نانيس القاضي تكتب: لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله

اصبحت كل عناوين الأخبار على الصفحات الإلكترونية تنقسم إلى قسمين.. القسم الأول صور فضائح موجه للأشخاص الفضوليين وللشباب المتشوق لرؤية حتة لحمة، والقسم الثاني موجه للشعب المتدين بطبعه، مثل خبر عن معجزة ما، أو خوارق للطبيعة، وبالطبع أنت تعرف دورك جيدا: \”دوس لايك ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله\”

ومن العجيب أيضا أن نفس الشخص الذي يبحث عن الصور الخارجة والأخبار الهابطة، هو هو نفس الشخص المتدين بطبعه الذي لا يخرج قبل أن يقول سبحان الله.

اصبح شيئا مملا، ويتسم بالغباء والرتابة أن يكون كل شغلة إنسان في الحياة، هو سرقة صورة وكتابة نفس العنوان المتكرر يوميا بطريقة أكثر من مملة لصورة فنانه مثلاً تأكل الكشري تحت عنوان: \”فلانة تثير غضب نشطاء الفيسبوك\”، أو صورة لفنان في مكان عام تحت عنوان: \”النجم الفلاني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي\”.

من هؤلاء النشطاء أصحاب الأعصاب التلفانة، الذين يصابون بحالة عصبية بمجرد رؤية صورة، أو خبر عبيط، وأيضا من هم أساسا هؤلاء النشطاء أنفسهم؟!

أيام الثورة، كنا نسمع لفظ ناشط الفيسبوك على من كان يساند الثورة عبر الفيسبوك، فهل بعد ما الثورة طارت، قرر الناشط ملأ وقت فراغه بالصور الأبيحة؟!

أين هو إبداع الكُتاب والصحفيين، هل وصلت الخيبة الصحفية إلى هذا الحد؟

طب إبدع شوية يا أخي.. اخترع عنوان جديد.. مش لازم كله إشعال ولهيب وحريقه وغضب.

ابحثوا عن معلومة مهمة للقارئ أو حتى انشروا وصفة لطبخة جديدة.. أي شئ مفيد بعيدا عن الابتذال والرخص وكسب عدد أكبر من المتابعين على حساب سمعه خلق الله.

في الحقيقه اتعجب كثيرا من فكرة إنسان يقبل أن يتقاضى مرتبا شهريا عن عمله كحرامي \”إنستجرام\”، يسرق بعض الصور اللي أساسا نشرهم الفنان بنفسه وبكامل إرادته، أو يشعر الصحفي بالنجاح عن عمله في بالخوض في سيرة البشر والتشهير بسمعه الآخرين.

استروا ما ترون وما تسمعون من عورات الآخرين، ليستر الله عوراتكم يوم القيامة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top