من المقارقة أن تذيع شهرة العرض المسرحي \”1980 وأنت طالع\” بنفس قدر شهرة فريق مسرح \”تياترو مصر\”، وربما هذا هو الفارق الجوهري بين أبطال العمل الأول، والفريق الثاني، فتقريبا لا يوجد أحد يعلم أن اسم الفريق الذي يقدم مسرحية \”1980\” هو (مسرح البروفة) كما لم يحفظ أي منا اسم أي شخص من أبطال العرض رغم موهبتهم وحجم نجاحه، في الوقت الذي يعلم فيه جميعنا لقب \”تياترو مصر\”، بينما ينسى سريعا اسم أي عرض قدموه من تلك العروض التي يتم تغييرها أسبوعيا.
– البطل الحقيقي في \”1980 وأنت طالع\” هو النص المكتوب برشاقة وذكاء ومصداقية عالية، جعلت االضحكات تخرج من القلب وكذلك البكاء، البطل في \”تياترو مصر\” هو خفة ظل الممثلين فقط، فلا يوجد نص قوي ولا قضية مطروحة أو حبكة -ولو ضعيفة- في الأحداث، كما لا تأثيرا واضحا لدور المخرج ولا حتى في طريقة خروج الممثلين من المسرح ودخول آخرين مكانهم.
– أبطال مسرح (تياترو مصر) يقدمون عرضا جديدا مدته ساعة واحدة كل أسبوع، بينما أبطال عرض \”1980 وأنت طالع\” يقدمون عرضا مدته ساعتين ونصف للعام الرابع على التوالي، والذي يزداد نجاحه رغم أنه وصل لعدد كبير من جمهور الشباب المستهدف بالفعل.
– عرض \”1980 وأنت طالع\” لا يوجد له منتج أو مسئول تسويق، ولا يوجد به ديكور إلا 4 مكعبات و8 ملاءات، بينما \”تياترو مصر\” يملك منتجا وحق عرض حصري على إحدى الفضائيات.
– \”تياترو مصر\” مخصص للضحك فقط، بينما \”1980 وأنت طالع\” شحنة متكاملة من الضحك والبكاء وزرع الأمل.
– استعراض مشاكل واقعية ومحسوسة سيخلق نوعا من الارتباط العاطفي بينك وبين مسرحية \”1980\”، وخاصة إن كانت اسكتشات العرض قد مست مشكلة معينة تتعرض أنت شخصيا لها، ولذا فمن المتوقع أن تعود من العرض تبحث بين فيديوهات موقع \”اليوتيوب\” على مقاطع العرض، فأنا عن نفسي فعلت ذلك رغم علمي بأنها مسروقة ولن تكون بجودة عالية، إلا أنني كنت حريصة على مشاهدتها لاسترجاع لحظات وضحكات العرض، خاصة مشهد الأغنية الذي ارتدى فيه الأبطال جميعهم الجلاليب البيضاء ومقطع وقوفهم جميعا بشكل أفقي يطرحون أسئلة بلا إجابات، وهي المقاطع التي عدتها أكثر من مرة، بعكس عروض \”تياترو مصر\” التي لن تجدها تركت علامة بداخلك لدرجة تدفعك للبحث عنها، وربما تكتفي فقط بإعادة مشاهدتها وقت الإعادة خاصة بعدما أصبحت \”ايفيهاتها محروقة\”.
– أبطال عرض \”1980 وأنت طالع\” لم يظلوا ثابتين من أول انطلاق العمل منذ 4 سنوات وحتى الآن، لكن تم اختفاء البعض منهم ومشاركة آخرين بدلا منهم، بل إن حتى الممثلين المستمرين في العرض منذ سنوات اتضح أنهم يقومون بتبديل أدوارهم بعد فترات، ولا أعلم السبب في هذا، ربما يكون الخوف من شبح الملل بحكم أن العرض مستمر لمدة سنوات، بينما هناك بعض الممثلين في \”تياترو مصر\” أصبحت أدوارهم محفوظة من قبل الظهور.. علي ربيع سيقوم بإدعاء نسيان النص أو الارتجال، وستتلقى عدة نكات على زيادة وزن الممثلة \”دينا محسن\”، بينما تنتزع الضحكات من مصطفى خاطر الذي يستطيع أداء أصوات مضحكة سواء في الضحك أو البكاء، ولا ننسى الفقرة الثابتة الخاصة بالرقص على أغنية شعبية شهيرة دون أي مبرر في سير المشهد.
– فكرة \”تياترو مصر\” ستنتهي في يوم وقد أثبتت نجاح فكرة عودة مسرح الشباب، رغم أن العروض نفسها لن تعيش ولا حتى على قنوات \”اليوتيوب\”، لكن ستكون فرصة جيدة لميلاد نجوم في الكوميديا، بينما عرض \”1980 وأنت طالع\” لن يمحى من الذاكرة بسهولة بعد كل هذا الكم من النجاح والتعليقات والجلبة التي حصل عليها العرض في كل محافظة زارها، حتى وإن كان هذا النجاح غير كاف لصناعة أسماء نجوم يتهافت عليهم المنتجون لضمهم لمجالات السينما والتليفزيون.