منى حراجي تكتب: الزواج على الطريقة المستحدثة

(1) العقد مش أبدي
مش قادرة اقتنع أن واحد أو واحدة في مقتبل عمره في العشرينات مثلا وبتفكيره وخبرته أيا كان، المفروض يبقى مؤهل لاختيار شخصية تشاركه بقية حياته كلهااااا بعقد أبدى.. ليه؟ وارد أن الظروف والأفكار والخبرات تتغير، وتبعا لذلك وارد تماما أن تتغير العوامل اللى خلتنا نختار. طب ليه الناس اللى في الجيل القديم ما كانش عندهم الفكرة دى؟ لأن ببساطه العالم كان صغير ومنغلق وكل الشخصيات شبه بعضها نتيجة تطابق كل الظروف. الكل بيصيف في إسكندريه ومرسى مطروح.. الكل بيتفرج على ليالى الحلمية ورأفت الهجان. دلوقتى العالم منفتح أكتر والأشخاص شديدة التباين، والقناعة بقت شئ مش سهل الوصول إليه والمتطلبات الروحية والنفسية بتتغير.
ليه مايبقاش عقد الزواج بمدة معينة متفق عليها من البداية كفترة اختبار، وتجدد بموافقة كل من الطرفين؟

(2) شريك الحياة
اختيار شريك الحياة مش علشان يعيش في هدومك، أيا كان درجة الحب والتفاهم، لازم يكون في منطقة خاصة لأي طرف في العلاقة، باتخنق أوي من موضوع تفتيش الموبيلات واللزقة في كل قاعدة وخروجة، والتدخل في العلاقات مع الصحاب والأهل والرغبة في تغيير الشخصية، والإنسان الطبيعى لو عاوز يعمل حاجة هيعملها ولو عليه ألف قيد.

شريك الحياة لا يعنى الحياة بأثرها، إحنا بنختار شخص يساعدنا أننا نمشى في حياتنا كويس بالراحة النفسية والدعم والحوار المتفاهم، يعنى حاجة تساعدك إنك تنجح، مش أن يكون نجاحك الحصول على الشريك ده، وبعدين تقف محتاس مش عارف تعمل بيه إيه؟
يبقى لازم نقتنع إننا بنتجوز مع العيشة، مش عايشين علشان نتجوز.
(3) الاستقلال المادي
معظم الزيجات بعد زوال فترة الولع، بتقوم على حيثيات اقتصاديه بحته.. \”دفعتلك، بشتغلك، بصرف عليكم، معيشكو..\” إلى آخر الكلمات اللى في الواقع حقيقية إلى حد بعيد، المؤسسة بتتحول إلى واحد بيشتغل وبيصرف دخله علشان ناس تانية تأكل وتشرب وتلبس، يمكن في البداية ده بيكون مصدر سعادة وفخر له، لكن بعد فترة هيشعر إن عمره ومجهوده ضاع على ناس تانية، وأيا كان مين الناس دول أو حجم مسؤوليته أو التزامه بيهم، إلا إنهم في النهاية هيطلعوا مش مقدرين ولا حاسين بيه. طب إيه الحل؟!

الاستقلال المادى من الأول وتحديد مسؤوليات الصرف وحصتها بين الطرفين، والمساواة اللى الستات طول النهار بتنادي لها، هتبقى منتهى العدل لو شالت نفس الحمل وحست بنفس الإنجاز، لأن وبدون أى تجمل وبعد تجارب كتيرة نكتشف أن كتير من الزيجات مستمرة على وضع اقتصادى بحت، ناس مستمرة علشان الإرث وناس علشان المعاش وناس علشان ملهاش حل تانى.
من الأول الاتفاقات المادية والمسئوليات تكون متحددة وباينة.
(4) الطلاق مش خراب بيوت
إحنا ببنتكلم دايما عن استقرار البيوت وكأنه عقار مبنى بحت.. أربع حيطان وباب مقفول وأب وأم وأطفال، يبقى كده استقرار وأسرة وكده بقى.. كلام ولا له أى وزن. البيوت لو مفيش فيها استقرار وتفاهم واحترام، تبقى أهون من بيت العنكبوت، ونبقى بنغنى على نفسنا، ثقافة الطلاق بها هى المشكلة العظمى في المجتمعات الشرقية، غالبا لازم يبقى عبارة عن حرب لإزهاق الأرواح وعناد وكِبر ومحاولات لتقليل الخساير المادية، وده بيبقى من الطرفين على فكرة، حسب مصادر القوة والنفوذ المتاحة.
يبقى من الأول نحدد لو قررنا الانفصال هتبقى إيه الخطوات ومين هيكون الحكم من الطرفين.
(5) الحب.. وهم
لازم يكون في انجذاب عاطفى في البداية لاختيار شريك الحياة علشان نبدأ نقعد ونتفق، لكن الحب والولع والانجذاب لا يمكن هيستمر بنفس الدرجة أو التأثير لفترات طويلة، وخصوصا مع ضغوطات الحياة النفسية والاقتصادية. لكن الباقى والمستمر هو التفاهم من الأول والاحترام، ده اللى دايما هيخلى العلاقه تستمر أو تنتهى بشكل محترم، هنا بقى بييجى دور الأصل والتربية.. يعنى من الأول يبقى العين على الأهل وطريقة تفكيرهم وتعاملهم، مهما كان الشخص مختلف في الآخر ومع تقدم السن هتلاقيه قريب من تفكير أهله، لا فى عش العصفورة بيقضى، ولا فى لقمة صغنونة بتشبع.
العقلانية مهمة جدا فى الاختيارات.
(6) الأولاد
الأولاد مأساة الزيجات غير الناجحة بلا أدنى شك، خصوصا أن المبدأ العام في المجتمع أننا بنتناكح علشان نتكاثر. كارثة فعلا، لأن كل الاختيارت الخاطئة مفيش حد بيشيل مشاكلها إلا الذرية اللى بتكاثرها دى، وبيكون في تأثير عنيف عليها في حياتها المستقبلية واختيارتها. يبقى نقعد بقى ونتكن، ومفيش أي داعى نجرى نجيب لوجين وبعدها بسنه نخاويها بزياد.. مفيش أى داعى للسرعة وأكذوبة \”هنكبر ونجيب دلوقتى علشان نلحق نربى\”.. كفاية المجتمع اكتظ بالحالات النفسية.. استنى لغاية ما تتاكد إن ده هو الشريك اللى هتعمل معاه بيت يكون في تربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top