(1)
اكثر حاجة كانت بتضايقني من وليد نظرته ليه علي أني (قديس) من غير أخطاء. رغم أن عمري مارسمت ليه الصورة ديه في حوارتنا .الطويلة والمتشابكة. مفيش مرة غيرت في واقعة عشان اطلع قدامه بطل. ولا استخدمت فرشة الماكير عشان امكيج حياتي… واتجمل قدامه.. حتى حياتي الخاصة.. سلمتها ليه.. بكل ما ارتكبت فيها من خطايا واخطاء..حكيت ليه عن فريدة… والـ 12 سنة اللي كنت فيهم راجل البيت الخفي.. ادير حياتها من بعيد.. اشخط وانطر واسب واشتم، لما دخلتني حياتها وعمري 20 سنة.. وخرجت نفسي وعمري 32 (فريدة) اكبر مني بـ 10 سنين تقريباً، اتعرفنا في ظروف اكثر من معقدة، حسين عرفها قبل مني وبحكم الصداقة اللي بينا.. حكي لي وفضض.. وهو مش منتظر مني أي غدر أو خيانة.. الشيطان دخل طرف في اللعبة ودبرت خطة شريرة للحصول عليها لنفسي.. اقنعته ان علاقته مع فريدة كارثة الكوارث .. وان امه لو عرفت هتموت فيها خصوصاً ان ابوه عم مصطفي لسه ميت، وعشان حسين اطيب مني الخطة دخلت عليه وخاف وطلب اروح اقابلها.. وانهي علاقته بيها بأي طريقة.
في اول مقابلة مع فريدة.. مكنتش مصدق اني قاعد معاها في مكان واحد لوحدنا. وهي بتتكلم كنت شايف نفسي ايام ما كنت بتفرج عليها في البلاكونة وهي بتنشر الغسيل أو بتظف الزجاج والشبابيك.
انا وصحابي في شارعنا عشنا مرحلة المراهقة بتاعتنا نميمة صبياني خارجة عن الادب كلها بتدور حوالين شخصية فريدة. كل واحد عنده حكاية عنها.
بعد ارتباطي بيها لما كنت اشوفها في البلاكونة بقميص نوم ، اتصل بيها علي التليفون اشتمها، غيرتي عليها مجنونة، بس هي بتفرح بيها.. مرة شفتها نازلة من عربية الساعة 12 بالليل قدام بيتها معرفتش انام.. وثاني يوم ضربتها واتهمتها في شرفها.. قعدت تعيط.. بعد ما هددتها اني خلاص لازم اقطع علاقتي بيها.. الراجل اللي معاها في العربية طلع اخوها.. حلفت عليها في اليوم ده متتأخرش لبعد الساعة 10 حتي لو اخوها هو اللي هيوصلها.. تقمصت الدور انها مراتي.. ولازم اكون الآمر الناهي في حياتها، ورغم انها شخصية قوية ومتسلطة.. منحتني سلطة إدارة حياتها بالكامل.. لدرجة التدخل في ملابس.. بناتها.. وده صح وده غلط، معظم المقابلات الاولي بينا تمت في شقتها الصبح بعد نزول بناتها للمدرسة. اول مرة تعرضت معاها لفضيحة جنسية بسبب جهلي باستخدام مخدر موضعي مستورد، افقدني الاحساس بيها. وبقيت زي كيس(القطن).. لا روح ولا احساس.. فبركة حكاية سريعة عشان اهرب من هذه الكارثة الطارئة، بعد كده مشيت العلاقة في مسارها الصحيح، خصوصاً أن فريدة مدرستي الحقيقية. انقذتني من الثقافة الوهمية اللي بتمنحها (الموامس).. عرفت معاها احتياجات الست من الراجل.. وإنها مش .. تمثال شمع.. خدتني واحدة واحدة.. وبحثت انا عن دروس خصوصية عند الاكثر مني خبرة في العلاقات النسائية، ومن مشاهدة الافلام الجنسية.
قبل ما تسألني عن ظروف فريده. جوزها مات صغير ، بعد موته أهله واهلها هددوها لو فكرت في الجواز حياخدوا منها البنتين والولد. اهلها عيلة كبيرة في الصعيد، اعترفت قدامي انها مكانتش بتحبه.. واتجوزته مستسلمة لجبروت ابوها.. وفرصة تهرب من العيشة في بيت العيلة ! اخوه رغم التقاليد الصعيدية اكتر من مرة حاول يتهجم عليها.. وحاول معاها.. لكنها رفضته.. اخر مرة عمل كده هددته تبلغ اخواتها وابوها، كثير قوي لما افتح معاها الكلام عن جوزها.. ابقي عايز تقولي اني احسن منه.. مش عارف ليه.. كنت بغير منه رغم انه ميت . خدت علي خاطري وزعلت قوي لما صارحتني إنها شافت معاه ايام سعيدة في أودة النوم…. في اليوم ده منمتش من الغيرة. بدأت أدخل طريق المكيفات واستخدام الوصفات الشعبية والادوية الرخيصة المصنعة تحت بير السلم، والمهربة مع تجار الشنطة من بيروت. سيطرت علي فكرة ان ارضائها مش هيكون إلا بالمتعة الجنسية..وإن لو شعرت بتراجع مني وانا معاها، هتسبيني علي طول وتدور علي واحد تاني. الاحساس ده بيموتني.. لما كنت اصارحها بالاحاسيس دي تضحك وتقولي انها بتحبني وعمرها ما هتسبني.. وان علاقتها بيه اتجاوزت اللي بفكر فيه وبقت حب.. مقابلاتي مع فريدة شبه يومية.. في شقتها.. بس ده عرضنا في كثير من الاحيان للفضيحة.. مرة بنتها خرجت من المدرسة بدري ورجعت علي البيت.. افتعلت فريدة معاها خناقة.. وغضبت.. وقفلت علينا في الاودة من جوه بالمفتاح.. صوت بناتها وهما بيعيطوا بره عشان يصالحوها.. كان بيقطعني. في اليوم ده نزلت من شقتها بعد نص الليل.. اتسحبت وهما نايمين.. في الشارع حلفت 100 يمين.. اني عمري ما حطلع عندها تاني.. خصوصا ان اختها جت بالليل وقعدت مع فريدة في الصالة وانا محبوس جوه الاودة..بقي عندي احساس ان في أي لحظة هنكشف.. الصبح لما كلمتني في التليفون قعدنا نهزر.. وتكلمني عن شقاوتي.. نستني.. الحلفان واليمين، وجري علي شقتها. زي ماكنت بغير عليها هي برضه بتغير وبجنون.. وعشان كده اكثر من مرة زارتني من غير ما تقولي.. في الجورنال زيارات تفتيشية مفاجئة.. في الزيارات ديه اتعرفت علي اثنين من زميلاتي.. ودخلت مع الاثنين في صداقة.. وبقوا يزورها في البيت.. الاثنين.. انقذوني كثير جداً.. وساعدوني في الخروج من شقتها.. وانا مش عارف اخرج بسبب الجيران. شقة شبرا، بعد ان اصبحت ملكي.. ومفتاحها بقي معايا.. انتقلت مقابلاتنا الي شقتي الخاصة.
كنت شايف الارتباك علي وجه وليد.. ارتباك مصحوب بخجل وهو بيقاطعني
– واحده واحده ياعم هشام علي.. ايه الاول حكاية شقتك الخاصة دي.. انت عمرك ما كلمتني عنها قبل كده.. اكيد دي غير بيت العيلة.
قبل ما أبدأ في الاسترسال في الحوار.. طلبت قهوة وأغلقت تليفوني المحمول، مش عارف ليه.. تملكني في هذه القعدة احساس التطهر من ذنوبي بالحكي، أو الرغبة في أن أمنح وليد صندوقي الاسود.. محدش عارف ممكن نتقابل تاني ولا… خصوصاً أن الايام بتجري.. وموعد السفر اقترب.
