(شئون عربية – سوريا)
ما يحدُث الآن في سوريا شئ يندي له جبين أي إنسان، شئ خادش ومُعرِّي للإنسانية والآدمية.
سوريا واحدة من الدول التي شهدت حضارة من أعظم الحضارات القديمة العريقة، الدولة ذات التاريخ العظيم، الدولة التي عانت من الاحتلال البريطاني وشهدت من الصمود ما يجعلها قائمة حتى الآن، فاستمرت قوتها وصمودها مع قيام موجة من الثورات في الدول العربية، لتنبثق من شعبها الثورة السورية مثلها مثل الدول العربية الأخرى.
الثورة السورية ثورة ضد السياسة المتبعة مع العدد الهائل من المعتقلين وتعذيبهم وقتلهم، ثورة ضد الأجهزة السياسية القمعية السائدة فيها وضد النظام الذي يُعتبر من أكثر النظم العربية قمعا وسُلطوية، ووصل الأمر بالنظام هناك -أعني نظام الأسد- لتسمية سوريا بأسمه \”سوريا الأسد\”؛ دولة الرعب والقتل والتعذيب والمجازر المتكررة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل إلى الفساد المستشري في هذه الدولة تحت هذا النظام السلطوي.
وصلت هذه الدولة من البؤس ما جعل النظام يفرض على الشعب عبادة الأفراد هناك؛ فرفع الشعب شعار: \”يالله حلك حلك.. يقعد حافظ محلك \”!
هذا بالإضافة إلى سياسة التجويع مما زاد من الهجرة واللاجئين السوريين في الدول الأخرى، والأعداد الهائلة التي تموت، أُسر بكاملها تفارق الحياة وتغرق في النهر.
وتبدأ سوريا خطوات الضعف والسقوط لتكون ذريعة لقيام أخطر تنظيم إرهابي \”تنظيم داعش\”؛ تنظيم يقوم على القتل والترويع والتخويف.
يرتكب تنظيم داعش كل يوم عددا هائلا من الجرائم في حق الشعب السوري وفي حق الإنسانية بكاملها، حيثُ أصبح النظام يسيطر على نصف مساحة سوريا تقريبًا.
ومع زيادة سيطرة التنظيم على سوريا إزداد عدد المهاجرين واللاجئين، والذين ينتهي الأمر بمعظمهم بالموت، حيث يصل هؤلاء إلى الشاطئ جثثا هامدة؛ لتحمل معها رسالة إلى العالم، رسالة إلى الإنسانية، رسالة إلى العرب، لننقذ هؤلاء الأبرياء مما هم فيه.