\”الراجل هو الأمان\”، \”ضل راجل ولا ضل حيطة\”.. تتردد على مسامعنا تلك الجمل يومياً، فنسمعها مرارا و تكرارا حتى أصبح مسلما بها، حتى أصبحت أفكارا اعتنقتها كل فتاة؛ لا تشكك في صحتها فهي حتماً مضبوطة، فقد توالت على أذنيها من جميع من هم يكبرونها سناً داخل العائلة.. بل ومن كل عابر سبيل.
لكن هل تلك الجمل حقيقية؟ أم أنها مجرد جمل محفوظة لتحلية البضاعة؟ أم أنه مجرد غطاء للتشجيع على الزواج، مثله مثل تلك التخفيضات المزيفة التي تملأ المتاجر فتبهرك وتزغلل عينيك للشراء؟ الشراء فقط دون ح الاحتياج، الشراء دون الإعجاب الكافي بما نشتريه، فهي مجرد نظرة سريعة نمر بها على البضائع، فلن نخسر شيئاً من شرائها، فالسعر مميز!
يدق العريس الباب، ذلك العريس الذي أحضرته جارة جدتها حين رأتها تلك المرة الأخيرة في فرح أحد الأقارب.. لم تكن تبحث عن مكان في الكوشة ولم تكن بلا مشاعر، بل كانت مفعمة بالمشاعر، في مقتبل العمر، على أتم الاستعداد لقصة حب -من العيار التقيل- ولكن إنه عريس ممتاز.. قالت والدتها وأضافت: \”يا بنتي إحنا مش هانعيشلك طول العمر وضل راجل ولا ضل حيطة.. عشان ابقى مطمنة عليكي\”
وهنا يكمن السؤال، ما هو الاطمئنان إذن؟ ما هو الشعور بالأمان؟
أليس ذلك الذي أحسست به تلك السهرة حين كنت ارتدي فستاناً جديداً يملأني بالثقة ويشعرني بالراحة والسعادة وكأنني أطير؟
أليس ذلك الشعور الذي أحسست به فور نجاحي ووصولي إلى ما كنت أتمنى؟
أليس ذلك الذي أحسست به حين وجدت أصدقائي إلى جانبي؟ أليس أليس أليس…. إلخ
لِمَ نختصر كل ذلك ونركز على الزواج؟ لِمَ نقلل من قيمة كل شيء ومن كل لحظة بالحياة ونركز على الرجل وكأنه المصدر الوحيد للأمان؟
مما لا شك فيه أنه أحد مصادر الأمان، لكن إذا أتى بتلك الطريقة لمجرد البحث عن الأمان فسيكون مثله مثل ذلك الفستان في خزانتك الذي اشتريته لمجرد ثمنه، لكن حين قمت بارتدائه اكتشفتِ أنه صوف خشن لا تقوي على تحمله، فليست جميع الفساتين اللامعة من حرير وليس جميع الرجال مصدراً للأمان.
استمتعي بمصادر الأمان الأخرى التي تملأ حياتك لحين قدومه.. انشغلي بفستانك وليس بالبدلة التي سترافق ذلك الفستان.