محمود المملوك يكتب: ماذا حدث للمصريين؟!

(1)

في تفسير العبث

بذل أستاذنا جلال أمين الذي أبدع في كتابه الذي يحمل عنوان هذا المقال، جهداً وعلماً وأضاع من وقته وصحته الكثير لمحاولة الإجابة على التفسيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي طرأت على المصريين في القرن الماضى.. مشكوراً لكن في وجهة نظري الأمر لا يستحمل كل هذا الأمر.. لماذا؟! لأننا ببساطة لا نحتاج لدراسة.. لدينا شكل الشعوب دون صفاتها.. ونعيش في مكان يبدو كالدول لكنه ليس بدولة.. ونتصرف بأفعال تبدو سلوكاً بشرياً بينما هو العبث ذاته.

(2)

الرخص الإنسانى.. دراسة حالة

خالد عبدالحميد طالب معتقل في ميت غمر بالدقهلية، أرسل رسالة من محبسه لأبيه الذي سلمه بيده إلى الأمن بعد أن أبلغهم بموعد ذهابه للمدرسة، وعقب أن طرده من البيت لمشاركته في مسيرات ضد السيسى، يتساءل فيها: \”ماذا فعلت لأقضي شبابي مطارداً وأكمل بقية حياته في السجن، هل قتلت، هل سرقت؟!\”.. أسمح لي يا خالد أن أعدل لك السؤال: \”هل من الممكن أن يحدث ذلك في دولة محترمة أو مع أب لديه مشاعر أو حتى جزء من العقل؟!\”.. الإجابة إن علم النفس يحتاج إلى وقفه لتبرير هذا الرخص الإنساني مع التطبيق على والدك كدراسة حالة.

(3)

معادلة الاستخاف كاملة

\”فبراير الماضى.. أطلق أمين شرطة النار على متهم إخواني بمستشفى العجوزة بدعوى استفزاز مشاعره وتوجيه الإهانات له ولأسرته ولهيئة الشرطة والقوات المسلحة والدولة وقياداتها\”.. متهم تحت التحفظ ومستشفى وبيان يدعو للضحك.. لكنه ضحك كالبكاء.. معادلة الاستخاف كاملة إذاً.. وتسألني ماذا حدث للمصريين؟!… يارجل ألا تستح؟!

(4)

بكره هكبر وأضربكوا

دعك مما سبق وأسالك: هل سمعت أو قرأت عن رفض حراس وأمناء شرطة مكلفين بتأمين متهمين سياسين.. أن يقبل أب أبنه وهو مقيد بالأسوار الحديدية، أو يعانق رجل أهله من وراء حجاب زجاجي في سجن العقرب شديد الحراسة؟! لا لا لا تجيب على السؤال.. بل أخبرني: هل رأيت دموع طفلة ذهبت لزيارة أمها مع والدها، فرفضت إدارة السجن إدخالها لأن طابور التفتيش أنهى موعد الزيارة.. ذهبت السادسة صباحاً وعادت الظهر تحمل دموعها، وإن أردت الحقيقة \”كره وغل وحقد\” لتلك البلد ولهذا النظام.. تردد في نفسها جملة الرئيس السيسى: \”بكره هكبر وأضربكوا\”.. لكن أي ضرب؟ الإجابة ستجدها \”مانشيت\” الصحف يومياً.. \”إنفجار.. قنبلة.. اغتيال\”، وهكذا.

(5)

قليل من الضحك

مايو 2014.. مندوب لحمدين في الأسكندرية انتخب المرشح السابق حمدين صباحي، هو واسرته وأصحابه في لجنة الشهيد حسين طه بعد إقتناع شديد بأهمية ودور التغيير وشعارات الثورة مستمرة وخلافه.. كان الأب يستمع لنتيجة التصويت في اللجان، فوجدها صفراً.. الأب عقب سماع النتيجة.. صمت كثيراً وظل ينظر لأبنه ثم بدون مقدمات \”راح قايم ضربه بالقلم وقاله مش قولتلك بلاش ننزل يا ابن الكلب\”.

(6)

لكنه ضحك كالبكاء

منذ أيام وقعت حادثة سرقة بأحد أحياء محافظة الجيزة.. حسناً مصر كلها مسروقه ومنهوبة.. لا جديد.. الجديد أن الشاهد الوحيد في القضية ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، طلبت منه الأسرة التي تعرضت للسرقة أن يذهب معهم لقسم الشرطة للإدلاء بشهادته التي من يكتمها آثم قلبه، لكنه رفض.. والسبب عزيزي القارئ نصاً: \”محدش فيكوا هينفعني بحاجة لو اتمسكت\”.. المدهش هو ردود وتعليقات أحد الأشخاص على \”فيسبوك\” ناصحاً الأسرة بتهديد الشاهد الإخوانجى: \”قولوله لو مشهدتش.. هنقول إنك بتدير شقتك لاجتماعات مسلحة وبتصنع قنابل.. وكده هتتسجن هتتسجن\”.

(7)

عزيزي الدكتور جلال أمين: إحنا آسفين.. لا تسأل هذا السؤال تاني إذا تكرمت؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top