لخص الكاتب الكبير رؤوف توفيق قصة فيلم \”العوامة رقم 70\” في مقال له بمجلة \”صباح الخير\”، وهذه بعض من سطور مقاله عن الفيلم:
\”يحكى الفيلم قصة هذا الشاب «أحمد زكى» الذى يعمل مخرجا تسجيليا، والذى اختار أن يكون فيلمه الجديد عن «القطن المصرى الآن».. وينتقل مع مجموعة الفنيين إلى أحد المحالج الصغيرة المنتشرة على خريطة مصر.. لتصوير جزء من رحلة القطن.. وهناك داخل المحلج، يتعرف على الماكينات القديمة التى يعود تاريخ صنعها إلى أوائل القرن الماضى، والتى لاتزال تعمل حتى الآن.. ويتعرف على عمال المحلج.. ومنهم نسبة كبيرة من الأطفال الصغار الذين يقضون بجوار الماكينات يلقمونها بآلات القطن، وكثيرا ما تلتهم الماكينات أذرعهم الصغيرة فى غفلة منهم.. ولهذا أطلق العمال على هذه الماكينات اسم «العفريتة»!.
ويكتشف المخرج التسجيلى أثناء تصويره لهذا الفيلم.. أن أحد العمال يسعى متلهفا لأن ينفرد به ليحكى له عن الجرائم التى تدور فى المحلج.. ويحدد له موعدا فى العوامة التى يسكنها على النيل، ويأتى العامل «يلعب الدور أحمد بدير» خائفا مترددا.. حتى يشعر بالأمان.. ويحكى للمخرج وخطيبته الصحفية «تلعب الدور تيسير فهمى»، كيف يتم طرق تبديد القطن، وتهريبه.. تحت ستار افتعال حرائق بأكثر من طريقة!
وتتحمس الخطيبة الصحفية للموضوع.. أما المخرج الشاب فهو يتلقى معلومات العامل بنوع من الشك.. وأحيانا بنوع من اللامبالاة.. وإن كان يؤمن تماما بأن احتمال التخريب موجود.. سواء فى هذا المحلج.. أو فى غيره من مواقع الإنتاج.. وإن النشر فى الصحف، لن يتم إلا إذا كان هناك دليل مادى يؤمن كلامها.. وهى هنا لا تملك دليلا ماديا!
ولكن الخطيبة تحسم الموقف بضرورة الالتجاء إلى الشرطة لإبلاغها بأقوال العامل.. ويوافق العامل.. ويخرج من العوامة على موعد فى اليوم التالى بمركز الشرطة.. وأثناء خروجه من العوامة.. يلتقفه اثنان من عمال المحلج، واللذان كانا يراقبانه.. وينقضان عليه فى صمت حتى يفتكا به.. ويلقيان الجثة فى النيل.. وتنحشر الجثة تحت العوامة بضعة أيام!
ويتسبب اختفاء العامل فى قلق الصحفية.. لماذا لم يحضر فى الميعاد.. ولماذا اختفى أيضا عن المحلج.. بينما المخرج الشاب اعتبر أن الموضوع قد انتهى بالنسبة له.. فقد توقع منذ البداية، أن كلام هذا العامل.. ما هو إلا مجرد «هلوسة»!.
حتى تحدث المفاجأة المرعبة.. تطفو جثة العامل القتيل مرة أخرى أمام العوامة.. لتفتح طريقا من التحقيقات، التى تنتهى إلى لا شىء.. ويدرك المخرج أنه تسبب بلا مبالاته فيما جرى.. ويعذبه دائما منظر جثة العامل القتيل.. يقول لخطيبته فى لحظة ندم: مهما حاولت أشغل نفسى بأى حاجة.. باشوف الجثة فى كل وقت.. مرة شفتها فى كابوس.. ودلوقت باشوفها وأنا صاحى»!.
ويسرع المخرج إلى غرفة المونتاج لينهى العمل فى الفيلم التسجيلى الذى صوره فى المحلج.. إنه هنا يحاول أن يقول رأيه فيما حدث.. فيقترح أن تكون أول لقطة من الفيلم هى لقطة العامل الذى قتل، والذى صوره فى المحلج.. لينزل عليها صوت المعلق قائلا: «هذا العامل قد قتل أثناء تصوير الفيلم.. لأنه حاول أن يكشف جريمة من أخطر الجرائم التى تهدد الاقتصاد القومى المصرى»!
ويتوقف المونتير فى دهشة.. لينظر للمخرج متسائلا.. إن هذا يعتبر خروجا عن الموضوع الأصلى للفيلم، فينتفض المخرج مشدودا.. متحمسا.. وكأنما أراد أن يسترد بعضا من جرأته.. ليقول بصوت محدد.. إنه يتحمل مسئولية الفيلم كاملا.
ولكن.. هل هذا يكفى؟ إنه يشعر بأن عليه أن يفعل شيئا ملموسا أكثر.. فيسعى إلى عمه «يلعب الدور كمال الشناوى» الذى كثيرا ما يجلس إليه ويستمع إلى تجاربه الطويلة فى الحياة.. فى تلك الليلة كان العم يحكى عن جريمة قتل قام بها ضد الجنود الإنجليز فى معسكرات الإنجليز أيام احتلالهم لمصر.. يقول العم ملخصا تجربته: تعلمت أن أبادر.. قبل أن يبادر الآخرون\”.
تم عرض فيلم \”العوامة رقم 70\” عام 1982، الفيلم عن قصة وإخراج خيري بشارة، وسيناريو وحوار فايز غالي.
\”العوامة رقم 70\” بطولة: أحمد زكي وتيسير فهمي وكمال الشناوي وماجدة الخطيب وأحمد بدير وشفيع شلبي.
لقراءة وتحميل سكريبت فيلم \”العوامة رقم 70\”.. اضغط هنا
لمشاهدة فيلم \”العوامة رقم 70\”.. اضغط هنا