رجعت أكمل حكايتي أجاوب على أسئلته وأكمل اعترافاتي
دي شقة ايجار مكتوبة بأسم ابويا في شارع احمد بدوي، في الستينات كانت مكتب للالة الكاتبة، وبعد فشل المشروع، اصبحت مكان يقضي فيه عمي كثير من الوقت ويلتقي فيها بأصدقاءه بعد أن أخرج نفسه علي المعاش مبكراً، وبعد رحيله عن الحياة.. وافق بابا أن تبقي الشقة لي، خصوصاً بعد أن وجد عليها ايجار 6 سنوات.. لم يسدده عمي.. مقابل تسديدي لهذا الإيجار المتأخر اصبحت الشقة لي عشان ترحمني من المقابلات تحت تهديد الفضيحة.. اللي كنت بتعرض ليها كل مرة اطلع عند فريدة شقتها. لغاية مرة صاحب محل كوافير، محله جنب باب العمارة علي طول، طلب يتكلم معايا في موضوع خاص.. روحنا قعدنا علي القهوة..لقيته بيبلغني أن البقال.. وصاحب مصنع الشنط.. وكوافير غيره في العمارة.. اتفقوا.. علي انهم يبلغوا الشرطة، ويعملوا ليه \”كمين\” في أول مرة تزورني فيها فريدة في الشقة.. كلامه سبب ليه بصدمة.. وخوفني في نفس الوقت. بعد ماسبته روحت علي الجورنال في صالة التحرير لاحظوا اني ساكت مش بتكلم.. لغاية محررة زميلة مش بتستلطفني.. مسكتني تريقه من نوعية أني عامل عمله عشان كده لوني مخطوف. مدير التحرير في الوقت ده.. شاب دمه خفيف جداً.. وصديق لكل الصحفين تحت التمرين انقذني منها وخدني مكتبه.. صارحته بكلام الكوافير.. وكلامه عن (الكمين) المترتب ليه.. قعد يضحك.. وكلم اخوه ضابط في امن الدولة فرع شمال القاهرة يعني الشقة تبعه.. حكي له القصة.. واني من العيال بتوعه في الجورنال..اخوه كلمني خد اسمائهم، البقال وصاحب مصنع الشنط، والكوافير.
نسيت الموضوع.. ودخلت في جو الشغل.. بالليل روحت الشقة.. وانا بفتح الباب بالمفتاح لقيت فوق دماغي الكوافير اللي بلغني بالتهديد.. هو انت عملت ايه .. يا باشا؟.. الجماعة مطلوبين في مباحث امن الدولة.. مخبر وزع عليهم طلب حضور.. مكتوب عليه (حذاري من التأخير).. كل واحد منهم يعرف امين شرطة في قسم شبرا.. جري عليه.. يدور عنده علي حل في هذه الورطة! امناء الشرطة والمخبرين لما شافوا طلب الاحضار أتهربوا منهم.. لدرجة ان الكوافير صديقي حكي لي.. ان واحد منهم عرض رشوة 20 جنيه علي امين شرطة.. عشان بس يفهمه ايه اللي بيحصل.. امين الشرطة رفض ياخد منه العشرين جنيه وقاله.. دي امن الدولة يروح امك.. شوفوا عملتوا.. ايه.. واوعي تقول.. انك تعرفني.. كل ده بيحصل وانا مش في الصورة.. وميعرفوش اني طرف في القصة.. راحوا حسب الموعد المحدد في طلب الاحضار الساعة 8 بالليل.. قابلهم 8 الصبح.. وقفهم قدامه.. وهو مجهز ليهم تهم جاهزة.. المسيحي لابسه قضية.. انه خلي واحدة محجبة طالعة العمارة شدها من الحجاب بتاعها.. والاثنين المسلمين.. اشتراكهم في تفجير بارات شارع شبرا.. المجاورة للعمارة.. ولانهم فعلاً غلابة لعب باعصابهم اكثر من ساعة.. ده غير الوقت اللي قضوه طول الليل في انتظار مقابلته.. في الاخر قالهم.. انتوا تعرفوا فلان.. رد واحد منهم وقاله نعرفوا ده ابن عم فلان.. قاله عم فلان ده بروح امك في بيتكم هناك ده. الاستاذ الصحفي,, يعني مكتب وزير الداخلية عامل لينا صداع.. من امبارح عشانه.. وانه بيشتكي منكم.. حبك عليهم الفيلم.. واتصل بيه في التليفون الصبح .. وهما قدامه.. خلاهم يعتذروا واحد واحد.
طلبت من وليد ينتظر.. لغاية ما انتهي من حوار قصير.. مع مراتي، اللي ارسلت لي حسين يستدعيني.. لامر هام. مرتبط بشرائها اشياء مستلزمات السفر لي.
بمجرد عودتي للقهوة.. وانا بسحب الكرسي للجلوس.. فاجئني وليد..
معلش ياعم هشام الحاج والدك كان فين وكل ده بيحصل
سبته خلص كلامه.
(2)
في الوقت ده بابا كان طلع علي المعاش. لما صحي من النوم.. وهو بيشرب الشاي في البلاكونة.. حكيت ليه الحكاية.. مكنتش صادق معاه قوي.. بدل ما أقولة عن فريدا.. قلبت الحكاية انهم عايزين يدخلوا علي الشقة وزميلاتي عندي.. استفزه الكلام بعد ما شحنته ضدهم.. خصوصاً ان بابا عارف زميلاتي بالاسم وبيزورني في بيتنا وبيقعدوا مع امي.. واحنا بنتكلم .. اتاريهم بدل ما يروحوا علي بيوتهم يناموا جابوا بعضهم علي بابا علي طول يشتكوا له مني.. بابا بهدلهم وطردهم.. وقال لهم.. دي مش شقتي دي شقة ابني ويعمل فيها اللي هوه عايزة.. واي حد يفكر يقرب منه.. انا اللي هقف ليه.. نزلوا من عند بابا قفاهم يقمر عيش.. وعشت في هذه الشقة في حراستهم وتحت حمايتهم.. ادخل وقت ما ادخل واخرج وقت ما اخرج فريدة تزورني يومياً..ده غير زميلاتي.. حولنا الشقة.. لمكتب تجمع للصحفين والصحفيات، كثير قوي من زميلاتي قابلوا فريدة في الشقة.. سبحان الله عمرها ما زعلت من علاقتي بيهم، الاثنين محجبات.. وزي ما قلت قبل كده اخلاقهم.. كويسة..وبرضه مفكروش يلعبوا معايا لعبة النصائح خدوني صديق بالعيوب اللي فيه.. يجوز لاني عمري ما تعاملت معاهم علي اساس انهم بنات ولازم الشيطان يكون ثالثنا. خبر ان عندي شقة خاصة اتسرب بين الزملاء في الجورنال.. وبعيد عن الجورنال. كنت واخد قرار محدش ياخد مفتاح الشقة إلا لـ حسام فهمي .. زميلي في الجورنال وابن منطقتي.. دخل علي الخط معانا.. واحد اسمه يونان.. عرفني عليه حسام .. يونان ده شخصية عجيبة جداً.. يستمتع انه بيجيب لينا في الشقة ستات او بنات.. عمره ما طلب فلوس.. ولا مرة طلب انه يكمل السهرة معانا. يطب فجأة ساحب في ايده واحده او اثنين.. يبقي فرحان قوي اننا مبسوطين.. كل اللي جابهم يونان عارفين هما جاين الشقة ليه!.. إلا واحدة مرة قاعد بالليل لوحدي.. فوجئت بيه فوق دماغي.. عرفني ببنت شكلها رقيق جداً.. لبسها اكثر من عادي.. المكياج بتاعها بلدي شوية. طريقة كلامها خجولة. وكالعادة سابها ومشي.. مش عارف ليه.. احساس غامض.. اتملك مني ان البت دي مش بتاعت كده.. بعد حوار جس نبض قصير دار بينا.. أتأكدت من احساسي. عرفت منها ان يونان اتعرف عليها بعد نهاية عرض مسرحي.. تقدمه فرقة هواه.. واقنعها انه يعرف صحفيين ممكن يخدموها وينشروا ليها موضوعات صحفية ويعرفوها علي مخرجين.. سمعتها بهدوء.. شديد.. وبعدين فهمتها بطريقة لاتخدش حياءها.. هي ليه هنا معايا في الشقة دلوقتي.. وطلبت منها ماتخفش مني، مكنش معاها فلوس تكفي تركب تاكسي.. خدتها بنفسي ركبتها تاكسي ودفعت له الاجرة مقدماً.. وطلبت منها تاخد بالها من نفسها.. ومتديش ثقتها في أي حد بسهولة.. ووعدتها بالمساعدة في حدود قدراتي..
