأته على الاجتهاد مراعاة لمتغيرات الحياة؟

– ما هي شروط أخذ المسلمين بنظام أجنبي في أي مجال من مجالات الحياة؟

– أيهما أصح: وجود فقه لأهل كل قُطر كفقه الشافعي لأهل مصر وأبو حنيفة للعراق، ومالك للحجاز.. إلخ.. أم الأخذ بالأحكام الجاهزة لقُطر آخر وتطبيقها حرفيا على باقي الأقطار بغض النظر عن ملاءمة ذلك لمتطلبات الحياة من عدمه؟

– ما هي \”مؤهلات\” كتاب الإمام البخاري ليتم تصنيفه من البعض كأصح كتاب بعد القرآن؟

– كيف تتفاعَل مع بعض الوقائع في تاريخ السيرة النبوية الشريفة حال تعارضها مع السائد حاليا في المجتمع مثل: سن زواج السيدة عائشة – الرِق – العقاب الجماعي ليهود بني قريظة.

– لو كنت من مريدي بعض الشيوخ، فما الذي تعرفه عن \”تخصصات\” كل منهم وتأثيرها في قابليته للتصدي للفتوى من عدمها؟

– ما هي \”القضية الإسلامية\” وكيف ترى في نفسك القدرة على خدمتها؟

– لو كنت ممن يرفعون شعارات \”الجهاد\” و\”اللهم شهادة\” و\”على القدس رايحين\”.. إلى آخر هذه الشعارات.. ما هي مؤهلاتك الفعلية -نظريًا وعمليًا- لممارسة ما تتحدث عنه، من أول اختيار الجانب الذي تنحاز له، مرورا بالوسائل \”الشرعية\”، ووصولا لتحقيق الهدف؟

– لو كنت ممن يؤمنون بـ\”قتل المرتد\” فما هي علة قتله؟ ما هي المفسدة التي يدفعها \”القتل\” لتطبيق هذا الحكم القاسي عليه؟ ولو كانت هذه المفسدة هي اتجاه غيره للخروج من الدين، فهل تعني أن الإسلام دين يحتاج إلى تهديد معتنقه بالقتل لو خرج منه ليتمسك به ولا يغادره؟

– ما هي حكمة \”العقوبة\” في الشريعة الإسلامية؟ وما هو موقفك من تمخض التطور العلمي عن وسائل تمكننا من تحقيق هذه الحكمة دون استخدام العقوبة بنفس قسوتها؟

– إذا كنت من مشجعي \”داعش\” ورافعي شعار \”باقية وتتمدد\”.. ما هي \”الباقية\” وكيف ستبقى وما هي مؤهلاتها لـ\”تتمدد\”؟ وما مدى علمك بعوامل \”بقاء\” و\”ذهاب\” الدول الإسلامية السابقة وكيفية \”تمددها\” و\”انكماشها\”؟

– ما معنى \”ازدراء الأديان\”؟ وما هو الرد المناسب منك كمسلم على من تشعر أنه يزدري دينك؟

– وعلى سيرة \”ازدراء الأديان\”.. لو كنت من مؤيدي وجود هذه التهمة، هل تعرف الفرق بين \”الركن المادي\” و\”الركن المعنوي\” للجريمة؟

– لو كنت تعرف معنى \”الركن المعنوي\” من الجريمة، هل ترى أنه يتوفر في الحالات المشهورة التي حوكمت بهذه التهمة في مصر؟

– ما هو المَحَك في حرمة أو إباحة دم هذا أو ذاك بالنسبة لك؟

– ما هو هامشك للتغاضي عن أخطاء أو تجاوزات أو حتى جرائم هذا التنظيم/الجماعة/التيار أو ذاك، طالما اتفق في الهدف معك بشكل جزئي أو كلي؟

ربما يستغرب القاريء هذه الأسئلة، ولكنني دوما أؤمن أن دور الكاتب ألا يقدم الإجابات، بقدر أن يشجع القاريء على أن يطرح الأسئلة، وعموما، فسترى في المقالات القادمة أن بحثك عن إجابات لها، سيفيدك في فهم مغزى كلامي التالي، إن لم يكن بغرض الوصول لاتفاق في وجهة نظرة معينة، فعلى الأقل بغرض الوصول لأرض مشتركة نقف عليها معا.

(يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top