\”قناة المجد- احجز مقعدك فى الجنة\” خطة دعائية تسويقية في منتهى الذكاء، وكأن الناس يوم القيامة حيبدلوا كوبون عدد ساعات مشاهدة القناة للكاشير ويكسبوا مكان في الجنة!
فكرة حلوة مفيش كلام وممكن نتوسع بقى ونستخدمها للإعلان عن التطبيقات الدينية كمان ما هو زى ما فيه أبلكيشن للطبيخ وأبلكيشن لحساب السعرات الحرارية، لازم يكون فيه أبلكيشن لحساب الحسنات وأهو كله بثوابه!
عندك مثلا فكرة لإعلان أبليكيشن الآذان: \”حمل الآن تطبيق الآذان.. ضاعف حسناتك واحجز مقعدك فى الجنة.. حمل الآن الجنة بالمجان\”
يا بلاش والله!
أو فكرة إعلان تانية لشفط الذنوب مثلا: \”ذنوبك كتير؟ ضميرك بيأنبك ومش عارف تعمل إيه؟ الحل عندنا جهاز شفط الذنوب.. أدعية تضمن لك محو سيئاتك كلها فى 10 دقايق بس\”
يا إلهى إنه رائع.. لقد خسرت الكثير من ذنوبي\”
وكأن الناس يوم القيامة حتبقى واقفة طابور قدام كاشير في سوبر ماركت وكأنها حتحط حسناتها وسيئاتها على السير وتحاسب عليهم، وعشان الصورة الذهنية لسوبر ماركت يوم القيامة تكمل، لازم يكون فيه عروض. أيوة عروض! عندك مثلا عرض الحسنة بعشرة أو عرض قراية سورة الإخلاص 3 مرات وكأنها القرآن كله
وماله؟ مش حنوفر؟ وحنكسب؟ وكأن ربنا واقف على الكاشير بيحسب لكل واحد حسناته وسيئاته بالواحدة، وكأننا ممكن نضحك عليه ونجمع له كوبونات حسنات وقنوات دينية وأبليكيشن آذان وأدعية شفط الدهون.. سوري الذنوب، ومايمنعش برضه إننا زى ما بنجمع حسنات لنفسنا، نجمع لغيرنا، ومايمنعش برضه نجبرهم غصبا عنهم إنهم يجمعوا حسنات معانا، ما هو كله بثوابه. يعني مثلا نغّرق السوق ببوسترات \”هل صليت على النبي اليوم\” أو نبعت لهم صورة دعاء لو مابعتوهوش لعشرين ألف إنسان حتحل عليهم اللعنة.. نفس فكرة Q net وشبكات التسويق الإلكتروني، وأهي لو حرام أدينا مقاطعينها، ولو حلال أدينا بنجمع بيها حسنات.
ولو الإجبار مانفعش معاهم، فيه خطط تانية، ما إحنا مش حنغلب والجنة تستحق الصراحة: أسلوب المباغتة: إحنا نسهييهم ونخليهم يجمعوا حسنات وهم مش واخدين بالهم أصلا، وبكده يبقى ثوابنا أكبر.. يعني مثلا نفاجئهم بكول تون دعاء ومانردش عليهم.
أما بقى لو أساليب الإجبار والمباغتة مانفعتش معاهم فإحنا ممكن نلجأ -آسفين- لأسلوب التهديد زى مثلا جملة \”اذكر الله حالا\” اللي انتشرت في شوارع الإسكندرية، واللى كل مرة مخي بيقراها: \”اذكر الله حالا المكان كله محاصر والهرب مش حيفيدك حنضرب في المليان\”
المهم في الآخر إننا نجمع حسنات.. حسنات كتير، وكل ما كان الرقم أكبر كل ما فرصتنا في الفوز تكبر، وبقينا نتعامل مع ربنا زى ما بنتعامل مع مسابقات الشمعدان، وبنتعامل مع الحسنات والسيئات زى ما بنتعامل مع عروض السوبر ماركت، وكأننا يوم القيامة حنبدل كوبونات الأدعية بمقعد في الجنة. صورة ذهنية مخيفة وسطحية واستهلاكية وتجارية بحتة خالية من أي مضمون روحاني أو مشاعر حب أو تواصل حقيقي مع ربنا.. ربنا مش واقف على الكاشير ويوم القيامة مش طابور في سوبر ماركت.