(حوار تخيلي)
فيما يلى حوار بين ثلاثة موظفين بالوفد المصرى في روما:
موظف واحد: أنا مندهش, إلى متى سيستمر استعباط هؤلاء الطلاينة الأوغاد, كل ذلك الضجيج من أجل قتيل واحد, لم لا يعتبروا أنه قتل بحادث أو يحتسبوه شهيدا؟!
موظف اتنين: والله على رأيك يعنى, ثم لمّ انتفضت الكرة الأرضية كلها لتلك القضية بينما صمتت على جوانتانامو، ولا اكمننا غلابة يعنى؟!
موظف واحد: آه الله, ثم إنى سهرت الليالى لإعداد هذا الملف ذى الألفييييين صفحة.
موظف 3 ممتعضا: ولكنه باللغة العربية يا فندم ده حتى بالمصرى، وليس بالفصحى.
موظف1: بس الصرف باين يا أخى.
موظف 3 بنفس الإمتعاض: ولكن العقلية الأوروبية لا تفكر بذات الطريقة التى يفكر بها المصريون، لن ينسوا الموضوع، ولن يقتنعوا بأى ملف والسلام.
موظف1: ولهذا جاء الملف أكبر.
يقاطع موظف2 اندهاش موظف قائلا: لماذ وماذا عن كارت عادل معوض؟
موظف 1: الله! ألا يدعى من يلعب لروما \”محمد صلاح\”؟
موظف2: لا إنه المصرى الذى فقد منذ أشهر بإيطاليا, لم نستغل هذا الملف الاستغلال الأمثل حتى الآنن لم لا نصعد القضية إعلاميا.
موظف 3: أولا هذا المواطن مفقود منذ أشهر، وسنبدو بمظهر سخيف إن أثرناها بمثل هذا التوقيت، بالضبط مثل سراج منير حين رمى بابنته دهب فى الشوارع، وحين أفلس واغتنت دهب، عاد ليطالب بها بناءا على نصيحة ميمي شكيب.
موظف 2: محتدا أتشبهنى بميمي شكيب؟
موظف 3 وقد ازداد قرفه: العفو, إنه مجرد تشبيه, بلاش، من سيتولى هذا التصعيد الإعلامى، وإعلامنا لا يتابعه حتى شبابنا بالداخل.
موظف 1: محلولة.. ننظم مسيرة أمام السفارة الإيطالية مستغلين قوتنا الناعمة بقى.. إلهام شاهين وصابرين وأحمد بدير وبوسي شلبي والأستاذ مصطفى بكري، وما أسهل الإيطالية برونتو كاليسبيرا مكارونا، وإن استدعى الأمر نسفرهم لروما ذاتها.
موظف 2: أيوة بقى والله الوفد ما بيمشي غير على صوتك.
موظف 3 محدثا نفسه: \”إلهى تعوض عليا عوض الصابرين يا رب\”، ثم قال: ولكن الأهم يا فندم صياغة القضية ذاتها, إيطاليا لا تمتلك سوابق فى الاختفاء أو حوادث فردية فى التعذيب، ثم إن \”عادل معوض\” اختفي ولم تعثر على جثته مشوهة.
موظف 2: فلنكلف فريق بحث خاص سرا، وما أكثرهم بأوروبا للبحث عن عادل معوض، ونقتله ونلقي بجثته أمام بيت مأمور قسم روما.
موظف 3: ماتخلينيش أعملها معاكو بقى.
موظف 2: أنا مقدر صدمتك ولكننا سنحتسبه عند الله شهيدا، لأنه سيفدى آلاف المصريين، ونرسل والدته بعدها فى رحلة عمرة.
موظف 1: باااااس.. كفاية، سنعود إلى مصر مرفوعى الرأس، ونظهر فى برنامج \”على مسؤوليتى\”، ونشرح حجم التآمر الواقع علينا، وأما عن إيطاليا، فمطرح ما يحطوا راسهم يحطوا رجليهم.
موظف 3: هل تدرك تبعات مقاطعة دولة بالاتحاد الأوروبي؟
موظف1: كما انتصرنا على العدوان الثلاثى.
موظف 2 يمسح دموعه.
موظف3: إنت هتعيش الدور؟! وقت العدوان الثلاثى كانت قضيتنا عادلة، بخلاف الآن!
موظف2: أتستهين بعدالة قضيتنا؟ أتستهين بمئات الشهداء من الضباط؟
موظف3: لا بل أنت من تستهين بقضيتهم حين تمد يد العون لمن يدنس جهودهم.
موظف1: دعونا فى القضية التى نحن موحولون فيها حاليا.
موظف 2: بلاش والدة معوض, نرسل والدة ريجينى للعمرة.
موظف3: ريجينى ريجينى.
موظف 2: لامؤاخذة نرسلها للقدس.
موظف3: دع الست وشأنها, لمّ لا نرسل الجانى للمحاكمة؟
موظف1: ولكننا أنكرنا من قبل؟!
موظف3: فلنحاسب القاتل والمسؤول عن التلفيق والإنكار, ونستغل الواقعة لبدء عملية عدالة انتقالية كاملة، ودول كثيرة صححت مسارها، فلماذا لا نكون منهم؟
(تابعنا عبر الأسطر السابقة عدة حلول للأزمة.. أما النهاية، فتحددها الأيام القادمة.. برأيك عزيزى القارئ، أي العقليات سينتصر؟)