مع ماجدة خير الله: "الزيبق".. عملية مخابراتية بدون تشويق ولا إثارة!

 

300 كلمة مع ماجدة خير الله:

 

\”الزيبق\” عنصر كيميائى يتخذ شكل السائل الفضى، وينزلق بسهوله وصعب أن يستقر على ملمس ناعم، ولذلك يُفضل أن يوضع فى إناء أو حاوية مغلقة، ولأن له تأثير سام فهو يحفظ بعناية فائقة، ويوصف الشخص كثير الحركة اللى مش \”مالوش مالكة\” ومن الصعب أن يستقر بمكان بإنه شخص زئبقي، ولذلك تبادر لذهن الجمهور أن مسلسل \”الزيبق\” هو مسلسل حركة ومطاردات وتشويق، خاصة أنه مأخوذ من ملفات المخابرات، ولكن العبرة ليست بالقضايا ولكن بكيفية معالجتها فنيا من خلال سيناريو محكم يستوعب نوعية العمل الذى يحتاج إلى تشويق، وهو ما يفتقده مسلسل \”الزيبق\” الذى كتب له المعالجة وأخرجه وائل عبد الله وكتب له الحوار وليد سيف، ويلعب بطولته كريم عبد العزيز وشريف منير، والاثنان سبق وأن شاركا بطولة فيلم \”ولاد العم\”، وهو عن عملية مخابراتية من تأليف عمرو سمير عاطف وكان مليئا بالحركة والتشويق والإثارة وحقق نجاحا كبيرا.

قصص الجاسوسية تحقق دائما درجة ملحوظة من النجاح لأنها تعتمد على خلطة مضمونة لو تم تقديمها كما يجب، ولكنها تحتاج لمهارة ودقة فى كتابة التفاصيل وفى تنفيذها.

وفى تاريخ الدراما المصرية مسلسلات حققت درجة عالية من النجاح، منها \”دموع فى عيون وقحة\”، و\”رأفت الهجان\”، وكلاهما من تأليف صالح مرسى وإخراج يحيى العلمى، ولكن هناك أيضا مسلسلات سقطت سقوطا لوذعيًا مثل \”الحفار\” و\”الثعلب\” و\”عابد كرمان\”.

أهم مشكلة فى \”الزيبق\” أنك لا تشعر مُطلقا ولا فى أى لحظة بالقلق على البطل \”عمر\” أو كريم عبد العزيز، فما يفعله طوال الحلقات الـ ٢٢ الماضية أنه يثرثر وينشغل بمشاكل أسرته من ناحية، ومن ناحية أخرى مشكلته مع ابنه، الذى يعيش مع مطلقته وزوجها، وأحيانا يذهب إلى مكتب ضابط المخابرات \”خالد\” أو شريف منير يعطيه بعض النصائح، ويدربه على قوة الملاحظة!

كاد المسلسل ينتهى دون أن يواجه البطل أى موقف فيه خطورة أو تضحية، ويبدو أن الأمر يسير مثل السكين فى الحلاوة، ورتابة تدعو للملل فى انتظار حدث مؤثر يدفع الموقف للأمام ولكنه لا يأتي!

كريم عبد العزيز يضطر كثيرا للاستظراف حتى يضيف للحكاية أي ابتسامة، ولكن محاولاته تضيع أدراج الرياح، وربما يكون المشهد الوحيد الذى أداه باهتمام وترك تأثيرا، عندما ذهب لعيد ميلاد ابنه ومعه هدية متواضعة، ولكن الطفل يتركه وينبهر بهدية فاخرة أحضرها زوج أمه، مما يُشعر عمر بالهوان والضآلة، فينسحب من عيد الميلاد.

أما شريف منير فلم يمنحه الدور مساحات للتجويد، وأراد أن يرتدى ثوب الرزانة والحكمة والخبرة، ولكن مقارنته بيوسف شعبان ومحمد وفيق فى \”رأفت الهجان\” أو صلاح قابيل فى \”دموع في عيون وقحة\” لا تأتى فى مصلحته أبدا، وعلى أى حال هو دور لن يترك بصمة، وربما يكون دور \”سالم\” الذى يقدمه محمد شاهين فيه بعض من تلون الأداء لشاب مصرى مستعد أن يبيع نفسه، ويسعى فى نفس الوقت لتجنيد بعض المصريين المتواجدين فى اليونان للعمل لحساب الموساد.

للأسف اختيار طاقم التمثيل جاء فى مجمله غير موفق، فهل يُعقل أن يستعين الموساد بامرأة فوق الخمسين \”نهلة سلامة\” لإغواء \”عُمر\” فى مشهد شديد الغرابة، المفترض أن تقنعه فيه بالخضوع لجلسة مساج، وبعد أن جلس مستسلمًا وراقدا شبه عارٍ على طاولة المساج، تجىء النجدة من الخارج فينهض مسرعا ويخرج بعد أن يرتدى ملابسه، فتصاب بإحباط وتتصل برئيسها وتقول له وهى فى حالة من الإحباط: \”للأسف كنت خلاص حاحطها له.. بس جاله صديق وجرى للخارج\”! مش فاهمة هى كانت ناوية تحط إيه وفين؟ ربما تأتى الإجابة فى الأيام الباقية من شهر رمضان!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top