وسيمة الخطيب تكتب: حاعمل إيه يوم 25 يناير؟

من وقت ما قامت ثورة 25 يناير 2011, ولحد السنة الماضية، مسألتش نفسي أبدا السؤال ده: \”حاعمل إيه يوم 25 يناير؟\”.

ويمكن ده لأنه كان بديهي بالنسبة لي إني اتجه يوم ذكرى الثورة لميدان التحرير.. المكان اللي لقينا فيه من خمس سنين مصر اللي بنتمناها, المكان اللي جمع كل المصريين بكافة طوائفهم ومع اختلاف أيديولجياتهم ومعتقداتهم على فكرة واحدة \”سقوط نظام فاسد\”, واللي اتفقوا فيه على هدف أساسي وهو العدالة الاجتماعية.

الطبيعي إننا نتلاقى في الميدان إما للاحتفال بذكرى الثورة وتحقيق أهدافها، أو نتلاقى هناك للمطالبة بأهدافها؛ السنة دي لقيت نفسي ولأول مرة باسأل نفسي \”ليه أنزل الميدان يوم 25 يناير؟\”

علشان أنادي ناس مصدقين التشويه المنظم اللي قامت به الدولة في حق الثورة؟ ولا علشان اسمع صوتي لناس نفسهم يصدقوا التشويه الإعلامي المتعمد والفج اللي بيمارسوه على الثورة؟ ولا علشان أطالب نظام فاسد وفاشل بإصلاحات وبفتح مجال سياسي هو قاصد ينفرد به؟

افتكرت صور الشهيدة \”شيماء الصباغ\” وهي غرقانة في دمها وإيديها حاملة إكليل الورد احتفاءا بشهدائنا يوم 25 يناير 2015, وسمعت صوت \”ماهينور المصري\” من ورا القضبان وهي بتقول \”عمر القهر ما أخر بكره\” وشميت ريحة هوا الميدان يوم 28 يناير 2011, وبرغم التعثر الواضح في مسار الثورة وأهدافها وبرغم القمع السايد والمقصود للثورة وأهدافها، إلا إني اكتشفت النهارده بس إني مش محتاجة أنزل الميدان علشان اقول \”عمر القهر ما أخر فكرة\”.. الفكرة ماتغيرتش, والميدان اتنقل جوايا بعد ما كنت أنا اللي جواه.

اتلخبطت المشاعر جوايا بين قهري من موت الرفاق غدرا، وبين إيمان الرفاق في السجون وإصرارهم, ولأول مرة باسأل نفسي \”هل النزول للميدان هيحقق أهداف الثورة ويرجع حق الشهيد ويحرر المسجون؟\”

أنا مش عارفة حاعمل إيه يوم 25 يناير الجاي تحديدا.. بس عارفة كويس أنا مش هاعمل إيه.. مش هانزل الميدان، ومش هادي للنظام الفاشل فرصة إنه يعلق فشله على شماعة الاحتجاجات.. حاسيبه يكمل فشله بإخلاص لوحده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top