لو أنت مصري مُغترب، هتلاقي نفسك تلقائيا بتقول كلمة: ماينفعش.. يوميا وبشكل لا إرادي لغايه ما تاخد ع الجو، وتبدأ تعرف إنه بينفع بره مصر عادي، لكن لو أنت مصري وعايش في مصر، أكيد هتقول وتسمع كلمة ماينفعش أكتر ما بتسمع جملة صباح الخير مثلا.. كلمة ماينفعش بتتناسب طرديا مع جملة كل سنة وأنت طيب، اللي برضه بنسمعها بصورة يومية بمناسبة ومن غير مناسبة على اعتبار إن المصري كل أيامه أعياد وأحداث سعيدة \”عرض مستمر\”.
لو أنت رايح مطعم تتغدى وطلبت تغيّر مكان الكرسي بتاعك يبقى طبعا الجواب معروف: \”ماينفعش\”.
ولو طلبت تاكل حاجة مختلفة عن اللي موجودة في المينيو: \”ماينفعش\”.
لو حبيت تشتري حاجة وترجعها لأي سبب.. أكيد: \”ماينفعش\”.
الغلطة غلطتك.. تشتري ليه حاجة ماصلتش قبل ما تشتريها، صلاة استخارة، ويا سلام لو حظك السعيد أرسلك لأي مصلحة حكومية كده.. أنت هتشتري دَمغة وتلزقها وتطلع عند مدام عفاف في التالت تختم في ساعتين، وأكيد برضه تخليص طلبك ماينفعش يخلص النهاردة، وماينفعش كمان أسبوع، ويمكن ماينفعش للأبد.
لو قررت تفسح أولادك وتعمل فيها متجدد وتحاول تعمل فُسحة مختلفة عن باقي المصريين، يبقى \”ماينفعش\”.. عيش عيشة أهلك، واعمل اللي بيعمله الناس، وامشي جنب الحيط.
\”ماينفعش\” مش مجرد كلمة.. دي أسلوب حياة.. \”ماينفعش\” هي الغذاء الروحي للإنسان المصري الأصيل.
الأم بتعالج مشاكلها مع ولادها وجوزها بـ \”ماينفعش\”، والزوج كذلك.. لو مراته أو ولاده طلبوا طلب، الأسهل إنه \”ماينفعش\”.
هي فعلا كلمة سهلة.. ليه اتعِب نفسي وافكر ارّيح اللي قدامي واقوله حاضر، لما ممكن ارتاح أنا، وأعكنن عليه واقوله: \”ماينفعش\”.
ياريت نحاول نخليه ينفع، لإن الحقيقة، الحياة بقت ماتنفعش ومستحيلة، ياريت نحاول نساعد بعض.. نسعد بعض.. نخللي المستحيل ممكن.. نحاول نشوف الأمل عشان نقدر نمنح السعادة لبعض.
مفيش مجتمع في العالم يعرف كلمة \”ماينفعش\” و\”معندناش\”، وهنعمل إيه.. مفيش شعب كامل حاطط إيده على خده زي حالتنا بالشكل ده، وكأنها لعنة أو تعويذة لوقف حالنا وحال بلدنا، عشان نفضل نفكر في أي حل بعيد عن إنه ممكن ينفع.
شيلوا من دماغكوا إنه ماينفعش، لأنه في كل الدنيا، بينفع.
وكل سنة وأنتوا طيبين.