مينا عادل جيد يكتب: سِن القانون.. سِن المقص

حتى نكون منصفين، ولا نلوم أحدا على انبطاحه، النظام الحالي قادر وموهوب في تمرير أي شئ، مثل القرود بمنتهى الثقة والسهولة.

وحدثت بالفعل في تمرير إتفاقية \”تيران صنافير\”، وتمرير قانون بناء الكنائس، وتمرير عيشتنا إذا لزم الأمر.
حينما تسِن الحكومة قانونا جديدا ينظم بناء الكنائس كدور عبادة دون غيرها، ومش قانون موحد ينظم جميع دور العبادة في مصر، فهذه عنصرية فجة ورسالة أيضًا منها غير مباشرة للمتعصبين الذين يحرقون ويقتلون ويعرون ويسحلون، وتقول لهم بصريح العبارة في الشكارة: \”إحنا مثلكم شايفين إن هناك خطورة من بناء الكنائس لذلك نحد من انتشارها بسن قوانين عنصرية تشبهنا، فأنتم أيها المجرمون الأحباء رأس الحربة المهاجمين الصرحاء، تقتلون وتحرقون بشكل مباشر، ونحن وراءكم باك ليفت (مدافعين \”شمال\” يعني) وبقوانينا نحن، وهمجيتكم أنتم، نولعها بقى وتبقى لِفت فعلا، وإنجوي يا شباب، أشوفها بتولع\”.
وبهذا الشكل الحكومة لا تسِن قانونا جديدا، بل بتسِن السكينة بتسِن المقص، وبهذا الشكل لا تدعم الحكومة الوحدة الوطنية، بل تدعم الوحدة الصحية بمزيد من قتلىى وجرحى نتيجة أحداث طائفية عنيفة سوف تأتي لا محال.

وبدورها وافقت الكنيسة على مشروع بناء الكنائس قبل عرضه على البرلمان المصري، وأصدر المجمع المقدس أول أمس بيانا يشرح فيه موقفه، لكن محدش فاهمه الحقيقة، رغم اجتهاد الجميع لتفسيره بلا جدوى، إلى حد وصل لمناداة بعض الأصوات الوطنية بالاستعانة بخبراء أجانب لفك غموض البيان، لكن أعقل تلك الأصوات وأكثرها وطنية رفض تدخل الدول الغربية في موضوع حساس يمس الأقليات مثل هذا، واقترح استحضار روح العالِم الكبير \”شامبليون\” الذي فك شفرة الهيروغليفية عام 1822م من على حجر رشيد، معللة موقفها وانحيازها لشامبليون بأن سعره حنين ومجربين شغله قبل كده.
جاء في آخر نص بيان المجمع المقدس: \”نحن نصلي أن يكون تطبيق القانون بعد إقراره خطوة للأمام في بناء مصرنا الجديدة، ونفهم أن السنوات الأولى لتطبيق القانون سوف تكشف مدى فاعليته وصلاحيته واحترامه للآخر، آملين ألا تظهر مشكلات على أرض الواقع\”.

هذا جزء من النص، وفي السطرين دول خلاصة موقف الكنيسة: نحن موافقين بس بين السطور يعني علشان الخوف والخجل والذي منه، وإديني بالباقي مواد حافظة لماء الوجه وبعض المرطبات!

ويذكرني موقف المجمع المقدس بطّيب الذكر دائمًا \”حزلقوم\”، ومبدأه في تعّلم القيادة.
– عاجبك القانون؟
– يعني مش متأكد.. مش يمكن لما أجرب يطلع ينفع.. معاك رقم أحمد السقا.. طب هو \”٠١١\”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top