– ودي شفتها تاني ياعم هشام
بعد سنين طويلة قابلتها في كواليس مهرجان القاهرة السينمائي بعد ما بقت من نجمات الصف الاول في التلفزيون.. في البداية توقعت منها انها تتجاهلني، عشان متفتكرش تفاصيل الليلة اللي قابلتني فيها، ولكنها أتعمدت تجري ناحيتي وتسلم علي وتشكرني علي موقفي معاها… وعرفتني بجوزها المخرج.
عم هشام.. عشان خاطري.. كل شوية حد بيجيي يسلم عليك ويقاطعنا.. ايه رايك الجو حلو النهارده.. تيجيي نقعد قدام فندق (المريديان).. المنظر هناك بحس انه اجمل مكان علي النيل.
علي كوبري اكتوبر… استرجعت الحوار:
تقدم فريدة في السن اصاب علاقتي معاها بنوع من الفتور.. لدرجة لقاءتنا بقت مهمة ثقيلة علي نفسي.. اداء واجب.. بدأت اتهرب منها، احيانا ادعي المرض او الانشغال في الجورنال.. هي كمان بدأت تحس اني متغير من ناحيتها، اصبح ممكن يمر اسبوع كامل بدون ما نتقابل في الشقة.. عشنا مرحلة جديدة من الخناقات المستمرة.. ماكنش بينقذني منها إلا التعرف علي واحدة جديدة.. حبي ليها بدأ يبهت شوية بشوية ، والغيرة مبقتش موجودة، أسوأ أيام الاسبوع بقي اليوم اللي بقضيه معاها. حاجات معينة كانت مخلياني احتملها بعيد أكيد عن أودة النوم. انها مسؤلة عن مصاريفي بالكامل، سواء كان مصروف يومي. او شراء ملابسي الشتوية والصيفية.. ودفع فواتير التليفون.. ده غير ايجار الشقة وأجرة الشغالة اللي بتبعتها تنظف الشقة مرة كل اسبوع. الشغالة.. كانت تيجيي وتمشي.. تخلص شغلها وتروح.. عمرها.. ما تدخلت في علاقتي مع فريدة ولا لمحت.. بكلمة. مرة رجعت من بره كنت فاكر انها خلصت تنظيف لقيتها قاعدة علي الارض مستنياني. اتاريها عايزه تطلب مني تعمل فرح بنتها عندي في الشقة.. ليلة وخلاص. وافقت وكمان يوم الفرح .. اتفقت مع البقال..يدخل ليهم صناديق (بيبسي كولا).. بعد كام يوم من الفرح .. فوجئت بالشغالة وبنتها العروسة.. فوق دماغي.. إلا لازم ينظفوا الشقة بس بدون مقابل.. نوع كده من رد الجميل.. بس انا عوضت ده في ده اديت البت نقوط الفرح.. ومحبتش اكسفهم.. خرجت قعدت علي القهوة.. بعد شوية الست الكبيرة روحت.. وسابت العروسة في الشقة.. تنظف.. علي الظهر دخلت اشوفها خلصت ولا لسه.. هدومها غرقانه ميه. أتجاهلتها ودخلت المطبخ اعمل قهوة.. دخلت ورايا.. ماسكة في ايدها مجلة (بلاي بوي) محطوطة علي المكتب.. من اول نظرة وهي بتفتح صفحات المجلة بدلع.. وبتسألني مين من دول تعجبني.. فهمت هي عايزة ايه. سحبت سيجارة من العلبة اللي تحت المخدة.. تعرف يا بيه ان دي دخلتي.. امي جوزتني لـ عبده بتاع الجاز.. عشان عنده فلوس.. اصارحك بسر في الاوده دية علي المرتبة دية.. امي وعمتي دخلوا عبده علي دخلة بلدي.. كانوا مستعجلين قوي علي (منديل الشرف). ابويا كان رايح جاي قدام الاودة وأمي قعدت ترقص. ضحكت وأنا بعدل هدومي.. وغنوا \”قولوا لبوها أن كان جعان يتعشي\” كملت كلامها وهي بتولع سيجارة ثانية.. ومن يومها مش عارف يعمل حاجة اصحابه بيدوه افيون كل يوم يحطه تحت لسانه.. ويشرب سم هاري.. ويترمي ينام وانا جسمي يولع.. ولما يشوف عنيه مزغلله يقوم يضرب فيه، وامي شايفه ان العيب فيه بتقولي لوكنتي ست بجد كنت عرفتي تحركيه، ايه رايك فيه يا بيه، خدي معاكي المجلة دي يجوز لما يشوفها.. يصحي معاكي.. قعدت تضحك.. وعرضت تيجيي بدل امها تنظف الشقة كل اسبوع.. بس انا رفضت .. خوفت فريدة تعرف.. وهي علي الباب.. مروحة .. صحيح يابيه.. بينك وبين ست فريدة ايه.. دي كبيرة عليك هتمص دمك.. يلا ياروح امك.. انتي هتديني نصائح.. طب هات بوسة.. متزعلش قوي كده!
كنت بتكلم وشايف دهشة مفروده علي وجه وليد.. وحاسس ان عنده اسئلة كثيرة نفسه يسألها.. بس مكسوف مني.. لعدم احراجي معنويا، وعلي المقابل كنت عارف اني سببت ليه صدمه في استاذه..
