القطر مشواره حدوتة وقصة طويلة، وأنت راكب سرحان في خيالك من شباكه والذكريات تداعبك والمستقبل يقلقك.. طريقه مرعب، لكنه مستقيم، وده أجمل ما فيه، أسمه قشاش، لأنه بطىء، شبه حكايتنا.. وحكايتنا 5 سنين، ولسه مستمرة.
الإنطلاقة يناير2011:
مع بداية أول انذار من قشاش 25 وصرخة صوت \”ولا عادلى ولا حبيب.. ارحل يا وزير التعذيب…\”، إذ يصاب حراسه بدهشة كبر.. تجمعنا كروح وجسد واحد ضد القهر.. لم اسمع أحدا يسأل: إنت ليبرالي، يسارى، إخوانى.. الانتماء للهدف والروح الموجودة أعلى من أى خازوق أيدلوجى موجود على سطح الأرض.. دامت تلك الروح بيننا حتى تنحى واجهة النظام الأول، وترك الميادين بفرحة غاشمة دون الرؤية بعمق لمن تولى الحكم، وبالأصح دون النظر بعين سياسة أحفاد البنا ورضائهم وتحالفهم مع من يحكم، وتخوين وشيطنة كل من لم يرض عن ذلك.
بالتأكيد هي محطة فارقة في تحويل القطار من ديزل لقشاش، وقتها كل شلة من 4 أشخاص، خامسهم إخوانى (مندس) افتتحوا حزبا وحركة، وكلٌ مشغول في اجتماعاته وبياناته.. الوقت الذى يخطط فيه مجلس مبارك لانشغال الرأى العام عن الهدف الرئيسى.. الوقت الذى تحول فيه البعض من أهداف ثورية لأهداف حزبية وسياسية، والتمسك بانتخابات مجلس شعب، وعدم الالتفات لدماء تروى محيط التحرير، لمن يصرخ \” يسقط يسقط حكم العسكر\”.
المحطة الأولى 2012:
في بداية يناير الجولة الثانية من الانتخابات المذكورة، وحصول الحرية والعدالة على 40% من المقاعد، المنتصف من نفس الشهر انسحاب البرادعى من الترشح للرئاسة، ثم ذكرى 25 وضوضاء الهتاف بين (اسقاط حكم العسكر والتغطية عليه بصوت القرآن)، وبعدها مشاجرات بين الطرفين.. نهاية الشهر انتخابات الشورى، وانتهى أول شهر من السنة لبداية فبراير الأسود 1- فبراير.. ذكرى موقعة الجمل، وفى نفس اليوم أحداث ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها أطهر وأجمل شباب في مصر.. أكبر كارثة كروية في تاريخ مصر، وهو أكثر حدث دموى مؤثر منذ قيام الثورة، استمر من اهتم بالمنصب في هدفه وتم انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب في بداية مارس، وبعدها اعتصام شباب أولتراس أهلاوى أمام مجلس الشعب مطالبين المجلس بالقصاص لأخوتهم، رافعين صور شهدائهم هاتفين:
دبرولنا المؤامرة دبرولنا المستحيل
قتلوا أغلى الصحاب قتلوا حلم السنين
فى بورسعيد ضحايا شافوا الغدر قبل الممات
شافوا نظام خير ما بين حكمه والفوضى فى البلاد
كان فاكر حكمه يوم هيخليه فى أعلى مكان
والشعب الثورى يركع للعسكر زى زمان
اطلق فى كلابك كمان والفوضى فى كل مكان
مرت بعد ذلك شهور، تم خلالها إعداد أوراق ترشح الرئاسة والموافقة على جميع المرشحين، والتصفية بين مرسى وشفيق، وفوز مرسى بنسبة 51.7 % ، تولى العياط الحكم في 30 يونيو.. المحطة الأولى بجميع احداثها من وفاة عمر سليمان والبابا شنودة والإعلان الدستورى وتكريم طنطاوى وعنان وذكرى محمد محمود وسقوط شهداء، هي أكبر شرخ في قضبان سير القطار.
