في ميدان الأوبرا أيام زمان سبعة وتسعين تمانية وتسعين، وكنت لسه متخرج من الجيش، ومستني عرض فيلم \”المدينة\” وباكتب فيلم \”كف القمر\”، ومفلس.. أبيض يا ورد، وبادخن والحالة جيم.. ساعة اكتب مقال، وساعة اكمل السيناريو.
ووسط البلد والمثلث والبستان وقهوة الندوة وقهوة فيينا وساندوتش فلفلة، وكنت باهرب من ابويا.. كان عايزني استقر معاه في الدكان -الله يرحمك يابا ويرحم حي سيدنا الحسين وشارع الصنادقية والحمزاوي وأيام اللمة والأكل مع بعض وضحكة المعلمين وصبيانهم.
قلت.. أدور على مكان اسكن فيه، واكتب باقي السيناريو (كف القمر)،
وعلى القهوة، قابلت زميل كان معايا في الجيش وبيشتغل صحفي في مجلة روزاليوسف، واتفقنا نأجر شقة شرك تبقى قريبة من المجلة، وأنا اكتب براحتي، ولقينا شقة بتبص على ميدان الأوبرا.. عمارة عتيقة بيسكن فيها عبد الغفّار عودة.
المهم في يوم، عاملين عزومة في الشقة الشرك، كان موجود أصحابي من معهد السنيما، وجه أحمد وحنان في بداية خطوبتهم، وكانوا مليانيين حيوية وتفاؤل وذكاء، واتكلموا عن مشاريعهم وافكارهم.. كنت مبسوط من طاقتهم وجدعنتهم وعندهم ومواهبهم الواضحة، وعدت سنين.. قول خمستاشر سنة وأكتر بسنة أو اتنين، ويمكن أكتر بتلات سنين.
كنت معزوما على برنامج، ودخلت الاستديو، لقيت المعدة حنان.. هي هي نفس الجدعنة والضحكة، بس مشغولة بتسرح ثواني وبترجع.. كانت حنان هي اللي معايا من الإعداد، اتعرفنا في ثانية.. السنين ساعات كتير بتقرب ذي ما بتبعد.
عرفتها وعرفتنا.. سألتها عن أحمد، ضحكت وهي بتسترجع ضحكة قديمة ما بينهم.
قلت، وقالت لي وأمّنتها تسلم لي على أحمد.. بصت بنفس نظرة الليل والنجوم، وحكت عن مرض أحمد وتعبها، وعن أولادهم وعن فرحتها لما بتبص في عين أحمد وهو بيتكلم.. شفت بحر الحب اللي بينهم، وشفت النهر اللي طارح خضره ونجوم.
فرحت إني شفت حنان، وبعت سلام لجوزها أحمد، ودلوقت في زمن الفيسبوك، باشوف احمد وباشوف حنان، وهما بيعدوا فوق المرض بثبات وهمة.