نوران الصادق تكتب: المال حتمًا يشتري راحة البال!

دائما ما تقول أمي إن كل واحد في الدنيا مقسوم له ٢٤ قيراط، ياخدهم مال أو صحة أو عيال أو راحة بال.
كبرت وكلمات أمي في أذني حتى اتسعت عيناي وأصبحت المشاهد القاسية تجذبها أكثر مما تنفرها.
استقر ثلاثي الفقر والجهل والمرض، الذي أراه كل يوم وفي كل مكان، في ذهني وظل يصارع كلمات أمي حتى كاد ينتصر.
الأغنياء يمارسون الاسكواش، يشربون العصائر الطازجة ويأكلون الفواكه الأورجانيك ويطلبون الأسبرين الأمريكي من أمازون أو يأتي لهم مع أحد أقاربهم القادمين من الخارج.
الأغنياء لا يتملك الحر ولا زحمة المواصلات العامة من أعصابهم.
الأغنياء يتعلمون جيدًا، يبحثون عن كل ما يجدونه متغيرًا بأجسادهم. يملكون ما يكفي من الوقت والطاقة لإكتشاف تلك التغيرات في المقام الأول! يسافرون في العطلات ليريحوا أعصابهم المرهقة؛ وفي أسوأ الأحوال، يملكون ثمن كشف طبيب نفسي في آخر المطاف.
الفقراء، في مصر، يموتون.
في خلال دراستي الطبية، لم يستعر انتباهي شيء كما فعلت جملة \”منتشر بين أصحاب المستوى الاقتصادي/الاجتماعي المنخفض\” التي تصف عددا لا متناهي من الأمراض.
المال حتمًا يشتري راحة البال، كتلك التي أثلجت على صدرك عند قراءة الوصف السابق.
غادرت كلماتك رأسي هذه المرة يا ست الحبايب، الكثيرون لا يملكون من قراريط الدنيا سوى قلة الحيلة والكثيرون يملكون ٢٤ قيراط، وحتة كبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top