وكأنما كَبد الدنيا الذي تحدث عنه الله يكمن في الإختيارات، وكأننا طلقاء مربوطون بخيوط الرزق والأهل والعواطف والتعود.
سيظل شبح \”الخيار الآخر\” وما يحدث في المكان الثاني والعالم الموازي يطاردك. تختار البقاء في المنزل لتفكر في صوت ضحكات أصدقائك أو تختار الخروج معهم لتفكر في كوب الشاي على كنبة منزلك أمام التلفاز.
وكأنما أمك تقول: \”إعمل اللي يريحك\” بنبرة حادة وإشاحة لوجهها، فما أنت فاعل ما يريحك ولا هي أبدًا راضية.
وكأنما وجب علينا أن نريد كل المتناقضات وأن نرغب في الذهاب لكل الأماكن، ولكنا خلقنا بجسد واحد أعياه تنفيذ أوامر روح مراهقة لا تعرف ماذا تريد أو تعرف جيدًا؛ فقط لا تدرك أنه مستحيل!
وكأنما لا مسار ثالث للحياة سوى كونك مطيعا مقيدا أو عاصيا حرا، وما بينهما رقص على السلالم أبدًا لا يكون أفضل حالًا.
وكأننا محبوسون داخل زنزانة محاطة بسور مطليٍ بلوننا المفضل، خُلقنا لنُخير في أمر واحد فقط؛ أن نعطي ظهورنا للسور أو أن نترك لوننا المفضل يقتلنا.
نسعى وراء الأشياء لتتبدل مناصبنا لا لنكتمل.
اليوم موظف صغير في بنك ولا يملك قوت يومه، وغدًا مصور أفراح ماتت حبيبته، وبعد غد مدرسة أطفال لا تنجب، ثم أمهر حلواني في بلدته مصاب بالسكري.. نظل نقترب من ما لا نملك وندركه عنوة، فقط لنخسر ما بعده.
وهكذا تدوم، أو بالأحري لا تدوم.
يبدو مقالًا مٌربكًا. خيوطه متناثرة، كما الحال تمامًا في عقلي.
أأسف كثيرًا عن عجزي عن إجابة السؤال الذي حير العالم ولم يستثنني، ولكنّي أيقنت حتمًا، إنها والله ما فارقة!