المرحلة الأولى: أعراض انسحاب الحبيب، تشبه كثيرًا أعراض انسحاب المخدرات:
صداع مزمن من كثرة التفكير. إرادة واهنة من كثرة المحاولات التي توضع جميعها في خانة \”تكاد تنجح\”، ولكن ابدًا لا تنجح. هكذا كان حالي في أول العلاقة مصحوبًا ببعض الشك في قواي العقلية؛ اقترب كثيرًا من زجاج السيارات المشابهة لسيارته ولكن السائق أبدًا لا يكون هو.
المرحلة الثانية: ليته هنا:
ليته يرى معي هذا الباب؛ أكاد أقسم إنه لن يتركه إلا إذا اقتلعه من مفاصله وأخذه مهما كان الثمن.
ليته معي الآن ليشم رائحة عطري الجديد ويراني في هذا الفستان الأنيق.
يقترح أصدقائي الذهاب إلى السينما، ولكن كل ما افكر به هو كم سيحب هذا الفيلم. أسند رأسي إلى كَتف صديقتي واتمنى في صمت أن يكون هو يومًا مكانها.
أعتصر وسادتي ليلًا وأفرك وجهي بها وأتساءل ما إذا كان صدره سيملأ يومًا هذا المكان.
لذا، تنقسم الحياة إلى الواقع الذي نملك، وذلك المعدل دائمًا بوجوده.
المرحلة الثالثة: أنصاف الحلول:
لا بأس، سأصور ذلك الباب وابعث له صورته.. \”الله، حلو\”.
التصوير لا ينقل التفاصيل ولا الروح، لا يهم.
الفيلم متاح على الإنترنت ولكن كتفه ليس متاحًا.
سأتصل به وأقول له كم أشتاق إليه، موجعة كلماتي؛ تخرج ولا تترك خلفها مساحة بل المزيد من الحطام النفسي.
النتيجة: لا بدائل للوجود؛ أنصاف الحلول فاشلة، سأستمع إلى نزار قباني: \”اختاري الحب أو اللا حب فجبن ان لا تختاري\”!
المرحلة الرابعة: حتمية المواجهة:
يلاحظ كلانا الفتور فنتحدث عنه ونقرر الانفصال.
أي انفصال هذا إن لم تكن تربطنا في المقام الأول سوى الشاشات المنيرة وأجراس الهواتف.
\”هذا أفضل كثيرًا\”، نرددها ثم نتبعها في بلاهة بجمل الأفلام \”هنفضل أصحاب\” ونتصل أحدنا بالآخر في الأيام التالية حتى نُفّعل العهد.
المرحلة الخامسة: بدائل السكر:
تمامًا كفشل بدائل السكر الخالية من السعرات الحرارية، يكون فشل الوقوع المتعمد في حب ذلك البديل. تحاول الأنثى إيجاد أقرب صورة للحبيب (السابق) سواء كان في الشكل أو الشخصية وأحيانًا حتى المشاكل. ولكن العاشق، تمامًا كمريض السمنة والسكر، سرعان ما يشعر بالفرق وتلك المرارة في الحلق التي تتبع كل رشفة من كوب الشاي، فيقسم كلاهما إن \”بلاها أحسن\”.
المرحلة السادسة: الانتكاسة:
ينكسر الاتفاق في الثالثة فجرًا بعد عدة أيام أو أسابيع ببكاء أحدنا وخروج الاعتراف بالحب مجددًا. عندها يدرك المريض بالحب أن ليس للسكر بدائل وأنه يصعب المضي قدمًا في غياب الخيانة أو الجرح.
تبدو كل أسباب الغياب والغصة ضئيلة عند مقارنتها مع حجم المشاعر. ماذا بعد؟ انظر المرحلة الأولى.
ونعيد ونعيد ونعيد.