ناصر عبد الرحمن يكتب: مريم

في بلاد الشمس الحارة غير مسموح بالاختباء.. غير مسموح بالاتقاء.. غير مسموح بالهرب.

في بلاد الشمس، التعب والاحباط مقدم على الطاقة والتفاؤل.

قامت الأسطورة على الخوف.. اسلم من المواجهه في بيوت التوهة، لن تواجه في طريق نهايته كبدايته، حتى قررت مريم أن تخرج وهي تشير إلى الشمس.. طاقتها سلاحها وكفها الضعيف يشيح في وجه الناموس الذي تربى علي الزفّة اليومية للحر.

خلعت طوقها واحتملت الأرض النار، وهي تهرول نحو نخلة عجوز تستعطف النسيم الطواف الذي لا يكف عنها هواه.

آمنت بالحب وباحت بالواقع.

لكن أصحاب الحر والعرق دون رحمة، أطلقوا الأشعة تجاهها ليقتلوا حرية مريم.

لكن السماء أرسلت السحاب ليخفي الشمس حتى تبتعد مريم عن الحر.

استيقظت بعد الامتحان، فلم تجد النخلة ولا النسيم ولا الأسطورة.

مريم وحدها تواجه فساد التعليم المجاني.. زمنه ضعف عمرها.. تدمير التعليم المجاني جريمة كبرى في حق مصر بلد الطيبين.

قررت الشمس بقوتها أن تحرق صبية تحلم بنسمة هواء.

كان خطؤها الوحيد المواجهة، وكيف لصبية أن تواجه فساد التعليم.

اقسم بالله أن الأندلس مازالت تبكي قرطبة.. أول جامعة في الدنيا، وأن دخول البيزنس للتعليم، كان السلاح القاتل لتعليم الفقراء.

يكفي الوالي محمد علي ارسال البعثات لأوروبا في مراكب وبواخر، أصبحت الآن مراكب الموت التي يهرب في نعشها الشباب.

مريم رفعت رأسها في عين الشمس، لكن دون أن تحتمي منها ولو بنظارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top