هويدا طه تكتب: يناير ثورة.. بس اللي يفهم!

# تغضب.. من غياب العدل، من شح الخبز، من تقييد الحرية، من ندرة الاستمتاع بالحياة، من بطء التقدم، من انعدام الرخاء، من العجز أمام ثالوث التجهيل والاستغفال والاستغلال، من قلة الحيلة أمام سرقة القوت الشحيح، من الانهزام أمام المرض.. من كراهية الفقر، أنت إذن تحلم بالتغيير من وضعٍ قائم إلى وضعٍ \”جديد\”.. تحلم بثورة.

# تستعد لثورة.. تقول تجارب الأمم.. يُوّلِد الغضب تنظيما وقيادة، بأمل ضمني غير معلن.. أن يقود التظيم وقيادته السعي إلى التغيير، مدعوما بقوة لازمة لإحداثه، لكن من أين تأتي القوة؟!

# تثور.. موجات بشرية هائلة، توفر للقيادة ما ينقصها كي يمكنها إزالة القديم لتأتي بجديد، القيادة ينقصها: القوة!

ماذا قلت؟ قيادة؟!

# تهدأ.. تراقب الشعب، لقد أدرك أن قوة موجاته البشرية الهائلة، بددها كما يقال الآن في الشوارع.. شوية عيال!

ملاحظة: العيال ليسوا بالضرورة أحداثا صغار السن!

في البدء ظن الشعب أنهم ثوار وقيادات! ثم اكتشف أنهم ليسوا شيئا واحداً، لا تنظيم لهم ولا قيادة، لا يملكون حلا لمشاكله الاجتماعية أو لأي مشاكل أخرى، جرب من ظنهم أطهارا أتقياء، اكتشف عدم ولائهم له فأزاحهم بمساعدة تدابير مخابراتية! جرب تحويل دفته لمن سموا أنفسهم \”الثوار الشباب\”، راقبهم: يتنافسون على غنائم رخيصة.. وبعضهم يثرى فيركب الأفيال بعد الحمارة العرجاء!

استدعى الشعب جلاديه القدامى وكانوا متربصين للإشارة يحثونه عليها.. فقال لهم بحسرة: عودوا إلى مقاعدكم!

# دروس بعد الثورة..

درس أول: لا ثورة كاملة بدون تنظيم كامل!

– درس ثان: لا تغيير بدون قيادة تحمل أوراق حلمك! المجلس الرئاسي المدني فكرة طفولية، والقيادة الجمعية هراء!

– درس ثالث: للتغيير مناهج متعددة حسب الظروف الموائمة.. لكن ليس من بينها شُغل العيال.. وأغاني ياه يالميدان وباقي نتاج هذا الخيال الفقير!

– درس رابع: لا تغيير ولا تنمية ولا عدالة إذا غاب الأمن! نعم.. الأمن أولاً! إذا غاب الأمن فالثورة ترف! سقف حلمك سيكون مجرد ساتر!

– درس خامس: زهد الشعب مؤقتاً في مطلب الحرية، لكن حين يطلبها سينالها، بدون إذنك! بدون أغانيك وقصائدك البايتة وزقزقتك الثورية!

– درس ممتد: ثورة يناير وضعت بيد الشعب مفاتيح لفهم كل الأصناف: العيال، اللصوص، المجرمين، البلطجية – حتى لو كانوا في جهات سيادية عليا- الأفاقين، المدلسين وغيرهم من كل الأشكال والألوان.. إذن ثورة يناير بهذا سوف تؤتي أكلها ولو بعد حين.. هذه الثورة نجحت.. بس اللي يفهم!

– درس خصوصي: ليس معنى أن تكون حاكماً محبوباً في لحظة ما أن تلك اللحظة سرمدية، وليس معنى أن الشعب رَوّح البيت أنه لن يخرج للعب في الشارع مرة ثانية..

– أبو الدروس جمعاء جمعاء جمعاء: الشعوب عادة.. تلبد ف الدرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top