مروة سامي تكتب: توت حاوي حاوي توت.. خش اتفرج هرج فوت

\"\"

أحمد فؤاد نجم العبقري الفطري. لخص الحياة بين شطري هذا البيت. الحياة التي صُدرت لنا على أنها حقيقية. نتعاطاها دون أن ندرك أننا في قفص كبير اعتدنا على قضبانه فتلاشت أو بالأحرى أصبحنا لا نراها.
يحرص السجان على إلهائنا بألعاب مبهرجة. صارخة الألوان تقفز أمامنا وتختفي. بخفة يد حاوٍ اكتسب خبرته من الموالد والساحات الشعبية. فأتقن كيف يبهر الجماهير في جزء من الثانية قبل أن تفتر دهشتهم. أتقن سرقة وعيهم فلا ينفضوا من حوله طمعا في العملات القليلة المختبئة في جيوبهم.
نفتح أعيننا كل يوم في نفس الغرفة. نفس المشهد. نمشي نفس الخطوات. في نفس الطريق لنقضي يوما جديدا يشبه الأمس ويشبه الغد.
ما الذي يمنعنا أن نفعل ما نريد.أن نكون أينما نريد. في أعوامنا الأولى قبل دخول المدرسة كنا نرى الصباح بداية مغامرة جديدة. معرفة جديدة نكتسبها. ما الذي تغير. كيف تغيرت أيامنا لتغدو مجدولة. لا يسعنا أن نحيد عن تلك المتاهة. أو نحطم جدرانها فنرى البراح الذي خبأته تلك الجدران. أهذا ما يعنيه أن نتقدم في العمر؟ تزداد أعباؤنا ومسئولياتنا. حتى نضطر أن ندخل القفص بإرادنتنا أو بدونها؟
الماء. الطعام. الأرض. العناصر الأساسية التي تضمن بقاءنا أحياءً. كانت ملكا للجميع. أصبحت محتكرة من مؤسسات كبيرة وحكومات. تجُرم من يقترب منها قبل أن يقرأ سعرها المدون على البطاقة، ويتوجه للكاشير ليصب ما في جيوبه ليشتري ما هو ملكه في الأساس.
نسمع ونطيع. نتمرن على الطاعة والغباء لمدة ست عشرة سنة (فترة تدريب كافية) في قفص كبير. داخله أقفاص صغيرة نُحبس داخلها لنتعلم الجهل. نتعلم ألا نسأل ولا نعرف شيئا خارج محيط كتاب المدرسة. نخرج من مراحل التعليم لا نعرف مهارات الحياة الأساسية. لا نعرف كيف نزرع طعاما أو نبني منزلا. لا نعرف كيف نفكر خارج الصندوق أو داخله.
نغدو منتجات مطابقة للمواصفات القياسية ترضي الممسكين بخيوط الماريونت. ذكاء متواضع يكفي فقط لتشغيل الماكينات. والتحديق لساعات في شاشات الكمبيوتر. غير مزودين بخاصية أن نتساءل ماذا نفعل ولماذا، حتى نبلغ سن التقاعد فيتم استبدالنا في الماكينة البشرية بأبنائنا الذين دخلوا إلى المتاهة من نفس نقطة البداية. تُستنزف طاقاتهم كوقود يضمن بقاء مصابيح النيون في لوحات الإعلانات الضخمة مضاءةً باستمرار.
نقامر ونحن نجهل قواعد اللعب لنكسب أوراقا. المال. بضعة وريقات من الورق الملون لا تختلف عن لعبة الورق (الكوتشينة). أوهمتنا النخبة التي اخترعته أنه ذو قيمة، وأن لا حياة لنا بدونه. في المقابل تمتص أعمارنا وأرواحنا.
تحُدد إقامتنا بمزيد من الأوراق. سواء كانت حدودا دولية مرسومة على الخرائط السياسية. تدعمها أسلاكا شائكة تشوة وجه الأرض. أو جواز سفر وأوراقا كثيرة أخرى وأختاما لنعبر الأسلاك الشائكة طبقا لضوابط لا سبيل لنا في تغييرها.
قبضة أيامنا المنهكة تقلص طاقتنا وتصيبنا بأمراض نسعى للشفاء منها عن طريق التأمين الصحي الذي يؤمن أمراضنا لا صحتنا. يصرف لنا حبوبا مسكنة لأحلامنا ومهدئة لطموحنا. تنسينا وعود حكوماتنا بغد أفضل. فلا أمل لنا في الشفاء ما دمنا نسعى لعلاج العرض بدلا من استئصال أسباب المرض.
أساطين الإعلام في كوكبنا يصممون استراتيجيات لتطوير ألعاب الحاوي إلى مستويات أكثر إلهاءا. فلا نلتقط أنفاسنا أو نسأل أنفسنا كيف فعلها الحاوي. فقط نفغر أفواهنا انبهارا ونصفق ككلب البحر المدرب في السيرك. لتفاجئنا الخدعة التالية دون فواصل.
أعتذر عن تلك الكلمات القاتمة. هي لم تكن لتزعجك إذا لم تلمس وتر الحقيقة التي تعيشها أنت أيضا. هل من سبيل للخروج؟ قبل أن تسألني هذا السؤال البديهي. أجيبك نعم بالتأكيد، لكنني لن أكتب لك قائمة بالأسفل بها خطوات النجاة من شبكة العنكبوت. فقط كلمة واحدة \”الوعي\”.
حين نملك وعيا يستطيع أن يلحظ البطاقات المخبأة في ملابس الحواة. سيزول أثر السحر وتفشل الخدعة. استمتع بكلمات الساحر. نجم:

توت حاوي حاوي توت. خش اتفرج هرج فوت
زاحم لاحم عارك اضرب. ناضل فاضل خطوة وتقرب
وإلحق نفسك قبل ما يلعب. وامسك نفسك جوه الملعب
ده انت حتضحك لما تموت. توت حاوي حاوي توت
توت حاوي سبع مرات. لعبة جديدة يا حضرات
دق الفول ويا الكرات. هات الشطه والبهارات
شخبط لخبط حضر طاسة وكب الزيت. ولع طلع ريحة مريحة ف جو البيت
ح تلقى عجينة عجيبة متينة. لا تقول تينة ولا برتينة
كل يا صنايعي كل يا فقير. كل ماهو لسه الفول قناطير
آه يا سلام لو عود جرجير. تفضل تاكل لما تموت
توت حاوي حاوي توت. توت حاوي حاوي توت
خش اتفرج هرج فوت. قعدة فكيهة حتسمع فيها
حكاية البيضة والكتكوت
يحكى أن ولازم يحكى وكان ياما كان. قبل الجنة كان فيه بيضه وفرخه كمان
دبحوا الفرخه طبت صارخة. قامت البيضه طقت شارخه
طقشت فقست فرخ فصيح. يدن ويهلل ويصيح
حتى إن كان على وش دبيح. يفضل يدن لما يموت
توت حاوي حاوي توت
سحر مفيش دا كلام تهويش. نفض مخك يا ابو درويش
كل ما فيها الدنيا دي فيها. ناس بتبكش لاجل تعيش
حابس حابس عفريت كابس. ينزل قالع يطلع لابس
واللي بيرقص ع المسامير. واللي بإبره بيفحت بير
واللي بينفخ في المزامير. يفضل ينفخ لما يموت
توت حاوي حاوي توت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top