عموماً:
باب الشقة لازق فيه علي طول مكتب صاحب مصنع الشنط.. يومياً بتقعد عنده واحدة من اللي بيتعاملوا معاه.. شعرها اصفر وبتحط مكياج زي مكياج الرقصات.. في الخارجة والداخلة متابعة تحركاتي.. ومتابعة الداخل والخارج، يظهر خيالها صور ليها اني علي علاقة بكل اللي بيدخلوا الشقة.. في يوم ناس كثير زاروني كلهم زيارات بريئة.. بعد اخر واحدة مشيت.. سمعت باب الشقة بيخبط قمت فتحت.. لقيتها هي نفسها الست اللي بتيجي عند صاحب مصنع الشنط.. بتطلب مني ولاعة.. طلبت منها تنتظرني علي الباب ادخل اجيب الولاعة من الاودة.. يدوب ادتها ظهري ودخلت الشقة سمعت الباب بيتقفل.. ودي في ظهري اقل حاجة ممكن اقولها عنها انها قبيحة وشوارعية، وعينها يدب فيها رصاصة، ماسورة شتيمة وانفتحت في انت مين انت واحدة خارجة وواحدة داخلة.. مش عارف ليه حسيت انها ناقص تطلع مطوة.. سبتها وروحت ابص علي صاحب المصنع قفل ولا لسه فاتح.. طمنتني انه قفل ورح وهي بعد ماتاكدت انه ركب عربيته ومشي رجعت تاني.. طلعت من شنطتها قرش حشيش.. ولفت سيجارتين.. ده غير انها عملت \”كنكة\” وأنا بخرجها من الشقة.. لقيت المكتب مفتوح.. وصاحبه قاعد يسكر ومعاه بت صغيرة يظهر من اللي بيشتغلوا عنده.. اول ما قلت ليها اتسحبت بصت من فتحة عندي مكسورة في زجاج الباب.. قعدت تشتم وتهدد تخرج تفضحه سحبتها جوه عشان صوتها عالي.. خفت يسمعها نروح كلنا في داهية.. من كلامها عرفت انها مراته وشريكته في المصنع.. بعد ما عرفت اهديها شوية.. قعدت تحكي ليه ان المصنع ده بتاعها .. وهوه شغال عندها.. ولف عليها واتجوزها.. وسارق فلوسها.. وديله نجس.. وكل يومين تمسكه مع بت من اللي شغالين في المصنع..
هوه صحيح انتي اسمك ايه.. شادية..
بس انا عمري ما قبلت مسيحية اسمها شادية..
ومين قالك اني مسيحية انا مسلمة وموحده بالله..
متكلمي عدل ياروح امك.. اللي بره ده مسيحي..
ايوه .. احنا متجوزين عرفي..
عرفي ايه ياست هوه ينفع.. وبعدين زعلانه قوي ومحموقة عليه هوه ديلة نجس وانتي الشريفة العفيفة
مش عارف ليه حسيت بالقرف منها .. بعد ما كنتش مبسوط.. وعامل احلا دماغ بالكنكة.. وسيجارتين الحشيش.. بصراحة مش فاكر مين عدي علي بالليل من صحابي سبتها ليه، وخرجت روحت علي البيت، علي القهوة لقيت جمال شوقي مستنيني.. قالب الدنيا علي ومعاه الدكتور فرج فودة..
وليد ما قدرش يخبي دهشته وقاطعني : فرج فوده اللي اتقتل ياعم هشام ؟
– ايوه فرج فوده اللي اتقتل.
– كان عايز ايه؟
عايز الشقة شهر مقر انتخابي.. بعد ما قرر نزول الانتخابات في شبرا علي مقعد الفئات.. استغل الدكتور فرج علاقته القديمة ايام الجامعة مع ابيه حسن حسين ابن عمتي.. وعرف يقنعني.. ووافقت ورفعت الشقة (مؤقتاً) عن استخدامها.. مقراً للمغامرات الشخصية وتحولت الي مقراً انتخابي مستهدف من الجماعات الاسلامية والاخوان المسلمين، ده غير مراسلين الصحافة الاجنبية.. والمصرية والعربية.. وبلطجية الحزب الوطني.
(3)
رجعت اقابل فريدة تاني في شقتها، او عند واحد صديقي في شقته في ميدان التحرير. اندمجت في الانتخابات.. مع الدكتور فرج فودة واصبحت شبه مدير لحملته الانتخابية. بحكم تربيتي في شبرا.. عرفت اجمع فريق من البلطجية ومحترفين الانتخابات.. في الحملة.. منها احنا فعلاً محتاجين لخدماتهم ومنها اني أكل ولاد منطقتي عيش.. كده كده الدكتور بيصرف.. علي الدعاية.. بس مشكلتي كانت مع العيال دول.. الدوشة اللي عاملنها في العمارة وشكاوي السكان منهم…. بس مرة رايح المقر الساعة واحدة بالليل.. بفتح الباب.. لقيت الشقة جواها بتاع عشرين واحد ويمكن اكثر.. وكلهم قاعدين علي الكراسي.. مؤدبين.. تقولش روضة اطفال.. كل ما احاول ادخل الاودة اللي جوه.. يقفلوا ويعترضوا طريقي خمنت ان فيه حاجة مش طبيعية..شغلتهم وفتحت الباب.. لقيت واحدة نايمة علي الارض ومعاها واد من العيال اللي شغالين معانا في الحملة.. يانهار اسود، طلبت منها تقوم تلبس هدومها وتخرج من الشقة بسرعة، وقلبت مع العيال علي الوش الوسخ وقعدت اشتم فيهم. الشقة متراقبة من العيال بتوع الجماعات الاسلامية.. وشغالين اشاعات علينا طول النهار..
كفاية اللي بيكتب في منشوراتهم عن الشقة رقم (8) واللقاءات السرية لمندوبي السفارة الاسرائيلية مع فرج فودة. ولاد المتخلفة حطوا صورة فولكهارد فيندفور مراسل «دير شبيغل» الألمانية، وكتبوا جمبه السفير الاسرائيلي، المهم وانا بشتم.. في العيال، قعدت البت تشد في دراعي عشان تكلمني علي انفراد.
ادخل بس اقولك.. متبقاش قطاع ارزاق.. وكل شوية تحط بقها في ودني.. دول دافعين كل واحد 5 جنيه حرام عليك الليلة هتبوظ.. طب بص هقلبهم في نص ساعة ومعاك للصبح ببلاش، صعبت علي قوي، وبصيت لوشوش العيال اللي قاعدين، كل دول هينهشوا في لحمها، عرفت انها خدت منهم 100 جنيه خليتها ترجع ليهم فلوسهم ودتها 100 جنيه من معايا وطردتها من الشقة وهددتها لو شفتها تاني هسلمها للاداب. مشيت فترة الانتخابات واحنا في العالي زي مابيقولوا في لغة الانتخابات.. لدرجة قبل الانتخابات بعشر ايام المقر بقي تحت حراسة ضباط أمن الدولة لحماية فرج فودة.. وتأمين المقر…. مرشح الحكومة محمد جويلي.. صديق ابويا من ايام الاتحاد الاشتراكي.. راح البيت اشتكاني لـ بابا.. عشان مشترك في مؤامرة سياسية ضده.
لقتني حابب أشرك وليد فى الحوار ومابقاش بحكي من طرفي بس،
– وطبعا زي ماانت عارف.
اكبر نسبة مؤيدين للدكتور فرج في شبرا المسيحين عشان شعار حملته (الوحدة الوطنية هي الحل) في مواجهة شعار (الاسلام هو الحل).. مرة قاعدين في الترتيبات الاخيرة ليوم الانتخاب..دخل علينا واد اسمه وحيد رأفت.. ملازم للدكتور فرج في كل حته وهو بيصرخ الحق.. يادكتور ابونا صليب عامل قداس في كنيسة الجيوشي.. بيروج فيه لانتخاب محمد الجويلي.. انفعل فودة وقعد يشتم.. فشلت في اني اهدئه واقنعه.. ان علاقة ابونا صليب والجويلي مش علاقة انتخابات دول اصحاب وولاد منطقة واحدة قبل ابونا صليب ما يترسم قمص .. رفض د. فرج يسمع كلامي وخد عربيته وطار علي البابا شنودة في وادي النطرون.. اشتكي له من ابونا صليب.. البابا عشان بيحب فرج فودة قطع صيامه.. ونزل عمل قداس.. يدعوا فيه الشعب المسيحي لانتخاب فودة.. حسب كلام دكتور فرج.. وهو شبه مغمي عليه.. في الشقة عندي.. زيارته للبابا رصدتها الاجهزة الامنية.. واترفع بيها تقرير للقيادة السياسية وللوزير زكي بدر.. اللي استدعي فرج وفي مكتبه رفض يقعده.. واستقبله بسيل شتيمه.. من اللي كان بيجود بيها الوزير علي المعارضة واللي كانت سبب في إقالته من الوزارة، . يابن \”.. \”ده انت مرشح حسني مبارك يا \”..\” يعني الانتخابات متزورة عشانك متزورة.. رايح تقابل شنودة ليه \”..\” .. عشان يتقال شنودة هو اللي بينجح ويسقط في الانتخابات. بتعمل منه زعيم يابن \”..\” روح لم اليفط بتاعتك والدعاية.. خلاص الفيلم خلص، وفعلاً سقط د. فرج بفضيحة.. وبعد سنتين استشهد برصاصات غادرة.. علي باب مكتبه في اسماء فهمي.. في ملف قضية غامض محدش فتحه لغاية دلوقتي.
