محمد علي كمال يكتب: التعاقد مع مدرب أجنبي لإدارة شئون البلاد

دايما إحنا كمصريين، عندنا عقدة الخواجة، ودي بتظهر عند أى شخص فور احتياجه لأى سلعة ضرورية كانت أو ترفيهية، المهم تكون صنع في بلاد بره، وأقرب مشهد للموضوع مباراة القمة الأخيرة أثناء تعليق المعلق مدحت شلبى عن الحكم الأجنبى طوال المباراة، وأنه أفضل من المصرى، لأنه في الشدة شديد وفى القوة قوى.

بدايةً أود أن أتقدم بخالص الشكر والتحية للسيد وزير النقل وجميع المسئولين بالوزارة لبذل مجهودات جبارة في الفشل، منذ توليهم وحتى إعلان إقرار تعاقدهم مع شركة عالمية لإدارة السكة الحديد، لأنهم فاشلون، وذلك عن لسان المتحدث الرسمي للوزارة!

لكن الحقيقة الوزارة كان عندها رؤية مستقبلية للموضوع، لأن بعد إعلان فشلهم بأيام، انقلب قطار بنى سويف، وصورة الحادث كانت قمة في الدهشة لمشاهديها وسؤال يراوغ فكر كل المشاهدين.. إزاى ده حصل؟

في العموم فكرة الاستثمار ليست خاطئة مادامت نتائجها للصالح العام وللشعب، وتساعد في خدمة الوطن، أما المشكلة الرئيسية هي الفشل لوزارة داخل حكومة تدير وطنا تعترف بالفشل، فالحل لديها تولى شركة أجنبية الإدارة.. هو أنتم المفروض شغلتكم إيه؟ ولما أنتم فاشلون في الإدارة، مستمرين على كراسيكم ليه؟ جميع الوزراء والمستشارين ومعاونيهم سافروا لكل البلاد الأوروبية والعربية المتطورة، ألا يوجد منهم شخص واحد عنده الفكر لتطبيق تجربة سفره في إدارة نقل المواصلات وغيره داخل مصر؟! دي كارثة.

في القارة المجاورة توجد مدينة صغيرة اسمها دبى، وهى الأكثر تطورا في جميع المجالات بمنطقة الشرق الأوسط، يحكمها محمد بن راشد الذى شكل حكومة جديدة منذ عدة أيام اغلبها من الشباب، وقد أعلن على تويتر احتياج الوزارت لشباب خريجين جامعات حديثا.. هنا يسأل كل دولجى (مؤيد لنظام الدولة بشكل مستمر) إن شباب حكومة دبى حاصلين على مؤهلات بكالريوس من نيويورك وماجيستير من جامعة أكسفورد، مقارنةً بالشباب المصرى اللي قدراته محدودة وتنحسر في لعبة كاندى كراش، فالإجابة من دعم هؤلاء ماديا ومعنويا لوصولهم لهذه الشهادات وتحفيزهم في دبى؟ وأين حملة الماجيستير والدكتوراة في حكومة مصر بعد عديد من التظاهرات؟

محمد بن راشد آل مكتوم بإماراته ببتروله بأبراجه، بكل إمكانياته، قرر إنه يستعين بالشباب.. تلك التجربة المحترمة لم تلفت انتباه الجنرال عبد الفتاح السيسى لتطبيقها داخل مصر!

لو دبى مدينة صغيرة وعدد مواطنيها ضعيف مقابل كثرة مواردها، فأنت محق، لكن مقارنة بالصين فهى دولة متطورة ومنتجة وتعداد سكانها فوق المليار نسمة، والهند كذلك مقارنة بماليزيا، فهى دولة متطورة حديثا وقليلة الموارد، وأيضا تركيا واليابان.

كل هذه الدول كان لقادتها رؤية وأهداف لإدارة تطوير تلك الدول على أيدى شعوبهم وتحفيز الشعوب على الإنتاج، وعمل مشروعات قومية تفيد كل فرد من المجتمع.

في مصر مثلا، تم افتتاح مشروعات كثيرة، وآخرها كان على السجاة أو البوية الحمرا مش فارقة.. المهم أنها حمرا، لكن كم الحمار (بالفتحة أو الضمة حسب وجهة نظرك) كان واضحا في التبذير، وأثار الجميع الجدل، وغطى على الحدث الرئيسى، وهو افتتاح المشروعات.. ما هي المشروعات التي تم افتتاحها بالفيديو كونفرانس حسب مانشيت الجرائد الرسمية؟

عند كتابة جملة \”السيسى يفتتح\” في محرك البحث جوجل، سيظهر لك السيسى يفتتح مشروعات، لو كتبت بعدها رقم 1 سيظهر السيسى يفتتح 19 مشروع، لو كتبت رقم 2 يظهر 21 مشروع، أما لو كتبت رقم 3 سيظهر رقم 39.. يعنى إجمالى المشروعات في عام ونصف 79 مشروعا قوميا.. خيال علمى لم يحدث في كامل عهد مبارك.

وكل هذه المشروعات لا يوجد بها مشروع قومى واحد لتطوير السكة الحديد ولا تأمين المطارات ولا حل مشكلة الزبالة – القضاء على البطالة – انتاج فوانيس رمضان.. أي مشروع انتاجى نعبر به عن نفسنا وسط العالم!

فرق كبير بين حكومات تعمل لصالح شعوبها، وبين حكومات فاسدة تعمل لأجل مكاسب شخصية، وبعد تعيين حكومة دبى الشبابية، طلب كثير من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى تولى محمد بن راشد حكم مصر، وكان ذلك نوع من الدعابة.. من المؤكد لفت انتباه أبراج المراقبة الإلكترونية.

لكن إن كانت الحكومة تعترف بالفشل، ويجب إداراة شركات أجنبية لكل قطاع، فمن الأفضل التعاقد مع مدرب أجنبى واحد لتخفيض التكلفة، ويكون التعاقد لمدة خمس سنوات كحد أدنى، خلال هذه الفترة يتم فيها تدريب الحكومة التي يختارها على كيفية تطوير كل مجال من مجالات الدولة بأيدى عاملة مصرية، وفى ذلك يكون مقترحا لحل تساؤل السيد المناضل / حمدين صباحى في مؤتمر يوم الحرية:

\”لو قامت ثورة على هذا النظام.. سنأتى بحاكم من أين؟\”

من بره يا ريس حمدين، إن كانت هذه هي اقتراحاتكم ورؤيتكم لإدارة دولة، واعترافكم بالفشل، فاتركوا هذه المناصب لمن لديه رؤية من الشباب، لأننا لسنا بشباب عويل ليحكمنا الفاشلون أو يطورنا من هم من خارج وطننا، مصر بها شباب قادر على إنجاز وتطوير هذا البلد، لتكون رائدة بين دول العالم، لكنكم حكومات تقتلون الحلم وتعتقلون الفكر.. الشباب هم الأمل والقوى العظمى الغالبة في مصر، فلن تقوم دولة بدونهم.

تسليم الراية واجب وطنى لكل من يعمل للمصلحة العامة في هذا البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top