بدايةً بـ\”هتنزل وتسيبني؟\”، عندما نحتاج قليلًا من العزلة، مرورًا بـ\”ها يا حبيبي طب بقي ولا هندسة؟\”، غير آبهين برغباتنا أو-لا سمح الله- قدراتنا!
و\”سافري مع جوزك\”، بينما هذا الـ\”جوزي\” هو آخر همك!
و\”الرياضة دي مش هتخليك تركز في \”مستقبلك\”، و\”ترجعي قبل الساعة ١٠\”.
أنجح أنواع الابتزاز العاطفي على الإطلاق!
وفي واقع الأمر، كثيرًا من \”التضحيات\” ليست حبًا، بل اعتبارًا للمجتمع، بدليل أنه مع كل خيبة أمل لهم، لا يُسمعوك جملا تحفيزية، ولا يلجأون للطبطبة، بل يركضون إلى: \”لا أنت ابني ولا اعرفك\”، أو \”يا ريتك ما كنت ابني\”، وما يشبهها من جمل يقولها المُستهلك عندما يكتشف أن المنتج لم يقم بمهمته بكفاءة.
تحياتي الخاصة وشُكري الجم إلى كل أب وأم كان حضنًا وملجأ لأولاده، وليس بعبعا نخفي عنه الأشياء.
تحياتي للذين دفعوا أموالًا طائلة ليتأكدوا أن أطفالهم يتلقون تعليمًا جيدًا، لا ليتباهوا باسم المدرسة أمام العائلة وأصدقاء العائلة.
تحياتي لمن كان الظهر لأبنائه، وليس الحمل على الظهر.
تحياتي لمن شجّع واستمع وقبّل وأحب، لا لمن صرخ وطالب وحصر العقل وكبت الحريات.
تحياتي لزوجين قررا الإنجاب لظنهما أنهما قادران على إضافة شخص مميز للمجتمع، لا للذين انجبوا ليخرسوا صوت \”عايزة أشيل عيالكم\”، أو نوع من التسلية والتجديد.
تحياتي وحبي وكل امتناني لمن أبدل الـ\”ماليش دعوة أنت اللي اخترت\” بـ\”ماتقلقش هنتصرف\”، والجملة الأعظم على الإطلاق \”أنا جنبك\”.
وسلامًا جافًا لا حب فيه ولا شفقة للذين يزيدون على أعباء الحياة عبئًا، والذين لا يكفون عن طلب مقابل كل يوم للحب والمجهود.. للذين يفرضون علينا ملابس معينة، لا لأنها تبدو الأجمل، بل لأنها تليق بوضعهم الاجتماعي.. الذين يجعلون من ابنائهم شباكا خشبيا صناعيا يبدو في غاية الأناقة، رغم أنه على حافة الإنكسار، لينظر منه الناس على عظمة الآباء.