خبر الساعة بجد كان:
فوز أربع منظمات مدنية تونسية بجائزة نوبل للسلام!
(1)
الأربع منظمات دول اتعرفوا في تونس باسم: \”الرباعي الراعي للحوار في تونس\”, وهم:
\”الاتحاد العام التونسي للشغل\”.. \”الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية\”.. \”الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين\”.. \”الرابطة التونسية لحقوق الإنسان\”.
دول منظمات (حكوكية) زي ما بيقول بعض المتخلفين من مناصري السيسي في مصر، وكلهم (نوشتاء).. واخدلي بالك يا منافق السيسي؟
طيب عملوا إيه؟
دول حرفيا انقذوا تونس!
إزاي؟
(2)
دول عملوا انجازا تاريخيا.. هنتكلم عنه، بس قبلها لازم تفهموا حاجة مهمة.. جائزة نوبل للسلام زي بقية الجوائز، مش بتمنح لشخص، لكن بتمنح للي يعمل \”انجاز\”، سواء علمي أو سياسي أو تاريخي، وده بيكون أيا كان تاريخه ما قبل الانجاز، عشان كدة اخدها السادات وبيجين \”عشان عملوا انجاز بدل الحرب\”، وكذلك خدها عرفات ورابين \”عشان عملوا انجاز\”، وكذلك توكل كرمان \”عشان عملت انجاز بإنها بقت – في وقتها – رمزية للمرأة اليمنية\”، وكذلك البرادعي \”عشان عمل انجاز محدد بوقف احتمالية ضرب إيران وفتح محادثات\”، وكذلك أوباما \”عشان فوزه كان انجاز فتح الباب للأمريكان السود في أمريكا\”، وكذلك شيرين عبادي \”المحامية الإيرانية\”.. وهكذا لكل شخص اخذها.
بقول ده ليه في الأول؟
عشان الإخوة المتشددين بتوع دي جائزة موجهة, دي بيدوها لأي حد \”بلا بلا, إلخ إلخ..\” يفهموا النقطة دي كويس أوي.. إن الجائزة مش صك حكم بإن الشخص ده \”نبي مثلا\”، لكن إنه \”عمل انجاز تاريخي\”.. تعمل انجاز تاريخي.. بتستحق الجائزة.
طيب الرباعي دول عملوا إيه؟
(3)
عشان تفهموا دول عملوا إيه وتفهموا باختصار قيمة اللي عملوه في تونس، هقولكم: شفتوا اللي حصل في مصر؟ فاكرين؟
لما الإخوان حكموا حكم زفت, فكانت النتيجة رفضا شعبيا, وكانت النتيجة رفضهم التخلي عن السلطة, وبالتالي اللجوء للتنحية الإجبارية بتوافق الأطراف الشعبية، واللي تبعه بعد كده اعتصام رابعة والنهضة، ثم مجزرة الفض، ثم دائرة الدم الحاصلة الآن، وبيموت فيها ضباط وأبرياء ومخدوعين.. أهو كل ده كان هيحصل في تونس بحذافيره!
لأن كان عندهم حكم إخون وحصل رفض شعبي, والإخوان تشنجوا، وكان ممكن الدخول في ذات الدائرة المصرية طبعا،
لولا إن الرباعي ده طلع، وبدأ يعمل حوارا جادا حقيقيا, بنية حقيقية للوصول لنقطة وسط، أو حتى أضعف الإيمان انتقال تدريجي \”مسالم\” بدون دم.. بين حكم الإخوان وحكم ما بعدهم.
ده أدى إلى إن حزب النهضة \”إخوان تونس\” يخرج من الحكم، لكن بدون صراعات.. مش سجون وقتل وتنشنة وتعصب وجنان اللي حاصل من كل الأطراف حاليا هنا!
