اعتدنا سماع كلمة \”إيه البديل\”، لدرجة تقرف.. اللي مش عاجبه شغل أي جهة حكومية، بقى مطلوب منه إنه يدرس البدائل ويقدم بديلا عن الشيء اللي مش راضي عنه.
يعني مثلا.. اشتكي إن ضابط في لجنة قاللي: \”ما أنت بدقن، وماقلتش إنك مسيحي\”، في محاولة منه لتبرير الشتائم وقلة الأدب منه, ألاقي اللي يقولي: \”إيه البديل\”؟!
أنا – كمواطن – مش شغلي ألاقي حلول.. أنا بعمل شغلي صح، وماحدش بيتدخل في شغلي، لإنى لو عملت شغلي غلط، يبقى الأحسن إني اسيبه ومديري يتصرف.
المهم, ماذا عن من تغاضى عن حقوقه، وقرر إنه يلاقى بدائل؟ هل اتساب في حاله؟ لأ!
مشروع \”بصي\”، هو أحد المشاريع اللي اتجهت لنشر التوعية، بعيدا عن السياسة وقرفها.. مجموعة من الشباب قرروا التحدث عن قضايا الشباب والتحرش الجنسي والعنف ضد المرأة، لتوعية مجتمع أصبح ينافس على المركز الأول في العالم في نسبة التحرش الجنسي.. انبسطت لما عرفت إن كان هيكون فى عرض \”خمسميات\” لـ\”بصي\” وقت وجودي في القاهرة، وبعد ما جبت التذاكر، تم إلغاء العرض في نفس اليوم الصبح!
اتضح بعدها إن أمانى يوسف مديرة مسرح الهناجر، قررت تطلب من القائمين على العرض، بالعرض أمامها فقط قبل الجمهور!
العرض كان من المفترض أن يقدم قصصا حقيقية من حياة المراهقين في مصر، ويتناول مشكلات فترة المراهقة وقضايا الشباب من خلال عدد من القضايا التي مر بها عدد من الشباب، وهو مخصص لسن ١٣ وأكثر. العرض كان ضمن مهرجان \”حكاوي للأطفال\”، ومسرح الهناجر مجرد مستضيف للمهرجان.
أولا: لم يطلب هذا الطلب من العروض الأجنبية، وتم طلبه من العرض المصري الوحيد في المهرجان.
ثانيا: المسرح ملك للشعب، وليس ملك مديرته للتحكم في نوع العرض ومضمونه.
ثالثا: هل من الطبيعي عرض مسرحية في مسرح حكومي، مخرجها متزوج من مديرة المسرح، التي تتحكم في كل من هب ودب بلا مساءلة؟ مسرحية \”تحيا مصر\” المأخوذة عن نص باب المدينة للكاتب الراحل محسن مصيلحي، كانت تعرض في مسرح الهناجر، وتم مد عرضها \”نظرا للإقبال الشديد\”، وهى من إخرج عاصم نجاتي زوج أمانى يوسف مديرة المسرح!
أنا لا اعترض على عرض المسرحية في حد ذاته، ولكن من هنا الذي يملك السلطة في تحديد من له حق العرض؟!
اظن أن هناك تعارضا صارخا للمصالح!
كيف نتوقع أى تغيير للأحسن في ظل قيود على حرية التعبير؟ ومن يحاول نشر الوعي، يتم منعه ومن يحاول إيواء أطفال الشوارع، يتم حبسه بتهمة اسغلال الأطفال!
وأخيرا.. احب اقول لبتوع \”إيه البديل\”.. انتم مش راحمين ولا سايبين رحمة ربنا تنزل.. حتى اللي بيفكر في البديل بتخنقوه، وبتقتلوا آخر أمل للبلد.