ممكن وحياة غلاوة عم يحيي عندك تستني عند النقطة دي… وتستحملني شوية في الأسئلة..
انت ليه بتلمح أن اغتيال فرج فوده حادث غامض؟
خليك معايا يامعلم.. الاول انده الراجل بتاع السميط ده وبعدين نكمل كلامنا.. وكل اللي انت عايز تعرفه هتعرفه…
الله عليك ياعم هشام..
بعد رحيل د. فرج قابلت اخته راوية.. في مكتبه في اسماء فهمي بعد تحويل المكتب الي الجمعية المصرية للتنوير، كلامها معايا كان كله تلميح أن اصابع الداخلية مش بعيدة عن جريمة قتله وقت صفقة المصالحة الدنيئة مع الارهابين اللي بدأ فيها وزير الداخلية عبد الحليم موسي.
– مش الحوار ده ياعم هشام اللي كشفه صديقك عمرو خفاجي في كتاب \”ملف عبد الحليم موسى\”
– ايوه كان بينشره حلقات اسبوعية في (روزاليوسف).. راوية ياوليد.. ماكنتش بتكلم معايا بتخمن ولا بتقولي مشاعرها!
– عم هشام معلش استحملني فرج فوده بتاع الدولة.. وانت اكثر واحد عارف الدولة كانت بتستخدمه ضد الجماعات والاسلامين.. متقنعنيش ان عشان غلطة مقابلة البابا اتصفي جسديا.
سبته خلص كلامه.. وسحبت سيجارة من العلبه.. وطلبنا اثنين قهوة من واد من العيال السريحه.. اللي علي الكورنيش.
– اولاً.. انا مش بقنعك بحاجة.. ولا بعمل من فرج فوده بطل. انا بحطك قدام حقائق غايبه عنك.. عايز تسمع اسمع مش عايز خلاص..
– عم هشام اسف والله ما اقصد.. انت فهمتني غلط.. انا بناقش
– عشان فرج فوده بتاع الدولة زي ما حضرتك بتقول.. كان صعب بعد اغتياله.. تتعرض اسرته للي اتعرضت ليه… تعرف في أول معرض للكتاب بعد الاغتيال حصل ايه؟
– معرفش
– علي سالم الكاتب.. عارف علي سالم؟
– عارفه ياعم هشام عارفه
– في لقاء مبارك مع المثقفين استأذن وطلب الكلمة.. لما وافق له مبارك ابدي علي سالم استياءه من عدم الوقوف دقيقة حداد علي روح الدكتور فرج.. مبارك قاطعه وسخر منه وصرح تصريحات عبيطة مش مفهومة.. أقولك حاجة ثانية.. تعرف أن الاهرام منع نشر وتوزيع كتبه ومؤلفاته اللي كانت حديث وسائل الاعلام، وسمعت انهم حرقوا شرائط ندواته! عايز حاجة كمان توجع القلب.. اسرة الدكتور اتعرضت للتشرد والحصار والبهدلة.. تعرف ياوليد فرج فوده ليه دفنوه في القاهرة مش بلده (الزرقا) في دمياط. اهل البلد رفضوا عشان اعتبروه كافر!
– ثواني.. ياعم هشام.. انا موافقك.. أن كل دي شواهد تبرجل المخ.. بس ليه برضه يتقتل؟
– حلو.. هنا بقي كلامي تخمينات مش وقائع استنتاج مش حقائق.. عندي احساس ان الاجهزة رصدت اتصالات بين فرج فودة، والادارة الامريكية..علي طريقة ايمن نور.. بس ايام د. فرج لا كان فيه الجزيرة ولا فضائيات.. ولا العاشرة مساء.. مع ايمن سجنوه.. لكن ايام فرج كانت الدنيا ظلمة..
– ياه ياعم هشام انت عندك كثير قوي…
– بقولك ايه.. ياعم وليد.. تيجيي نرجع لـ فريدة
– نرجع… ياعم هشام..
(4)
اترفع ياريس الحظر المؤقت علي الشقة بسبب بسبب تحويلها لمقر انتخابي.. ودخل اطراف جدد معايا انا وحسام فهمي بس بشروطي الخاصة.. علي فكرة الشروط دي الوحيد اللي متفرضتش عليه حسام .. لكن اي حد تاني.. انا معاه .. يعني مفيش حاجة اسمها (اسبشيل)….
استقبلنا عضو جديد ، صحفي اكبر مني في السن بيشتغل في جورنال كبير ينطبق عليه وصف الشياكة والوسامة.. شوية الشعر الابيض بيدوه.. كاريزما خاصة.. صاحبنا ده تحول الي ممول للحريم .. من خلال خطة.. يطبقها يومياً ودايما بتنجح.. دائما يقف بعربيته الشيك في شارع القصر العيني.. من الساعة 2 لغاية 4 وقت خروج الموظفين والموظفات.. وشارع القصرالعيني معروف انه مزدحم بالمصالح الحكومية، ده غير المؤسسات الخاصة والبنوك.. وبرضه مجمع التحرير محسوب علي شارع القصر العيني. صاحبنا ده مؤمن بنظرية ان مش معقول كل الستات اللي ماشين في الشارع دول شريفات، شفت معاه اصناف مختلفة.. المحجبة والمنقبة والقديسة، ست البيت والموظفة.. الشيك والمبهدلة.. واللي لسه بنت! وكلهم ميعرفوش شخصيته الحقيقية.. ولا شغلته ولا اسمه، واللي تيجي معاه النهاردة .. لو ملكة جمال..متجيش معاه تاني..
ليه ياعم هشام؟
معرفش!
ورثنا عن صاحبنا تركة معتبرة.. لغاية ما اختلفنا بسبب واحدة.. طلب مني انها تكون خصوصية.. شوفت ان عادي الراجل كريم معانا.. وقدم السبت.. اتكررت مقابلاتهم في الشقة.. وبعدين مرة كنت في الشقة لوحدي.. طبت علي.. كنت عارف انه مسافر في مهمة صحفية خارج مصر، استقبلتها ورحبت بيها.. وقعدنا نتكلم وانا ملتزم بالاتفاق اللي بينا.. انها \”الاسبشيل\” بتاعته، في وسط كلامها.. فوجئت انها بتقولي كلام عني حسيت انه تجريح. أن دي شقته وأزاي اقبل اشتغل عنده! حسيت بالاهانه واعترفت ليها بالحقيقة ، لما كشفت ليها عن شخصيته الحقيقية.. قعدت تعيط يظهر بتحبه.. سبتها تمشي بهدوء.. وانتهت هذه الاتفاقية بيني وبينه. ورجعت تاني الي فريدة بعد ما بقت علي هامش حياتي..
ازاي علي هامش حياتك ياعم هشام؟
يابني بقولك.. بقي عندي ثروة من (الستات).. اغير فيهم زي مايعجبني، طبيعي أني أزهق من التكرار.. وتحكم واحده بس.
