وائل حمدي يكتب: هاعمل إيه يوم 25 يناير؟ هاشتغل

هايكون يوم إيه في أيام الأسبوع؟

ده يوم اثنين.. يعني واحد من أيام العمل الطاحنة.. عندي شغل متلتل المفروض اسلمه قبل أول الشهر، ولذلك غالبا هاكون قاعد من عشرة صباحا قدام اللاب توب حسب روتيني المعتاد، فاتح فايل الوورد اللي باكتب فيه، وباشتغل.

مافيش مانع طبعا إني احاول اعرف اللي بيحصل في الدنيا أثناء اليوم.. وبالتالي كل شوية هافتح الفيسبووك، ومش غلط لو لاقيت بوست مثير عن شئ ما بيحصل، احاول ادعبس في مواقع الأخبار الإليكترونية عن مزيد من التفاصيل.. كل ده من باب العلم بالشئ ليس أكثر.

المفارقة بصراحة إن ده تقريبا كان نفس موقفي يوم 25 يناير 2011.. كنت باشتغل.. وكنت باتابع الأخبار من باب العلم بالشئ.. لكن في ذلك اليوم، وتحديدا الساعة اتنين ونص بعد الظهر، حسيت من الأخبار اللي قريتها إن فيه شئ كبير بيحصل.. وساعتها خدت قرار غير مدروس، إني اركن الشغل على جنب واروح اشوف.. كانت أول مظاهرة اشارك فيها في حياتي، وماكملتش في التحرير ساعتين، وانسحبت مع أول نفسين غاز دخلوا صدري.. بعدها كان ليوم 28 يناير قصة أخرى.

هل اللي حصل من خمس سنين ممكن يتكرر المرة دي برضه؟ هل ممكن الأخبار تشدني من الشغل وتحدفني ع التحرير تاني؟ كل شئ وارد طبعا، وأنا مش قارئ للغيب.. لكن بحسابات العقل والمنطق، وبفهمي لنفسي في اللحظة الآنية، وبمقارنتها بنفسي في تلك اللحظة البعيدة، اقدر اقول إن الاحتمال الوارد ده، ضعيف جدا.

يمكن لأن الأرضية اللي ممكن تنطلق منها أي حركة تغيير حقيقية الآن، أضعف بكتير من الأرضية اللي انطلقت منها 25 يناير الأصلية.. ويمكن لأن اللي حصل بعد التجربة الأولى اثبت لي إن النزول للاحتجاج العام مابقاش هدف في ذاته، ولازم تكون فيه أهداف أوضح ومحددة أكتر حتى لو كانت صغيرة، عشان نحس بتأثير الاحتجاج. ويمكن لأن مخزون الأمل عندي تم استنفاده تقريبا ومحتاج سنين اطول عشان يتم تعويضه.. ويمكن لأني ببساطة مزنوق بجد في الشغل وباعافر عشان اخلصه في معاده ومحتاج لكل دقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top