مروة بقية تكتب: يا أمي.. أنا الآن حزينة

يا أمى.. أنا الآن أفكر فى الموت كثيرا، فلم أعد أخشاه.

هل يستحق ما تبقى من حياتى المحاولة، أم أصبحت كشخص غيرى، لا يتأثر أو يشعر سوى بالحزن؟!

فقد سئمت منى ومن ندب حالى لحالى، لم أعد أقوى على التظاهر حتى ذبلت روحى مع الوقت، فأكثر ما يحزننى يا أمى هو تفكيرى فى حالك بعد موتى.

هل تعلمي ببكائى ليال طويلة خوفا من فكرة فقدانك ولو للحظة؟! فألملم نفسى مسرعة إلى سريرك كى أتفقد أنفاسك، فيطمئن قلبى وأستطيع النوم.

هل تعلمين يا أمى أن أكبر مخاوفى فى الحياة أصبحت فقدانك أو فقدان أبى أو أحد من إخوتى؟ فأنا لست ذلك الشخص القوى الذى يتفاخر بنفسه طوال الوقت كما تظنون، فقد أصببت بالجمود، أو ربما أتظاهر بذلك خوفا من أن أخذلكم، مما يجعلنى أبكى وحدى بغرفتى مرات عديدة على مدار اليوم، وتمنيت احتضانك دوما يا أمى، لكى أبوح لك حينها بأن مقدار حبى لك هو نفسه قدر حبى لأبى لو تعلمين! فشعورك بأننى أحبه أكثر منك ما هو إلا أسطورة فى خيالك فقط!

كثير من الأحيان تصبح أقصى طموحاتى الهروب من كل ما يربطنى بالدنيا داخل حضنك، واستمر بالشكوى مرورا بالبكاء من كل ما يرهقنى، ولكنك تعلمين أننى صامتة تجاه نفسى، ولا أستطيع البوح أو التعبير بما في داخلى.

أشعر طوال الوقت بأننى الشخص الخطأ بالمكان الخطأ، واتمنى أن أكف عن التوقع تجاه البشر وتجاه نفسى، واتمنى أن اتوقف عن جلد ذاتى وفعل ما لا أستطيع كى أرضي غيرى، فلا أحد يحاول إرضائى يا أمى، حتى أصبحت أحاول جاهدة فعل ما يسعدنى.

لقد سئمت من التجريب فى نفسى ومن  إيذائها، وأصبحت غايتى أن يفهمنى البشر بأفعالى كما هى دون أن اضطر للشرح والتبرير.

وأخيرا.. هل سيحدث خروجى من الدنيا وتركها فارقا؟ لا أعتقد يا أمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top