طب ايه اللي رجعها بقوة؟
صحيت في يوم .. علي شيخ الحارة بيبلغني.. اني مطلوب للتجنيد.. بعد استنفاذ سنوات الرسوب في الكلية.. ورفع تأجيل الخدمة العسكرية.. اللي بتمنحه الكلية للطلبة.. حسيت بالانهيار النفسي وانا باكتشف ان سني بقي 30 سنة، كل شيئ بيضيع مني في لحظة شغلي ودراستي.. اسودت الدنيا في وشي ، وبدأت خطوات الالتحاق بالتجنيد.. اول يوم بعد الكشف الطبي رجعت البيت مهموم وحزين .. ماما اول واحدة قابلتني.. لما عرفت أني لائق طبياً حسيت انها عايزه تزغرد… زي ماتكون سمعتني بقول ليها انهم أدوني اعفاء من التجنيد. ولما وضحت ليها انهم قبلوني في الجيش
ردت: عارفة يعني نحمد ربنا ونبوس ايدينا وش وظهر.. هو انا هفرح لما يطلع عندك ثقب في القلب عشان متدخلش الجيش.. ولا عينك بايظة..
سبتها ودخلت نمت.. وتاني يوم روحت ادارة التجنيد علي امل العودة للبيت.. مرجعتش .. ورحلونا علي مركز التدريب في حلمية الزيتون.. 40 يوم مخدتش أجازة حظي اني دخلت الجيش ايام غزو العراق للكويت. .. لما فتحوا الزيارات بابا جه مع جمال شوقي، وقعدوا في ملعب الكورة مع عائلات العساكر.. لما شفت بابا من بعيد دموعي نزلت وعيطت.. وانا داخل عليه قام وقف سلم عليه من غير حتي ما يبوسني.. طريقته في السلام وحكاياته عن خدماته لبلده. خلتني امسح دموعي. عشان ميشوفهاش. مرة بحكي الحكاية ديه لجمال شوقي بعد سنين وانا بضحك..
لقيته بيقولي اقولك سر:
عم محمد بعد ماخرجنا من عندك من مركز التدريب.. قعدنا في قهوة في ميدان الحلمية قعد يعيط نص ساعة..الزيارة التانية كانت في نص الاسبوع علي غير العادة . استدعاني ضابط عظيم مركز التدريب بعد إنتهاء الطوابير.. في مكتبه لقيت فريدة قدامي .. بتتفاوض مع الضابط عشان تدخل الزيارة اللي معاها… وهوه بيقنعها أن الكميات اللي عايزه دخلها ممكن تتسبب في محاكمتي بتهمة التجارة في البضائع بين العساكر
ليه ياعم هشام كان معاها ايه؟
كانت حاطه الحاجة في شنطة سفر. 2 قرص جبنة رومي، 2 برطمان نسكافية فرنساوي، 3 انواع مختلفة معجون حلاقة ده غير 4 زجاجات لسيون مابعد الحلاقة.. ورنيش وصبغات للاحذية من الانواع المستوردة، اكثرمن 50 علبة اكلات محفوظة.. علبة شاي فتلة.. كبيرة.. اكل مطبوخ ملفوف في ورق المونيوم، خراطيش سجاير سوبر) الضابط اشترط ان يتم تقسيم الحاجات دي بالنص.. وإلا لن يسمح بدخول اي حاجة. فريدة رفضت ترجع ببقية هذه الاشياء وطلبت منه ان يقوم هو بتوزيع الجزء الباقي علي العساكر. بعد خروجي من مركز التدريب.. عادت المقابلات بينا في شقتها.. اختفت الستات من حياتي تماما.. ومبقاش فيها إلا فريدة، نتقابل احياناً بالليل في شقتها اوالصبح بدري .. او ايام الاجازات…. كنت محتاج ليها معنويا ومادياً أكثر بعد ما توقفت عن العمل في الجرائد والمجلات تماماً واصبح ماينشر لي اعمال شرفية حتي لا ينسوا اسمي، تحملت معي عبأ هذه المرحلة بجدعنة.
– ثواني ياعم هشام والنبي.. ليه المقابلات رجعت في شقتها.. الشقة راحت فين؟
– سبتها لظروف عائلية. المهم بعد خروجي من الجيش، وقعت في واحدة اصطادتني بدون أن تبذل أي مجهود، .. القت بشباكها مستغلة احزاني بسبب موت امي من فترة قريبة. وهزيمتي العاطفية الكبري. اندفعت معاها في علاقة مجنونة، رضيت علي نفسي أكون في الظل أكتب موضوعاتها الصحفية، صنعت منها نجمة في الوسط الصحفي في شهور قليلة، بقي يحجزوا ليها غلاف مجلة اسبوعية شهيرة . اختفيت من الوجود الصحفي، ورضيت علي نفسي أكون تابع ليها. وعشان تكتمل الكارثة.
– ممكن اسأل سؤال..
بعصبية شديدة.. لاني كنت عارف السؤال.. اكيد عن هزيمتي العاطفية الكبري..
وانا مش مسموح لي بالرد!
اسف.. ايه الكارثة اللي حصلت؟
طلبت مني أتجوزها رسمي عند المأذون، بعد علاقة سنتين.. علاقة زوج وزوجه. متسألنيش من فضلك ليه انا وافقت.. عشان معنديش اجابه! بعد فترة طلبت أوقع ليها علي (قائمة منقولات). رغم أننا اصلاً.. لم نشتري عفش أو أي أثاث. ومكنش عندنا شقة من اصله. عرفت تلف دماغي وتقنعني أن (القايمة) ضمان ليها عشان لو فكرت أغدر أو العب بديلي. مش هنكر اني خنتها. بس ده كان رد فعل للكلام اللي محاصرها والاشاعات اللي محصراني، كنت بشوف نظرات استهزاء بتقتلني من زملاء في الجرائد، عارفين سيرتها. لما عرفت اني خنتها طلبت الطلاق. خدتها علي المأذون من غير ما أفكر، نفس المأذون إللي كتبت الكتاب عنده. المأذون عشان صاحبي من أيام المعهد الازهري في شبرا. بدأ يبعت ليه اشارات في كلامه عشان افهم. من نوعية أنا مش مسئول عن أي ورقه كتبتها بعيد عن المكتب.. عايز يقولي. وقف إجراءات الطلاق لو مخلياك تكتب (قائمة). بكائها الهستيري.. وصريخها الجنوني. خلاني اتعميت. كنت عايز اخلص بسرعة من أم الموقف ده. وافقتها وخليت المأذون يكتب قبل الدخول! معترضتش! بعد يومين.. لقيت بابا بيكلمني علي تليفون الجورنال. بيبلغني انها رفعت قضية تبديد منقولات، وأن المحضر لسه ماشي من عنده بعد ما سلمه الاعلان. حطيت السماعة واتفتحت في العياط. مكنتش خايف من القضية ولا البهدلة ولا السجن. ازاي اقدر اواجه بابا ازاي احط عيني في عينه.. ده جزاءه انه اداني الحرية عمري كله. معرفتش اواجهه. الغريب أني كنت بشتغل بنظام دقيق جداً.. مفيش مرة رئيس التحرير اشتكي أن شغلي مستواه اتراجع. أو أتأثر.
بس بالليل أفضل اشرب لغاية الصبح .. وانام في الجورنال.. اهملت في هدومي وشكلي، دقني بقي شكلها يقرف.. بقيت شكل المدمنين.. لما كنت اشوف اثنين بيكلموا، بصوت واطي.. افتكرهم بيتكلموا عني. احساسي بالفضيحة اتملكني. وبقي هو المسيطر علي تفكيري، بعدت عن قهوة (فينا).. تجمع الزملاء في الجورنال مع رئيس التحرير. لغاية ما قابلت صدفة.. د. نائل السودة. طبيب نفسي وبيكتب زاوية اسبوعية في الجورنال. دار بينا حوار شبه عادي. بس أنا كنت مش عايز ابص ليه.. عيني كانت في الارض. مش عارف ليه انا اللي فتحت معاه الحكاية.. كنت عايز اعرف بيتقال عني ايه بالليل في قعدة القهوة.
