ماذا لو فاتكِ قطارك في ليلة باردة، ووجدتِ نفسك وحيدة في مدينة لا تعرفين فيها أحد، هاتفك مكسور! وحقيبتك مسروقة! ماذا إذا علمت أنك أضعتِ آخر قطار قبل إغلاق المحطة، ولن يتحرك القطار القادم قبل الصباح، وأنتِ لا تملكين المال بعد سرقة حقيبتك، لا شيء! سوى تذكرة القطار.. هل يبدو هذا سيئا؟ ماذا لو أنك تحتاجين السفر لمدينة أخرى على وجه السرعة، وإلا فأنت تخاطرين بهدم زواجك!
هكذا وجدت\” بروك\” نفسها، مجبرة على أن تغادر محطة القطار حتى الصباح، الوقت الذي يجب أن تكون قبله في منزلها في المدينة الأخرى! غير أن صدفة غريبة جمعتها بـ \” نيك\” الشاب اللطيف الذي كان يعزف البوق في المحطة أثناء تواجدها، ليعرض عليها كشاب نبيل المساعدة، لكنَ \”نيك\” –للأسف- ليس أفضل حالا منها، لذلك حين حاول مساعدتها باءت كل محاولاته بالفشل. لتبدأ القصة، أو ربما بدأت قبل ذلك بقليل، حين سقط هاتف بروك المحمول أمام \”نيك\”، وهو يعزف آملا أن يرسل له القدر إشارة ما، من خلال عزفه، فتساعده في اتخاذ القرار المناسب للفوضى التي وجد نفسه فيها.
في لحظة فارقة كهذه، التقت امرأة غريبة مشتتة ومبعثرة في أسوأ حالة ممكنة.. المرأة التي تعتقد حقا أنها تعرف ما هي مشكلتها! برجل غريب مبعثر، مشاعره مضطربة.. يشاهد أمله الوحيد الذي بنى عليه كل ما يفعل.. يتحطم!
بهدوء وبسرعة.. لا يعرف حتى ما إذا كان هذا سيء أو جيد! بكل هذه الفوضى يمضيان الليلة، وسط المدينة، دون أي مال.. ربما تبدو القصة مألوفة، نعرف كيف يمكن أن تدور الأحداث.. القليل من المواقف الغريبة، الصدف.. الكثير والكثير من الأحاديث البسيطة التي تجعل من كل علاقة غريبة شيئا مهما.
أليس من الرائع أن نلتقي بغريب يمكننا أن نلقي عليه بحمل الهموم التي تثقلنا؟ أن يمارس معنا بعض الجنون، ولا بأس بقبلة رقيقة أيضا، لكن المهم أن تبقى قبلة فقط لا أكثر.
في فيلم Before we go لن تجد أكثر من قصة هادئة تسير برتم اعتيادي وربما مكرر، لكنه يحررك من الأحمال التي تحملها فوق ظهرك وتعجز أن تشاركها، لأنه من خلال الشاشة سيقنعك أحدهم أنه يمكنك أن تلقي بحملك على غريب قبل أن ترحل.. أن يمنحك القدر علاقة خفيفة مثل هذه تجعلك تتساءل: \”كيف يمكن لأسوأ ليلة في حياتي، أن تصبح الأفضل أيضا\” – على لسان بورك.
ربما إذا كنت تتحلى ببعض الشجاعة أن تتشبث بفرص القدر، وأن تضع لكل علاقة رونقها حتى لا تفسد.
\”في نهاية الليلة، سترغب في قول بعض الأمور.. لكن أرجوك لا تفعل.. لا تفسد هذه العلاقة.. فلا شيء ستقوله لا تعلمه -هي- مسبقا.. امنحها قبلة فقط، وتمنى لها حظًا طيبا.. وأشكرها\” – على لسان \”نيك\”.
شكرا، وقبلة رقيقة، وتغادر بورك.. للحظة خفت أن تلتفت وراءها، أن تترك قطارها ومعركتها التي قررت أن تخوضها للنهاية، لكنها لم تخذلني واتخذت مكانها في القطار بهدوء.. هل ستعود؟ (ربما.. نعم.. لا) لن نعرف!
ملحوظة:
عزيزتي القارئة، أنا شخصيا.. اضطررت للسفر وحدي عدة مرات، سواء باستخدام الطائرة أو القطار أو العربات.. لن أكذب عليكِ، كنت أبحث وقتها عن هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين الذين سيغيرون أقدارنا، لكن لا أحد! دائما لا شيء.. مجرد أناسُ مثلي ومثلك.
ربما حظيت برجل نبيل من حين لآخر يساعدك في حمل حقائبك الثقيلة، لكن لا شيء استثنائي.. هذه الحياة يا حبيبتي، لذلك استمتعي بالفيلم ما شئت، لكن تذكري أنه ربما لا يحدث هذا حقيقة. أو ربما يحدث! من أنا لأحكم على قدرك الخاص!