وائل حمدي يكتب: عزيزي الناقد.. راجع نفسك

كن صريحا مع نفسك، ولا داعي للكسوف.. هل تهتم بما يكتبه النقاد عن الأفلام؟ هل يمكن أن تتخذ قرارك بمشاهدة فيلم ما أو العزوف عنه، بناء على مقال نقدي في صحيفة أو مجلة؟

لاحظ أن الأرقام لا تكذب، وأن الأرشيف الصحفي متاح للاطلاع في أكثر من مكان، ومن واقع الأرقام والأرشيف، نجد أن عشرات المقالات المشيدة بفيلم مثل \”ملك وكتابة\”، لم تكفل له إيرادا يتجاوز المليون جنيه بالكاد.. كما أن عشرات المقالات المهاجمة بعنف لفيلم \”بوحة\”، لم تمنع اختراق إيراداته لحاجز المليون الخامس والعشرين.

المقالات النقدية إذن خارج حساباتك كمتفرج، فهل يمكن أن تكون داخلة في حسابات صناع الأفلام، من مؤلفين ومخرجين ومنتجين ونجوم؟ الأرشيف مازال متاحا للاطلاع، ومن واقعه ستجد هذه الإجابات مع اختلاف قائليها: \”النقاد مابيعجبهمش العجب\”، \”أنا مايهمنيش النقاد، المهم رأي الجمهور\”، \”أنا باعمل أفلام عشان الناس تتفرج عليها\”، \”أحترم النقد البناء وأستفيد منه، أما النقد الهدام فلا أعيره اهتماماً\”، \”كل ما يكتب في الصحف مجرد انطباعات شخصية، وليست نقداً حقيقياً\”.. لاحظ أن القائلين بآخر إجابتين، لايحددون أبداً ما هو النقد البناء الذي استفادوا منه، ولا يفسرون معنى كلمة \”النقد الحقيقي\”.

هنا، نصطدم بسؤال أخير يصعب أن تجد له إجابة مقنعة.. لماذا يستمر النقاد في الكتابة؟ لأنهم يستمتعون بذلك، إجابة غير منطقية.. لأن صفحات الفن لن تجد ما تنشره إذا توقف النقاد عن الكتابة، إجابة مضحكة.. لأن الكتابة عن الأفلام هي مصدر رزقهم الوحيد، إجابة مؤلمة ومتعسفة.. لأنهم مؤمنون بواجبهم تجاه الفن، إجابة مضحكة أكثر.. لأنهم يتوهمون أن ما يكتبونه يؤثر ويفيد، ربما.. لأنهم لم يسألوا أنفسهم هذا السؤال من قبل، احتمال كبير… لماذا يستمر النقاد في الكتابة؟ ليس سؤالاً استنكارياً أو متهكماً، إنه سؤال استفهامي صادق يبحث عن إجابة.. ربما في عصور مضت، لم نعشها أنا أو أنت، كان للنقد مكانته وأهميته وفاعليته وتأثيره، لا تسألني متى وكيف، بل اسأل من عاشوا تلك العصور.. لكن في أيامنا هذه، ما الذي يميز النقد والنقاد عن ثرثرة عواجيز الفرح، لا العروسين ولا الفرقة ولا المأذون ولا عمال البوفيه مهتمين بها.. لماذا يستمر النقاد في الكتابة؟

للاشتراك في المسابقة، اتصل على 09000000 واحصل على ألف مقال نقدي مجاناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top