مينا عادل جيد يكتب: كتاب وصف مصر – إسكندرية الصحراوي

منذ زمن بعيد، وفي عام ٢٠١٦ م / ١٤٣٨ هـ، مرت على مصرنا الحبيبة سنين عجاف عم فيها الجوع والجفاف، عطشت فيها الزروع إلى الماء، والكائنات إلى «المولتو»، والصحافة إلى الحرية، وجاعت فيها الكلاب البلدي فهامت على وجهها وأكلت الإعلاميين من أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، والمستشارين من أمام نادي الزمالك، وفي هذه الحقبة كان «السيسى رئيسا للمصريين»، و«هاني شاكر نقيبا للموسيقيين»، وكانت «ثورة الجياع» في مصر على وشك أن تشتعل حتى أتى «البلاك فراي داي» فجمعت مصر شتاتها من جديد.
وفي تلك الأيام العصيبة كانت مصرنا الحبيبة تخرج من «عام الشباب» بعد نجاحه الساحق الضاحك، وتدخل «عام المرأة» بهدية لكل امرأة مصرية عبارة عن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية حيث يقضي بنقل حضانة الأطفال من الأم حال زواجها إلى الأب فورًا بشرط أن يكون متزوجًا، وهذه الهدية ملفوفة في علبة على شكل قبة برلمان.
ضعفت الأحوال الإقتصادية لمصر في ذلك الحين وانتفض أهلها انتفاضة لم تحدث في المحروسة من قبل، ولم تفلح جهود العديد من المشاهير لطمأنة الشعب المصري، ولعل أبرزهم كان «الشيف حسن» حيث كان دائما يطمئن جمهوره بكلمته الرصينة الشهيرة «بونو بونو»، ومع ذلك انتشر الانتحار بكثرة في بلاد الأهرامات الثلاثة وهوليود الشرق.
وموجة الانتحار هذه جعلت علماء النفس يضربون كفًا على كف، يستغفرون الله ويتساءلون لماذا الانتحار أيها الشباب! إذا كنت حقا ترغب في الموت فلديك العديد والعديد من الاختيارات، اختر موتتك المصرية الآن بحرية من بين الأقواس (مستشفيات حكومية – جماعات متطرفة – كمائن شرطة في الشارع) هي من إمتى قصرت مصر في حاجة!
وفي هذه الحقبة الطباشيرية المغبشة، أقدم البعض على الهجرة، والهجرة في البحر، والبحر غضبان مابيضحكش، وبمناسبة عيد ميلاد واحد صاحبي «الكول تون» النهاردة ببلاش لو عايز أغنية «نجاة الصغيرة» يا مسافر وحدك دوس «1»، ولو عايز أغنية «نجاة الكبيرة» وتسافر معاك دوس «2».
وإن كان «علماء الحملة الفرنسية» هم من كتبوا «كتاب وصف مصر» فـ «علماء الحملة الانتخابية» هم من سيكتبون «كتاب وصف مصر إسكندرية الصحراوي» رايح جاي واستناني عند بتاع الكاوتش اللي هناك ومعاك مسمار نحته مكان الخورم علشان مايسربش هواء «كـ حل إقتصادي مؤقت مُر»، ولأن التاريخ لا يكتبه المنهزمون، فأنا ماعرفش التاريخ، ممكن تقول لي إحنا في سنة كام، يا تشاور لحد معدي يقول لنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top