(4)
الرباعي ده دوره محتاج وثائقي.. مش مقالة سريعة، وانصحكم –كقراء وكتاب- تقروا عنه وتدرسوا تجربتهم وتكتبوا عنها، لأنها كانت تجربة ناس بتشتغل برؤية حقيقية، وبتبص لقدام، مش لمصلحة جماعة أو مصلحة جيش أو دولة فقط أو نظام قديم، وتروح البلد في الرجلين بين صراعات عقيمة دموية ويتخرس صوت العقل ويتسمع من ناحية أصوات حنجورية زي:
دي مؤامرة – بيهدوا الدولة – حرب على مصر – أحسن ما نبقى زي سوريا، ومن ناحية تانية أصوات حنجورية متشددة زي:
دي حرب على الدين والإسلام – مش عاوزين نكسب – دولة عميقة ومؤامرة على المنتخب.
وكل واحد عاوز يثبت نفسه ويثبت قوته وقدرته على (سحق) الآخر وعرقلته، والبلد تغور في داهية.. مش مهم! وهي البلد بتغور في داهية فعلا.. وسط اناشيد \”قادم قادم يا إسلام\” و\”تسلم الأيادي\”.
لكن يوم ما تشتغل زي الرباعي التونسي.. مؤكد هتنهض.
(5)
أما في مصر، فلدينا بعض السذج من هواة عبادة السيسي ويقولون: إن السيسي انقذ مصر من الإخوان!
وفي الحقيقة أن السيسي ما تحركش غير بعد مظاهرات شعبية كبيرة وضخمة ضد الإخوان، لكن قبلها كان بيضرب التحية العسكرية ليهم عادي، ولو كان جه يوم 30 يونيو بدون مظاهرات أو حشد ضعيف أو الناس كسلت عشان حر، كان هيستمر في ضرب التحية العسكرية ليهم، ومش بعيد كان يقمع المتظاهرين القليلين عادي جدا، زي ما حصل في رابعة كان يعملها في ميدان التحرير.
اللي اكتشفناه لاحقا إن الصراع كان لمصلحته وللسلطة والتكويش والقمع والديكتاتورية, وإن خلف قيصر كان فيه قيصر جديد، وإوعى تقولي أي حاجة غير كده.
بص ع المسجونين وعلى أصوات النفاق، وعلى شتم وقمع أي صوت ورأي معترض أو تشويهه أو سحله أو سجنه، وأنت تعرف إن إحنا بقينا في عهد أسوأ من أيام مبارك.. إحنا في سواد السواد!
والأسود من كده، منافقينه اللي مصرين إن الحياة بمبي، وإن اللي يقول غير كده هما الخونة!
بقى كل واحد يقول رأيه ويقول ما ينفعش.. السكة غلط، يبقى خاين وكلب؟!
وده بالضبط زي أيام الإخوان، لما كان كل حد يعترض، يبقى كافر وعلماني وكلب.. فين الفرق؟!
(6)
لكن في تونس، هي اللي تستحق يتقال على الرباعي دول فيها: الرباعي التونسي انقذ تونس من نفق مظلم.. دخلت فيه مصر، والله اعلم هنخرج منه يا مصر ولا لأ.
عشان طول ما دول اللي حاكمين، وطول ما اللي بيشجعوهم البهايم دول.. انسي تشوف لها قومة.
الخلاصة:
يا ريت ندرس التجربة دي، وبدل ما نقعد نقول: مش أحسن ما نبقى زي العراق وسوريا؟
نقول:
ليه ما تبقوش زي تونس مثلا؟
تونس اللي فيها \”النوشتاء والحكوكيين\” اللي بيشتموهم أنصار السيسي ليل نهار.. انقذوا بلدهم فعلا، لأنهم دايما بيكونوا ناس قلبها على البلد رغم كل التشويه وكل القذارات اللي بيتعرضوا لها.. لأنهم حاجة اسمه: مجتمع مدني، ولأن البلد مش محتاجة قائد عسكري مش عارف يمنع الارهاب حتى، ولا يحل الاقتصاد، ومش فالح غير يفرض ضرايب مجنونة زي ضريبة فلوس وأنت سايب البلد وبتهج منها.
البلد محتاجة عشان تنهض.. مجتمع مدني.. اللي بتموتوه بشتايمكم تخوينكم وقمعكم.. يا جهلة!
و لهذا نقول:
بسم الله الرحمن الرحيم:
الإجابة دايما تونس.