محمد علي كمال يكتب: الهندرة جابتنا.. ورا!

في بداية التسعينيات، تحديدا 1992 زلزال يهز صلب مصر من القاهرة إلى النجوع، وعجلة الزمن تدور بنا للخلف لربط أحداث الماضي بالمستقبل الحالي، وفي نفس العام يطلق كاتبان أمريكان هم (مايكل هامر وجيمس شامبي) مصطلح (الهندرة)، وهو ربط بين كلمتي الهندسىة والإدارة، والمعنى الصريح للكلمة هو:

بناء جديد من نقطة الصفر، وليس إصلاح وترميم وضع متهالك، أو إجراء دهانات تجميلية وتترك البنى الأساسية كما كانت عليه، كما لا يعني ترقيع ثقوب النظم السارية لكي تعمل بصورة أفضل، وإنما تعني التغيير الجذري في إجراءات العمل القديمة الراسخة والتفكير بصورة جديدة ومختلفة في منظومة الإدارة والتنظيم وتجديد استراتيجية الهيئات بالفكر التكنولوجي الحديث والاستعانة بروح الشباب.

عند ربط مصطلح التسعينيات بما يحدث في إدارة مصر حاليا وبعد وعود فخامة السيد الرئيس بمحاربة الفساد والقضاء عليه  في كل خطاباته الشهرية مرارا وتكرارا، وبملامسة واقع الأحداث التي تدور حولنا وعند البحث عن تنفيذ خطابات معاليه الشهرية، تجد نفسك أمام فيلم خيال علمي يعرض شهريا، يستحيل تحقيقه ويؤكد على ذلك ظهور المستشار/هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في الفضائيات وتصريحاته الصحفية بتقديم  (933 بلاغا ضد فساد أجهزة بالدولة شملت هذه التقارير رئاسة الجمهورية والمستشارين داخل الأجهزة الخاضعة لرقابة الجهاز وقطاع النقل البحري وقطاع البترول.. لم يحقق فيها) يظهر علينا بعدها في شاشات التليفزيون المدعين بحق الولاء لمبارك (الزند وفريد الديب) ليعرضوا إقرار قانون عزل جنينة من منصبه حتى لو لم يسمح الدستور، فالسلطة التشريعية تسمح، وهي الرئيس، وبالفعل قد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار بالقانون رقم 89 لسنة 2015، بشأن حالات إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم،

وهو ما تعارض مع أراء القوى المدنية والشبابية الملوح بها ودعموا هشام جنينة، وقد تصدر هاشتاج #أدعم_هشام_جنينة الصدارة في الأيام الماضية، وأيضا أشار بعض المستشارين والقضاة إلى أن ما يحدث خارج القانون وتعد صارخ عليه، وأود أن استشهد بـ السيد المستشار فؤا راشد الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة فيما قاله على حسابه الشخصي:

عندما تولى السيسي الرئاسة في أولى خطاباته، استشهد بثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأنه سيعمل على تحقيق مطالبهم وأولهم العيش – الحرية – العدلة الاجتماعية.

أي ثورة تقسمون بها وأية مطالب؟! أكنتم تقصدون تآمر الشباب وتخوينهم واتهامهم بالقضية التي سميتموها 250، والتي ملخصها تلفيق قضية لكل من ساهم بـ 25 يناير.. ناهيك عن حذف الأرشيف الإلكتروني للصحف لكل ما اصدر عن ثورة يناير بداية من 2011 حتى 2013، إنما الثورة أرشيف محفور بقلوب كل من شارك فيها، لكن يظل التاريخ من الغنائم، يستحوذ عليه الحاكم بالسلاح.

عند التوجهة بمواجهة أحد مؤيدينك بالنقاش عن الأخطاء، بل والفشل وبالأخص الشئون المعنوية الإلكترونية التي تقابلنا يوميا في حياتنا، أو كما قال قائد حملتك الانتخابية حازم عبد العظيم:

\”لا استبعد هاشتاجات الشئون المعنوية المفضوحة تعمل حملة لإلغاء الدستور لكي يصبح الدستور والقانون والدولة هو الرئيس\”، وتصبح ردودهم غير المقنعة والمفتعلة.. السيسي يحارب الارهاب ونغمات متتالية من مصر مش سوريا والعراق، وبأي آلاء السيسي تكذبان!

في عهد السيسي.. الهندرة جابتنا ورا.. من المفترض بعد ثورة عظيمة استشهد بعظمتها دول عظمى، أن يحدث تغيير جذري في إدارة الدولة وتولي الشباب وسماع أفكارهم وتطور البلد كليا، على العكس تماما مما يحدث حاليا، فنحن نرجع لأسوأ مما كان قبل يناير، وأسوأ من الدولة البوليسية في عهد مبارك، فإن كانت الاستخبارات والجهات الخارجية -كما يدعي البعض- تشاركان فقط لإسقاط آل مبارك فقط ضد التوريث وأنها مؤامرة! فأنتم الذين تآمرتم، وما ذنب شاب مثلي حلم بالتغيير للأفضل داخل بلده؟ نعم نحن نبدو قلة، لكننا الأكثر في وحدتنا.. نحن أصحاب الحق وانتم تعلمون أن صوتنا الأعلى وحلمنا غير قابل للهزيمة وقابل للتوريث.

السادة السلطة التشريعية / السادة السلطة التنفيذية / السادة السلطة العسكرية / السادة السلطة القضائية / السادة السلطة الاقتصادية / السادة السلطة الإعلامية.. كل السلطات بقبضة يد رجل واحد، ويحدثنا – شهريا- عن الفساد!

الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة.

الارهاب أنت اللي زرعته.. ذليت الشعب وجوعته.

الفساد أنت بتحميه.. وحبست شبابنا وضيعته.

في النهاية.. تحيا مصر بصوت وكلمات الفنان نجاح الموجي في فيلم \”التحويلة\”.. تحيا مصر، وتحيا تحيا في كل ناحية.. الكل قال تحيا مصر في المزارع والمصانع والجبال.. بس أنتم سبوها تحيا، وهي تحيا وتبقى عال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top