في أحد الأيام كُنت ذاهبا إلى مقر شركة سيمينز بالقاهرة لإجراء مُقابلة عمل, وقتها لفت إنتباهي أحد اللافتات الدعائية للشركة الألمانية العملاقة، كان مكتوب عليها بالإنجليزية \”Individually you can achieve a lot but together possibilities are infinity” وهي تعني: \”وحدك تستطيع إنجاز الكثير، ولكن سوياً، فالأمكانيات لا نهائية\”.. لا أدري هل قرأت دُعاء سُلطان هي الأُخرى تلك العبارة أم لا، ولكني أدري أنها تُطبقها بشكل أكثر من رائع.
في عام 2008 كان ذلك الشاب الذي لم يذهب إلى الساحل الشمالي أو إلى شرم الشيخ أصلا على موعد مع أحد أجمل أيام حياته ما يزيد على العشر أيام في برلين.. \”يا إلهي برلين\”، هذا ما رددته وأنا أقوم بتأكيد الحجز وأُبلغ صديقي المصري –سابقاً- الألماني -حالياً- بميعاد وصولي الآن، سأستطيع أن أرى ذلك الشعب المُعجزة، سأنظُر كيف يعيش هؤلاء الذين طالما أعتبرتهم المرحلة الوسطية بين أهل السماء وأهل الأرض، وقد كان ما رأيته مُذهلا – شعب عادي للغاية قد نتفوق عليهم في الذكاء الفردي في بعض الأحيان، ولكنهم حتماً يتفوقون على الجميع في ذكاء الفريق– يؤمن كُل ألماني سواء كان آري الأصل أو دخيلا أنه يُمثل ترسا في ماكينة ما – يعملون بحماس ويقضون إجازاتهم بنفس الحماس.. يُخلصون في العمل بنفس ذات القدر الذي يُخلصون فيه للمُتعة.
حينما سألتهم كيف صنعتوا كُل هذا، قال لي أغلبهم: \”العمل الجماعي والقيمة المُضافة وهي تعني أن كُل عمل فردي يُعطي قيمة مُضافة للعمل الجماعي، لأن الفرد الواحد لا يستطيع أن يصنع المُعجزات\”.
أن تستغل الموارد الموجودة لديك فهو شيء جيد، ولكن أن تُحقق الاستغلال الأمثل للموارد، فهو أمر رائع.
وبنظرة على الموارد المُتاحة لقائدة الأوركسترا، سنجد أنها شبكة علاقات جيدة مع أفضل كُتاب جيلنا.. رؤية تحريرية ناضجة, قُدرة على الانتقاء والاختيار من بين العديد من المقالات، والأهم هو قُدرة على صُنع نظام أو سياسة والالتزام بها.. إدراك للُغة العصر وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، وإيمان عميق بأهمية إثراء المُحتوى العربي.. عفواً هذا ما رأيته من زائد18، فحقيقة الأمر أنني لا أعرف مُؤسِسة الموقع \”دُعاء سُلطان\” معرفة شخصية من الأساس.
أُمة اقرأ لا تقرأ، ولكنها أيضاً لا تكُتب، أو تكُتب ولا تجد من ينشُر، فتخيل يا عزيزي أن حجم المُحتوى الرقمي العربي بكُل ما يتضمنه من مقاطع مصورة ومسموعة ومقالات منشورة وكُتب وتراجم، لا يتجاوز نسبة 3% من حجم المُحتوى الرقمي العالمي، على أن تعلم يا عزيزي أن هُناك لُغات لا يتجاوز عدد مُستخدميها رُبع عدد مُستخدمي العربية، ومع ذلك المُحتوى الرقمي لها نسبته تتجاوز نسبة محتوانا بأضعاف! هل تعلم أن زائد18 قدم الفُرصة للعديد من الكُتاب أن يُسهموا في إثراء المحتوى العربي الرقمي، ليس فقط كماً، ولكن أيضاً كيفاً، فهُناك سياسة تحريرية منطقية وفعالة تعرف كيف تُفرق بين ما هو غث وما هو مُفيد وما هو يستحق النشر وما يستحق الاعتذار.
لماذا أكتب ذلك الكلام؟
أولا: لأنني من المُهتمين بإثراء المُحتوى العربي الرقمي.
ثانيا: لأنني أثلج صدري فوز الموقع الذي تشرفت بأن نشر لي ثلاث مقالات بجائزة عالمية، للصدفة من مؤسسة إعلامية ألمانية ذات مصداقية كبيرة.
ثالثاً: لأنني أُحب أن أُثني على المُجيد وأن أمنحه التقدير الذي يستحقه، لأننا دائماً نبحث عن التقدير والشعور بالامتنان، فهو عادة ما يدفعنا إلى تقديم المزيد من الجُهد للحفاظ على ما وصلنا له، و ليس فقط، بل التطوير المُستمر.
مع زائد18.. ستجد نُخبة من ألمع إعلاميي وأُدباء المُستقبل وأمل الصحافة المصرية، يتكلمون ويكتبون، ولك الحق أن تقرأ وأن تستفيد، ولك الحق أن تعترض أو تعرض وجهة نظر مُخالفة، ولك الحق أن تنشُر ما أعجبك هُنا.
مع زائد18 ستجد بعضا من الحُرية والكثير من الإنسانية، والأهم أنك ستجد ما يستحق قراءته.
شُكراً زائد18، وشكراً دُعاء سُلطان، ونعم.. \”سوياً الأمكانيات لا نهائية\”.