هبة الله أحمد تكتب: ورقة التوت والمربوط

يقال إنه بارتكاب آدم وحواء ما نهى عنه رب العزة، بانت سَوْءَاتُهُمَا، أى فُضحا وبان ما كان مستورا عن الأعين، حتى ورقة التوت الأخيرة.. سقطت فتمت الفضيحة كاملة.

أسبوع واحد مر على مصر، تساقطت أحداثه عن نظامها ورق التوت الذى يوارى السوءة والعورة الفاضحة فى كيفية إدارة مقاليد الحكم.

حادثة الاعتداء وسحل أطباء مستشفى المطرية من قِبل أمناء الشرطة لرفض الطبيبين كتابة تقرير مزور لهما، فى حادثة هى الأكثر جرأة وفجاجة، والمجاهرة بالإثم من وزارة الداخلية عن طريق زبانية جحيمها \”أمناء الشرطة\”، ليفكر بعد ذلك أى طبيب ألف مرة قبل رفضه كتابة ما يملى عليه من أى أمين شرطة، حتى لا يصيبه ما أصاب زملاءه.

الطبيب الذى كُسر ظهر أهله عليه ليصبح قيمة فى المجتمع، وينال التقدير من وطنه، لتتغير أغنية الجميل محمد فوزى فى 2016 بصوت أمين شرطة إلى:

ميمى دكتور وسعاد دكتورة، وإحنا نسحلهم.

لكن.. من منا يستطيع الاعتراض على أمين الشرطة الذى حقق نبوءة الرائع صلاح جاهين:

ما تقولش أمين شرطة اسم الله.

طبعا اسم الله عليه، عندما نقرأ أن أمين شرطة أعاد 20 مليون جنيه للدولة،  كان قد اختلسهم فى التصالح مع الدولة، وفتح صفحة بيضاء ويدا خضراء، واسقاط التهم بمجرد رد النقود للخزينة العامة، وكذلك عدة ملايين من لواءات من رجالات الوزير الأسبق للداخلية حبيب العادلى،

فى تساؤل واضح: إن كان صبيان الوزير وزبانيته من أمناء الشرطة يملكون كل هذه المبالغ، فكم يبلغ ما دخل جبعته؟!

وهل رد المختلس أصل المبالغ التى اختلسها وإسقاط التهم عنه، يعطى ضوءا أخضر لغيره بالاختلاس، وتشغيل النقود لفترة، والاحتفاظ بفوائدها  بتكرار تلك الفعله؟

لكن كل تجاوزات وزارة الداخلية تُغفر أمام  فعلة شابين سخرا من الداخلية فى عيدها، فى واقعة الواقى الذكرى!

أنا لست مع الفعل، لأنه ينافى الأخلاق التى تربينا عليها، لكننى لن أنصب لشاب لم يتجاوز العشرين عاما المشنقة، واطالب بقطع رأسه بعد اعتذاره علنيا وبوضوح.

وظهور الحناجر الجعورية من مدعى الشرف والفضيلة وتجار المواقف وملئهم السماء ضجيجا، ونائب الشعب المحترم المعروف عنه بذاءة لسانه وسيديهاته لكل مواطن، مطالبته للداخليه باغتصاب الشاب \”أحمد مالك\” بطريقة صريحة، وتحريض واضح ومباشر.. الكل طالب برأس الولد، ولم ينظر إلى ما يفعله، ويُخضع نفسه للعقاب، لكن المسيطر على الأجواء مقولة: اضرب المربوط يخاف السايب، لتصبح  هى المبدأ العام فى التعامل القانونى فى البلد.

وبمناسبة السايب: اطل علينا وزير البيئة ألا نخاف لو دخل علينا تمساح المنزل!!

فى تصريح هو الأكثر استخفافا مؤخرا، حيث ظهرت تماسيح فى محافظة الجيزة، والتماسيح لم تُرب فى البانيو فى شقة \”حسن مالك\”، أو لم تدسها إسرئيل فى ترعة المريوطية والإسماعيلية، ولا دسها الوايت نايتس لأولتراس أهلاوى لتكدير صفوهم بعد تصدر الأهلى للدورى!

التفسير المنطقى الوحيد لظهورها هو فتح بحيرة ناصر لتعوض النقص فى مياه نهر النيل بعد بناء سد النهضة الإثيوبى، وفشل زيارة السيد الرئيس لإثيوبيا لحل مشكلة السد.

مشكلااااااااااات كثيرة بجانب ما سبق، كارتفاع الأسعار والتلويح برفع  قيمة تذكرة المترو، وبالتالى رفع أجرة جميع الموصلات، يتغلب عليها المصريون بالنكتة والضحكة وروح الدعابة وسرقة الضحكة من الحزن، والبحث عن أى بسمة فى تلك العتمة، وهناك شاب جميل يجيد صناعة البهجة \”إسلام جاويش\” لتطالعنا صفحته اليوم بأنه تم القبض عليه، والتهمة  ادارة صفحة بدون ترخيص، وحيازة رواتر!

اعتقد أن التهمة الصحيحة هى حيازة الأمل.

وضرب المربوط، شاب بسيط نحيل لا يحسب على أى تيار سياسى، لديه ما يقارب الـ 2 مليون معجب على صفحات التواصل، ليخاف السايب \”كل المتابعين طبعا وأنا من بينهم\”.

هل الضحكة تسئ للنظام، أم الفكر يزدريه، أو الممارسات القمعية لوزارة الداخلية والفجر الشديد بالإثم، أم  تخبط الإعلام وعشوائيته؟!

هل تصبح الورقة هى ورقة التوت الأخيرة التى تسقط من سوءة النظام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top