بهدوءه اللي بحسده عليه رد: بس ده من اسبوع.. فيه حكايات جديدة وفضائح ثانية وابطال جدد.. انت ليه فاكر ان العالم متوقف عشان قصتك.. هوه ده اللي مخليك حابس نفسك.. صدقني حكايتك خلاص بقت قديمة.. محدش فاكرها.
وليد نصر زميلي في الجورنال.. بلغني رسالة من ابويا بيقولي فيها : عيب انت راجل.. مش موقف زي ده اللي يهزك.. وبعدين انا من امتي اتخليت عنك.. في اليوم ده روحت البيت.. بابا خدني في حضنه.. قعدنا نتكلم.. قال لي.. فاكر يوم موت امك.. انت اللي خلتني اتماسك.. لما قلت ليه: بابا انا خلاص.. ماليش غيرك.. انت فاكر بعد الكلمة ديه ممكن اتخلي عنك.
قبل الجلسة الاولي من القضية.. روحت مع صديق صحفي رياضي معروف لمحامي شهير ايوه هوه بغباوته، تعامل مع القضية بتعالي، وسلم الدعوى لمحامي في مكتبه ومشينا . في أول جلسة محضرش المحامي معايا .. لانه محبوس في قضية تعدي علي محامي. القاضي هبدني شهر.. سجن! وبدأت رحلة في حياتي مع المحاكم ومطارادات تنفيذ الاحكام.. ورشاوي المخبرين.. عشان ما اتخدش لتنفيذ الحكم.. لدرجة ان في مرحلة معينة من التقاضي، كنت بروح انام في بيت طاهر اخويا في امبابة. لغاية الجلسة الاخيرة مبقاش عند المحامي بتاعي حيل قانونية يتلاعب بيها من اجل تأجيل القضية، قبل الجلسة ديه بالليل سهرت علي القهوة مستسلم لمصيري.. قبل الفجر تقريبا .. مقدم البرامج ممدوح موسي جه مخصوص للاطمئنان علي سير القضية.. ايوه ممدوح موسي ميهمنيش رايك فيه او رأي حد تاني فيه كمقدم برامج انا بكلمك عن ممدوح موسي صاحبي.. ممدوح الجدع صاحب صاحبه الشهم ابن الناس الطيبين اللي زي اهلي واهلك.طلبت من ممدوح نروح السيدة نفسية.. للزيارة.. لما نزلت من عربيته شفت قدامي ست لابسه ابيض في ابيض اصرت تسلم علي بالايد.. مطلبتش مني حاجة.
وهي بتودعني.. لقيتها بتقول:
منصور أن شاء الله.
ابتسمت في وشها .. وكملت خطواتي الي داخل الضريح.. قدام المقام الشريف اتفتحت في العياط بحرقة شديدة قوي.. وشكرت ربنا علي هذا البلاء.. فاكر اني قلت ليه
\”يارب ان كان هذا الحكم يطهرني من ذنوبي.. انا راضي جداً.. يارب انت أعلم أني ارتكبت كثير من الذنوب.. لايمكن ان يكون عقابها شهر سجن! يارب انا راضي بحكمك في ذنوبي.. لكن هذا الذنب لم ارتكبه.. انت يارب عارف انني مظلوم.. بحق سيدنا النبي.. وبحق صاحبة المقام الشريف.. يارب.. لا تحاكمني علي ذنب لم ارتكبه.. طهرني يارب من ذنوبي\”.. بعد هذه الوصلة من الدعاء والصلاة .. تملكتني حالة من الوجد الرهيبة والصوفية والنقاء.. لم اعيشها في حياتي.
نسيت اقولك ياعم وليد..
رغم كل الظروف دي والمشاكل اللي مريت بيها..قبل القضية ما تخلص.. اتقدمت لمراتي وخطبتها وصارحتها وصارحت اهلها بكل تفاصيل القضية.. وكانوا كرما معايا وحسوا اني مظلوم. لدرجة قبل الحكم الاخير في القضية واللي كان بنسبة 99% في غير صالحي..روحت قابلت مراتي واحنا لسنا مخطوبين… وحطتها في الصورة معايا وان ممكن بكرة اكون نزيل سجن الاسئناف. واحطها في اختيار تكمل معايا ولا كل واحد يروح في طريقه. ردها قلب علاقتي بيها من واحدة متقدم ليها عن طريق زواج تقليدي.. لزوجة وحبيبة وصديقة.. \”مشكلتك انك عمرك ماعرفت ولاد ناس\”.. روح اتحبس وانا مستنياك.
مدام عبير صح..
ياسيدي ايوه مدام عبير هو انا متجوز غيرها
معلش ياعم اعذورني.. انت الليلة دية بتقول قنابل..
بعد ما رجعنا من السيدة نفسية.. روحت علي البيت في شبرا ونمت.. نومه محصلتش من شهور طويلة، بسبب مطاردات مخبرين تنفيذ الاحكام. وانا نايم امي صحتني في الحلم قعدت تهزني بعنف.. قوم انت خايف ليه.. متخفش.. انا روحت زورت جدك الشيخ الجوهري.. وجدك الشيخ محمد عبد العزيز.. هما وعودوني خلاص يقفوا معاك متخفش.. انا عارفة انك مظلوم. صحيت ياوليد من النوم في بطني بطيخة صيفي.
خدت بنصيحة المحامي بتاعي ومرحتش معاهم المحكمة. حسين لما رجع شبرا حكي ليه عن حاجات حصلت في قاعة المحكمة، محدش ممكن يصدقها، عدت حدود المنطق والقانون. لما القاضي طلب حضوري للمنصة ..
امها ردت: هربان يافندم.. بعد ما الطب الشرعي اثبت صحة توقيعه..
والنبي تهدي عليه شويه… هي امها محامية؟
بص امها حسب كلامها معايا خريجة تجارة.. كان حلمها تشتغل محامية.. كل يوم بتصحي تروح تقعد في قاعات المحاكم تتابع القضايا..
المحامي بتاعي كان فاكرها محامية.. من كثر ما بتكلم بمواد القانون والادهي انها عارفه كمان التعديلات..
سبني بقي أكمل الحكاية مش عايز انسي…
المحامي بتاعي.. طلع من شنطته ورقة بيضاء.. اقسم لي انها بيضاء. مش مكتوب فيها سطر واحد وقال للقاضي: ده محضر صلح يافندم.. عايزين نديها حاجتها.. وهي رافضة..
القاضي القي الورقة البيضاء امامه علي المنصة،
ووجه كلامه لامها .. الراجل عايز يصطلح ياست.. انتي عايزه.. تسجينيه وخلاص.. يكفيك قد ايه يا استاذ عشان تديها حاجتها..
اللي تشوفه بافندم..
وبدأت القضية من رقم صفر.. وسحب المحامي الورقة البيضاء من قدام القاضي.. حتي لا يصدر قراراً بحبسه هو.. وانتهت القضية بالتفاوض والصلح.. بعد أن ايقنت هي وامها ان القضية ستأخذ سنوات جديدة في المحاكم. بعدها قابلت مصطفي ابن خالي.. ابويا في الطريق.. واخبرني انه شاهد الشيخ فرغلي شيخي في رؤية .. والشيخ طلب منه يبلغني.. احاسب.. المره ديه قرصة ودن..بعد كده السجن.. في الوقت ده الشيخ فرغلي كان انتقل رحمة الله عليه.. ولكن ظل ملازمني.
