أبو رجِل مسلوخة: حكاية تراثية كانت تُحكى للأطفال لكي يسمعوا كلام الأباء والجدات أو يردعوهم عن الأفعال التي لا يريدونها، مثلا: لو ما نمتش هانده لك أبو رجِل مسلوخة، أو لو نزلت تلعب في الشارع بالليل، هتلاقي أبو رجِل مسلوخة في بير السلم تحت.
وخلق جو من الساسبنس والرعب حول الأطفال ليسمعوا الكلام، وكان كما هو معروف أن أبو رجل مسلوخة على علاقة طيبة بالغولة، فيشتد ضرره إن حضرت معه، وأن أولاده المساليخ الصغيرين بيتعشوا دم منزوع الدسم.
المهم: الحكومة الميمونة بتاعتنا بعد حادثة تصريحات وزير العدل السابق: بأن إبن الزبال ما ينفعش يكون قاضي، وثورة السوشيال ميديا ضد تصريحات اُعتبرت عنصرية وطبقية وتنافي مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين فئات الشعب المختلفة، انتصرت السويشال ميديا \”فيس بوك – وتويتر\”، حتى فجأتنا الحكومة اليوم بخبر تعين المستشار \”أحمد الزند\” وزيرا للعدل حتى تنتحر السوشيال ميديا بإشعال نفسها في مقلب للزباله مشتعل.
وحسب تعريف موسوعة ويكيبيديا الحرة:
الزَّنـْد (بالإنجليزية: Ulna)، هي عظمة طويلة تسير بشكل متوازٍ مع عظمة الكعبرة والتي تقع على اليمين من عظمة الكعبرة داخل منطقة الساعد.
أي أن المستشار الزند دُق في ذراع الحكومة كعظمة طولية داخل منظومة الحكم المصرية التي تفتح آلاف التساؤلات بهذا الاختيار، وكما أن حكومتنا الرشيدة أحبت أن تخيف مرتادي السوشيال ميديا بأبو رجل مسلوخة لكرسي العدالة، فالمستشار \”الزند\” إحدى أقواله المأثورة: نعم إحنا السادة والشعب العبيد، وأعتقد أن ذلك التصريح أكبر وأكثر غلظة وعنصرية من تصريح الوزير السابق، الذي أصنفه كسقطة تصريحية، تحدث فيها الرجل بصراحة متبجحة عن وضع الإختيار للمناصب الرفيعة في مصر كالقضاء والشرطة والسلك الديبلوماسي والجيش أيضا.
وكما أن حركة أبو رجِل مسلوخة يُراد بها تخويف المسئولين لمراعاة تجميل الكذب في التصريحات، بجانب ضربة قاسمة لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي المنادين بالمساواة ومحاسبة المسئولين لتصريحاتهم غير المسئولة ومراعاة توقيتها وألفاظها.
لكن ما يثير عجبي وإندهاشي موقف السيد رئيس الدولة من هذا الاختيار، ولما يُصر على العمل في جو من اللغط، والضوضاء غير المفهومة؟ ولما يصر على استخدام وجوه محروقة، حولها الكثير والكثير من علامات الاستفهام، وفتح مجالات لسوء الظن والتقديرعلى حد سواء؟
ومع كل الاحترام لصاحب الاختيار والموافق عليه، والذي مرره.. اعتقد أن السياسة لفظ مشتق من كلمة سائس، وهو من يسوس الخيل البرية ويدربها، وهو الشخص المرن المحنك صاحب الذكاء والفطنة، ليحول كائنا بريا حرونا، لآخر مستأنس غير مؤذِ لنفسه والآخرين، فأرى أن كل الأمور التي يتفوه بها الساسة في بلادنا، والتي يفعلونها أبعد ما تكون عن التسييس، لاحتواء أزمات أثقلت كاهل المصريين، وكأن الأمر متعمد لإشعال النار التي تختبيء تحت الرماد بطريقة غير مفهومة.
السيد رئيس الوزراء، لجأ لحل مشكلة وزير الثقافة وموظفة متحف محمود سعيد بالأسكندرية لجلسة صلح ودية.. طيب الآن كيف سيعقد السيد رئيس الوزراء تلك الجلسة بين المستشار الزند والعبيد الـ \”80 مليون بعد ما نستثني السادة من 90 مليون\”، لكي يُغفروا لهم.
ناهيك عن قضية بيع أراضي نادي القضاة المسئول عنها السيد وزير العدل الجديد، لكن أين عُمال النظافة؟
المفروض عُمّال النظافة يقفوا جنبنا زي ما وقفنا معاهم، ولا أراكم الله زنداً في عزيز لديكم.