لغياب ملك الغابة، أعلن حلوف سيطرته على المكان بحكمة أنه أقوى الموجودين، وكان في خروف نفسه في قطعة من التورتة فَفِضل يتلزق في الحلوف.. علاقتهم كانت واضحة جدا، وهي سيطرة الأخير التامة على الأول. يقوله أقف يقف، يقوله نام ينام، يقوله لف حوالين نفسك زي الأهبل يلف.
بعد فترة، أصبح الحلوف مبيفرقش معاه غير نفسه وباقي الحلاليف.. بقوا هما عايشين في جنة لوحدهم وسايبين الباقي كله يخبط دماغه في الحيط. ويا ريتهم كانوا سايبنهم على كدا.. كانوا بيبلطجوا على خلق الله طول الوقت بكل الصور الممكنة.. في يوم من الأيام كل اللي عايشين في المكان جابوا آخرهم وضربوا الحلوف. لكن للأسف معرفوش يعملوا إيه بعد ما وقعوه.
بقدرة قادر الخروف أقنعهم إنه عنده خبرة كافية للحُكم، وبسبب قلة خبرتهم صدقوه وسابوه يعمل اللي هو عايزه.. طبعا طلع مش فاهم أي حاجة وفاشل في كل حاجة.. اللي وصّلوه للحكم مغضبوش إنه غبي ولا إنه فاشل، بس غضبوا لأن كل اللي كان بيحاول يعمله إنه يعيد بناء نظام الحلوف بس تحت حكم خرفاني.. مكانش بيفكر غير في أهله وعشيرته.
الحلوف خلال الفترة دي قدر يجمع طاقته وقدر يستغل غضب الجماهير ليطيح بالخروف ويرجع يحكم هو تاني.. الجماهير لتاني مرة بسبب قلة خبرتهم صدقوا إن ريما مش هترجع لعادتها القديمة، لكن للأسف هو متعلمش في المدرسة غير طريقته الأولانية.. اللي مبنية على رفع مستوى معيشته هو والحلاليف بس.. والباقي يخبط دماغه في الحيط ويظلمهم كمان.
لحد دلوقتي القصة مفهاش جديد ومتعادة قبل كده كتير.. الحلوف والخروف نفس المدرسة الفكرية ونفس الوسائل ونفس الغايات ونفس انعدام الفكر والإبداع.. نفس الفشل ونفس كل حاجة.. يعني هو بعينه بغباوته بشكله العكر (بصوت الشاويش عطية).. بس في حاجة واحدة جديدة محتاجة تتقال: إن رغم فشلهم الذريع هما الاتنين، إلا أن الخروف كان بيحاول يشتغل، في حين الحلوف مش بيشتغل خالص.
أيوه الخروف كانت نواياه سيئة وكل مناه يحكم لوحده ويولع في كل ما هو غير خرفاني (جدير بالذكر إنه حتى في دي كان فاشل)، لكنه كان عنده هدف وبيعمل تجاهه.. بيصحى الصبح أول حاجة يفكر فيها: \”أنا إزاي ممكن أخرفن النظام\”.. يحاول ويفشل، في حين الحلوف بيصحى الصبح مش بيفكر في حاجة.. بقاله سنين طويلة مش بيعمل أي حاجة، فأصبحت البلادة جزء من شخصيته.
على عكس الخروف، هو مش محتاج يدمر في نظام علشان يبني نظام جديد تحت رايته.. هو النظام نظامه أساسا، وبكده يبقى الحكم رجع للحلوف اللي ولا بيهِش ولا بينِش.. معندوش هدف ولا حتى عنده حلم.. مفيش أي تغيير. حالة ثبات تام، والثابت قابل للسقوط، بل وسهل إسقاطه.
الدنيا دلوقتي ضلمة ومحدش طايق نفسه.. في حالة قهر وكره وغضب. وعلى عكس ما يؤمن به الكثيرون، أهل الغابة دي جدعان، وفي جزء معين منهم وعد قبل كده: \”إن عدتم.. عدنا!\”
شكرا ونراكم بعد الفاصل الصيفي.. بيننا وبينكم جو حر مش أكتر!