المحطة الثانية 2013:
هي محطة الغباء والعناد الذى أجبر عودة القطار للنقطة صفر، كانت بها غباء إدارى من مرسى ومعاونيه، وفقدان الثقة بكل من هو خارج الجماعة، ناهيك عن استغلال كل من هو مؤمن بفكر الإخوان في المؤسسات والهيئات، ووعودهم بتولى مناصب داخل مؤسساتهم، مع تولى مناصب النقابات، ومن جهة أخرى افتعال أزمات من الأجهزة السيادية بالدولة.
لم يقدر مرسى وأعوانه على التصدي لتلك المؤامرات.. أدى إلى شحن عناد ثورى ضد السلطة المنتخبة كانت بدايتها حرق مقرات الإخوان بالإسكندرية، وأشهرها أحداث الاتحادية والمقطم، وبعدها دعوات تمرد لعزل الرئيس.
لبى الشعب النداء ونزل من انتخب مرسى قبل معارضيه في 30 يونيو. كان للإعلام الدور الرئيسى في كراهية الشعب للإخوان، وقام بتنفيذ التعليمات على أكمل وجه، وتم بالفعل عزل مرسى، وتولى عدلى منصور يوم 4 يوليو بمؤامرة جنرالات ورضاء شعبى.
قبل عزل مرسى وجه خطابا لأنصاره بالتمسك بالشرعية، قام على إثره القيام بتظاهرات واعتصامات رابعة والنهضة والحرس الجمهورى، أدت إلى مقتل مئات من المؤيدين، واعتبرت رابعة العدوية مجزرة لا يختلف عليها إنسان.
المحطة الثالثة 2014.. محطة الحفر عالناشف:
وقت تولى عدلى منصور رئاسة الجمهورية، وهو رئيس المحكمة الدستورية، وحل مجلس الشعب، اصبح يتمتع بثلاث سلطات (قضائية-تشريعية- تنفيذية)، وقد اصدر قانون التظاهر في بداية حكمه، ومرت فترة تولى عدلى منصور للرئاسة بهدوء تام كمنصب، حتى من الممكن في المستقبل القريب أن تنسى الأجيال، أنه كان رئيسا، وتمت من بعدها انتخابات رئاسية، فاز بها الجنرال عبد الفتاح السيسى بعد استقالته من منصبه كوزير للدفاع، ومن أهم مشاريعه الاقتصادية الحفر على الناشف بقناة السويس، لعمل توسعة بالقناة.. لا تخلو هذه المحطة من إحياء ذكرى يناير، وتمت بها اعتقالات لعدد كبير من النشطاء، ومن قبلها أول قضية لقانون التظاهر والمعروفة بقضية مجلس الشورى.
المحطة الرابعة 2015.. عودة القمع:
في يناير 2015، لم يحى الذكرى سوى مؤيدي مرسى، وتم تلفيق تهم ومحاكمات لأغلب الشخصيات البارزة من شباب الثورة طوال العام، ومزيد من الانتقام من الإخوان المسلمين، وتعذيب وخطف، وإن كان الإخوان هم أكثر فصيل يتم قمعه، وتعذيبه، فيأتى في المرتبة الثانية الإشتراكيون الثوريون، فهى أكثر حركة شبابية بها عدد معتقلين داخل سجون الفاشية، والأكثر وعيا بالثورة، ومازال القمع مستمرا.
المحطة الخامسة.. إيه الحل:
خمس سنوات مرت.. كم ثائر ولد من جديد؟ كم ثائر اصبح أبا لثائر؟ خمس سنوات غيرت أجيال بالكامل.. لو قرأت لحد هنا، وشايف إن كل المحطات اللى فاتت ماحققتش حاجة.. ارجوك حافظ على نفسك ووعى اللى حواليك، إننا نوصل لهدف.. القطار لسه ماشى، واكيد هيوصل للمحطة الأخيرة، وتتحقق كل أهدافنا، بس لازم نكون مؤمنين بالحلم، ولازم المصالحة والوحدة بين كل أطياف الشعب، دون إقصاء أحد، ونشر وعى الثورة داخل المؤسسات والهيئات والوزارات، وعلى كل فرد مؤمن بالثورة أن يطور من نفسه، ويجدد أفكاره لمحاربه قمع وفساد الأنظمة بتطور حديث، وليكن جيل الثورة قادر على الإدارة.
كن مؤمنا بالثورة – حافظ على نفسك والأخرين – الهدف الرئيسى.. الثورة تحكم لتحقيق كل الأهداف الفرعية.
بكرة الثورة تشيل ماتخلى.