ميرا ماجد تكتب: أيها الأمين.. ما هي صلتك بالأمانة؟

– أمين شرطة يقتل مواطنا \”بسلاحه الميري\” في الدرب الأحمر.
الآلاف يشاركون في جنازة «قتيل الدرب الأحمر» وسط هتافات «الداخلية بلطجية».
– أمين شرطة يعتدي على الأمن الإداري بمستشفى الفرنساوي بطنطا.
– أمين شرطة وأشقاؤه يقتلون مواطنا في المنوفية.
– امين شرطة يتحرش بامرأة متزوجة فى المترو ويهددها بالسلاح حتى تذهب معه للمنزل.
– أمين شرطة يدهس طفلا بسيارة\” إطفاء\” بمستشفى الدمرادش.
– ضابط وأمناء يعتدون على أب أمام أولاده في شبرا.
هذه المجموعة من الأخبار الصادمة، ما هي فقط إلا محاولة متواضعة مني لسرد بعض جرائم أرتكبت في حق مواطنين مصريين، من قِبل أشخاص تدعوهم الدولة  بـ\”أمناء شرطة\”، نعم أمناء!

ولهذا فلنطلع معا على كلمة \”الأمانة\”.. لغةً واصطلاحا، فلغةً: أمانة ضد الخيانة، وأصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمانة مصدر أمن بالكسر.. أمانة فهو أمين، أما اصطلاحا: كلُّ حق لزمك أداؤه وحفظه، وما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه.

أليس هذا التناقض بين هذه المعاني وسلسلة الانتهاكات هذه، كافيا كي يدفعني أن اتوجه لمن يُدعى بأمين شرطة قائلة: \”أيها الأمين، ما هي صلتك بالأمانة؟\”.

ومن هنا علينا الانتقال إلى ردود الأفعال المثيرة للدهشة -التي اعقبت هذه الجرائم- والتي كان من أبرزها ما تم نشره على صفحة أمناء الشرطة، وهو أن الاتهامات الموجهة لهم بارتكاب هذه الجرائم، ما هي إلا لعبة خسيسة هم قادرون على كشفها، وردورد أفعال أخرى عدة تشير إلى أن هذه الحملات ضد أمناء الشرطة بمثابة مؤامرة لتشويه جهاز الشرطة بشكل عام.

يمكننا أيضاٌ الاطلاع على الفكر العام للنظام الحالي من خلال بعض الأحكام القضائية والمواقف \”العجيبة\”، فمثلاٌ النظام لا يرى أن قتل أمناء الشرطة لمواطنين بمثابة خطر أو جرم كاف كي يسمح للقانون أن يأخذ مجراه، لكن النظام رأى أن فصل في رواية للكاتب أحمد ناجي بمثابة خطر أكبر على أمن الوطن وقاطنيه، فبالتالي نجحت الدولة في أن \”تحاكم الخيال\” كما هو شائع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك نتيجة دهشة واشمئزاز \”أصحاب العقول السوية\”.

وأخيرا.. نأتي لكل من مازالت لديه القدرة على التبرير لكل الحماقات التي يرتكبها النظام الحالي، خصوصا مؤسستيه الكبرتين، والمفترض أنهما عصبه (وزارتي العدل والداخلية)، حيث إن هؤلاء يعتبروا غافلين -عن عمد أو غير عمد- تماما عن أن تبريراتهم هذه اصبحت من أبرز الدوافع والأسباب وراء تفعيل قانون الغاب على أرض هذا الوطن.

وقد يسعفني على توضيح هذه النقطة أن الجأ لعرض هذا الخبر:

تمكن أهالي الدرب الأحمر من اقتحام المحل وتعدوا على أمين شرطة انتقاما منه لإطلاقه النار على سائق سيارة أجرة بالدرب الأحمر، بعد مشادة بينهما، ما اسفر عن مصرعه على بعد أمتار من مقر مديرية أمن القاهرة بشارع بورسعيد.. ففي الحقيقة هذه الواقعة لا تعتبر رد \”الدماء بدماء\” وحسب، بل تعتبر تجسيد فج لفقدان المواطنين الأمل في الحصول على حقوقهم من خلال اللجوء إلى القانون والعدالة وأحكام القضاء وما إلى ذلك.

لكن أي قضاء هذا؟! القضاء الذي حكم بالمؤبد على طفل في الرابعة من عمره؟! أي أحكام ننتظر من هذا النظام القضائي؟!

تكميم الأفواه وقمع الحريات من خلال حبس كل من انتقد أو كتب عن أي جريمة يرتكبها النظام، تعبير عن عدم إدراك هذا النظام مما قد يعقب استمرارية ممارسة الظلم، حيث إن إطلاق إعلاميي النظام أصحاب المبررات اللا نهائية والمُبتكرة دوما على شاشات الفضائيات، لن يؤجل هذه العقبات إلى الأبد، مهما طال عمر تجاوزات وانتهاكات النظام الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top