مش بقولك انت حكاية ياعم هشام.. مين الشيخ فرغلي؟
(5)
بمناسبة الشيخ فرغلي طلبت من وليد نروح سيدنا الحسين نزور.. ونكمل كلامنا في الطريق.. في العربية سحبت شريط للمنشد (ياسين التهامي) مزاجي كان طالب اسمعه قوي..
الشيخ فرغلي ياوليد شيخي في الطريقة.. في الصوفية.. بيني وبينه عهد..أول مره شفته لما جرس بيتنا في شبرا ضرب ولقيت مصطفي بيومي وكرم اخوه ولاد خالي وولاد عمتي في نفس الوقت.. لسه جايين من سمنود.. بعد السلام علي خالهم وعمتهم.. اصروا اني البس هدومي وانزل اروح معاهم مولد السيدة زينب.. قعدت اتريق وأقل أدبي مولد ايه ياعم حلوا عني انا ماليش في السكة دية.. مصطفي عرف يضحك علي وقالي هو حد قالك تعالي صلي وأقرأ قرأن.. تعالي معانا اتفسح.. عيش الجو الفلكولوري ده.. عجبتني الفكرة.. دخلت خدت حمام.. ولبست هدومي ونزلت معاهم. في ميدان السيدة زينب طلب مني مصطفي أقرأ الفاتحة (للست).. عادي هو انا خسران حاجة.. نقرأ الفاتحة.. خدوني علي شقة في شارع سيدي زين العابدين اللي جمب قسم السيدة زينب.. دخلنا لقيت ناس كثير قاعدين علي الارض.. ماسكين كتب صغيرة.. مش مصاحف.. وفيه شيخ وقور قاعد علي كنبة بسيطة لحيته بيضاء حريرية..اول ما شفنا .. شاور بايده لمصطفي ابن خالي اننا نروح ليه . هات ابنك يا دكتور مصطفي وتعالوا.. هنا..
مش عارف ليه مصطفي جري عليه وباس ايده.
بعد كده عرفت ان في الصوفية اللي بيخلي واحد يقرأ الفاتحة لاول مرة بيقي الواحد ده ابنه في الطريق.. يعني انا ابن مصطفي في الصوفية.. قعدنا علي الدكة جمب عم الشيخ فرغلي قرب مني.. واخذ يتبادل معي النظرات.. نظرات طيبة ولكن كلها عتاب.مكنتش فاهم ليه؟ .. انا اول مرة اشوف الشيخ في حياتي.. الشيخ طلع علبة السجائر بتاعته اداني سيجارة .. وحط بقه في ودني عشان محدش يسمع من اللي قاعدين ويفضحني ..
انت ليه مزعل منك السيد البدوي ياقاضي الشريعة..
مفهمتش يقصد ايه؟..
هو انت برضه مش قاضي شريعة.. مش بتدرس في كلية الشريعة القانون!.. السيد البدوي زعلان منك ليه؟..
والشيخ بيتكلم دماغي لعبت.. وذاكرتي بدأت تعيد مشاهد معينة بتحصل ليه في طنطا من شهور، مفيش مرة برتب أني أزور سيدنا السيدة والزيارة بتم، دائما حاجة بتعطلني..مرة الاقي قدامي الاتوبيس اللي بيروح الجامعة فاضي.. اجري اركبه ومرة الاقي معاد القطار العائد للقاهرة اقترب.. فعلاً سيدنا السيد مش عايز يشوفني..
في اللحظة ديه..عم الشيخ فرغلي رضي الله عنه.. قطع صمتي.. افتكرت ياقاضي الشريعة
سحبت ايده ابوسها.. طبطب علي كتفي بأبوة ..
متخفش انا سويت الامور بينك وبين سيدك السيد.. اول مرة تروح الكلية.. تصلي الصبح في البيت.. وفي طنطا.. توهب ليه سورة \”ياسين\”.. وابقي سلم عليه.. واقوله الشيخ فرغلي بيسلم عليك..
في الجلسة ديه.. اتعرفت علي واحد اسمه صلاح.. بلديات ولاد عمتي من (سمنود).. الشيخ خد ايده.. حطها علي ايدي.. وقرأنا معاه الفاتحة.. عم الشيخ فرغلي خواني انا وصلاح في الله.. وخدنا معاه عهد.
كثير قوي لما كنت اروح عند عمتي في (سمنود) تبقي قعدتي في دكان عبد الحميد الشعراوي.. مفيش مره روحت عند عبد الحميد إلا والاقي صلاح ورايا علي طول … قلبي كان حاسس اني هلاقيك.
دكان عبد الحميد زواره كلهم دكاترة ومهندسين وضباط ومقاولين وعمال وفلاحين.. اغنياء وفقراء.. متعلمين وبسطاء.
بس كلهم بيتلموا عند عبد الحميد الشعراوي حبا وكرامة في سيدنا النبي.. وال بيته.. بس ما يمنعش طبعاً.. شوية سياسة في الحوارات.. علي حكايات مني عن الفنانين والفنانات.. اكثر حاجة حببتني في الناس دول انهم عمرهم ماخدوني بالشدة ولا كشروا في وشي.. دائما عندهم مبررات لسوء سلوكي.. ومعلش بكرة حيبقي كويس.
فاكر لما مصر كلها اتكلمت عن سيدي الشيخ صالح ابو خليل في الشرقية..
– والمصحف ياعم هشام كنت هسألك رايك ايه في الراجل ده؟
– روحت عنده مرة زيارة الشرقية مع ابنة عمتي ومراتي .. لما دخلت علي الشيخ صالح ابو خليل.. في جلسته.. قبلت أيده.. وجلست بجواره.. طوال الجلسة لم ينظر نحوي ولكن نظراته كانت متجهه نحو الباب.. لما طلبت دعاءه لي.. رد علي رد أذهلني شيخك اولي بيك..لم اتعمق في المعني الباطني للرد .. وتعاملت مع ظاهره.. وغضبت جداً واعتبرتها قسوة.. حتي التقيت احد شيوخي في الصوفية.. وحكيت له تفاصيل الواقعة كاملة.. ربت علي كتفي.. وفاجئني.. بكلامه: عارف عمك الشيخ صالح عينه لم تلتقي بعينك ليه.. وكانت نظراته فين.. كانت مع الشيخ فرغلي اللي كان في ظهرك.. هو الاب بيسب ابنه.. عارف لو عمك الشيخ ابو خليل شيخ (فشنك) كان علي طول قالك تعالي أقرأ فاتحة معايا وخد عهد.. بس هو بيشوف.. وعارف ان مفيش عهد علي عهد ولا فاتحة علي فاتحة.. وان شيخك اولي بيك.. صحيح عم الشيخ فرغلي شيخي وتاج رأسي.. الفاتحة بقي لعم الشيخ فرغلي.
بعد انتهائنا من قراءة الفاتحة… وانا بستعد لدفع الحساب في (الفيشاوي)
بخجل سألني:
– عم هشام وفريدة خرجت من حياتك ازاي؟
ياه.. انت لسه فاكر:
ولاحاجة واحد صاحبي… عمل معايا زي ما انا عملت مع حسين.. راح قال ليها.. اني غرقان لشوشتي مع واحده تانية.
– ممكن اسألك سؤال بس والنبي ماتزعل مني.. انت ليه حكيت ليه كل ده؟
عشان انت الوحيد اللي عارف انه بيحبني وممكن يرد غيبتي.
– عم هشام انت لازم تسافر؟
…………………………….
فصل من كتاب \”قبض الريح.. أيام وراحت\”، للكاتب والصحفي المصري هشام يحيى، صادر عن دار روافد للنشر، 2014.