نجلاء سليمان تكتب: فداء للسيسي؟!

طرحت على نفسي وبعض أصدقائي سؤالا مازال يحيرني؟ هل سنشارك في مظاهرات 25 يناير المتوقعة، والتي تحذر منها كل أجهزة الدولة؟ لتنبهني صديقة مقربة \”مش بعيد أهلك يقولوا إيه اللي وداها هناك\”، وقبل أن تأخذني الصدمة الأولى، فاجأتني بالثانية \”وأهو كله فدا السيسي\”.

يطاردني منذ عامين سؤال آخر يمكنه إفساد علاقاتي الاجتماعية التي حرصت طوال ما يقرب من عشرين عاما على الحفاظ عليها، منذ أن أدركت معناها.. هل تتنازل عني أسرتي مقابل حب السيسي؟

احكي لسيدة في عمر الأربعين عن قصة إسراء الطويل، وكيف اختفت من أمام \”تشيليز\” حتى ظهرت في أحد السجون،  فتقول لي: \”أكيد عملت حاجة.. يعني هياخدوها من غير سبب؟\”.

نغمة \”إيه اللي وداها هناك؟\” لم تختف منذ  حادثة \”ست البنات\”، سمعتها تتردد في منزلي وعملي وبين أصدقائي، حتى وإن كانوا غير مقتنعين بقولهم، ولكن تغلبهم الموجة.

أن تكون حياديا بعيدا عن الظالم والمظلوم، مبدأ أصبح شبه مستحيل في الآونة الأخيرة، أن تنحاز للمظلوم وتقويه في أزمته هو الفعل الطبيعي الذي فطرنا عليه، لكن أن تشجع الظالم كونه في منصب يخول له أن يفرض قواه على الآخرين، أصبح شعار المرحلة.

لا اعترض على التضحية من أجل الوطن، لكن وطني الذي أعرفه مكون من أسرتي وأصدقائي وآخرين يحتاجون لمن يعينهم، وغيرهم من المؤمنين بمباديء، إذا أخذت من وقتك بضع دقائق لتدركها ستجد أنها لمصحلتك أنت قبل صاحبها.

حب القائد المنقذ متأصل في مصر منذ سنوات طويلة، يحتاج الشعب إلى قائد تتطلع إليه الآمال وتتحقق الرغبات من خلاله، ويمكن أزمة 25 يناير كانت في غياب القائد عنها، منذ حرب أكتوبر تجسد هذا البطل في الجيش المصري، وكل من خرج من هذه المؤسسة، والحقيقة أن الجيوش هي مفخرة الشعوب، وأيضا الشعب هو عماد الوطن.

بعض الناس أخذوا على عاتقهم المطالبة بالحق الذي يرونه حقا، واعتراض طريقهم ليس فضيلة نتباهى بها، هؤلاء خلقوا للمغامرة ومواجهة المخاطر، وآخرون خلقوا للعيش فقط دون التطلع إلى ما وراء الطعام والشراب.

مشهد بطلاه طفلة صغيرة وأبيها، بينهما سجال دائم بين طلباتها ورفضه، الوضع العادي الذي يقبله المجتمع والأب أن تتنازل الابنة عن رغبتها، لأن رفض أبيها أقوى مما تطلبه، ولا يبالي بأنه يحبط رغبة وحق.. الأهم \”إن كلمة الكبير تمشي\”.

وبالمثل  عندما تخرج  مظاهرة أو تنظم وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوق أصحابها، تنهال عليهم الشتائم والاتهامات \”أنتم هتودوا البلد في داهية.. سيبوها تعمر\”، والحقيقة أن أحدا ممن يتظاهرون للمطالبة بما سمي \”مطالب فئوية\” لا يستهدف خراب البلد، ولكن يستهدف إعمار بيته.

لم أشارك في ثورة 25 يناير، وقتها لم أكن أدرك ماهي الثورة، ومن فوق \”كنبتي المفضلة\”، كنت تائهة، لكن لم أطلق لفظا واحدا على من هم بالشوارع يطالبون بحق لم أكن أعلم عنه شيئا، ثم مرت فترة زمنية  حتى \”محمد محمود\” الأولى، قررت النزول، والحكم على الأحداث من موقعها، ووجدت أن فاقدي العيون وغيرهم من المنتظرين في الصف، ليسوا بمحتالين أو\”قابضين\”، المتظاهر لديه حق، وأبسط حقوقه الاستماع له.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top