هو لازم أنزل؟ أكيد لأ طبعا مش نازل 25 يناير دي, حتى لو كنت نزلت 25 يناير 2011 .. الثورة الأصل واليوم الأعظم.. وده طبعا مع احترامي لكل واحد هينزل, و تقديري لو كان هدفه إنه ينزل دفاعا عن حق أو مطلب عادل فى حياة كريمة وحرية وكرامة, وده يحترم في أي يوم سواء 25 أو غير 25.
بس أنا مقتنع إن عملية استعادة التاريخ عبثية, أيوة التاريخ بيكرر نفسه ساعات، لأن الحكام أغبياء ومش بيتعلموا, وسواء مبارك أو مرسي أو السيسي , كل واحد فاكر نفسه فكيك وهيعرف يحكم ويسيطر من غير ديمقراطية، بس بمسكة أصيع، ويتنفخ فى الآخر بعد ما يتنفخ الشعب وينفخه.
لكن عملية استعادة التاريخ أو لحظة بعينها عبثية وغير ممكنة، لو مش مصدقني تعالى أفكرك بحاجة لسه حاصلة السنوات اللى فاتت, فاكر يوم 6 أبريل 2008؟ مش بتكلم عن الحركة بتكلم عن اليوم نفسه.
قبلها:
كان كل الناس بما فيهم اللي دعوا لليوم، مش متوقعين يحصل حاجة.
لكن:
حصل يومها اللي حصل في المحلة والدنيا اتقلبت, كانت بروفة صغيرة للي هيحصل بعد كده.. بس مش ده المهم.
المهم:
إن بعدها فضل اللي دعوا لليوم والمناضلين السياسيين يعملوا دعوة في السنة اللي بعدها 2009 ثم 2010.
بقوا بيحاولوا – برضه – استعادة نفس اللحظة التاريخية, وطبعا ده ما حصلش، لأن استعادة لحظة بعينها فى ذات اليوم مستحيلة.
و بعدها نفس الشيء فى يوم الثورة 25 يناير 2011.
قبلها:
كان كل الناس بما فيهم اللي دعوا لليوم، مش متوقعين يحصل حاجة ! (برضه؟ أيوة طبعا!)
– طب حتى اتذكر كويس إن قبلها بأسبوع الصديق الجميل د. مصطفى النجار (منسق حملة البرادعي وقتها)، كان رافض في مقال شهير تسميتها (ثورة)، عشان في حالة لو مانزلش حد، ما يحصلش ابتذال للكلمة ذاتها، أو يحصل احباط.. يعني الأغلبية ما كانوش متوقعين بما فيهم دعاة اليوم ذاته أصلا.
لكن:
حصل يومها أجمل ثورة في تاريخ مصر, ثورة حقيقية, وعشان كده كل واحد (وسخ) سواء وسخ في عقله أو وسخ في ذمته أو دماغه أو أخلاقه, بيقول عليها أو مصدق إنها مؤامرة.
بس مش ده المهم..
المهم:
إن بعدها فضل اللي دعوا لليوم والثوار، يحاولوا استعادة 25 يناير في 2012 و 2013 و 2014 و 2015!!
هو ما حدش بيقرا التاريخ خالص؟! طب التاريخ القريب اللي عشناه حتى؟!
آه أكيد نظام السيسي كسياسات و أفكار مش هيستمر مع الوقت , لأنه ضد التطور الطبيعي للبشرية … و لو محصلش تطور هيسقط حتما أو يزول أو يتغير (أنا متيقن من كده زي ما أنت متيقن من إنك شايف إيدك دلوقتي)
وأيوة أكيد أي واحد ماشي بالقمع والقتل والسيطرة، دي دلالة هشاشة وضعف، مش قوة مسنودة لشعبية بجد.
وأيوة أكيد الفترة المكارثية اللي إحنا فيها دي ومحاكم التفتيش على الضمير والتخوين والقتل باسم الوطنية، والتكفير والقتل باسم الدين، هتعدي بالطول والعرض والارتفاع, ياما دقت في أي تاريخ بلد فترات زي كده وأسود من كده كمان, وعدت وخلصت, مهما كان الثمن.
لكن الثورة الجاية أكيد.. مش هتحصل في يناير.
جايز في ديسمبر.. جايز في نوفمبر.. أو جايز – مثلا – في سبتمبر.
لكن في يناير؟ مش متوقع إنها تحصل.
لأن ببساطة: ماحدش يلعب دورين شطرنج ورا بعض بنفس الخطة والتسلسل والوقت، ويتوقع إنه يكسب، إلا لو كان بيلاعب جحش ببساطة!
ولأن ببساطة:
يناير هتفضل ذكرى لثورة عظيمة عاشت، وما زالت موجودة في قلوبنا، هتفضل عايشة راسها مرفوعة ما تقبلش أصلا اعتراف من أشكال قذرة الضمير والعقل والقلب والروح، واتوسخت بكل قذارات الدنيا.. وهتفضل عايشة وبتستغل الأيام دي، عشان تنقي صفوفها من كل عبيط كان بيحاول يتمحك فيها، ويعمل فيها ثوري، وهو ولا حاجة, وكان مع الهوجة والتيار واتجاه الريح والرايجة.
هتفضل عايشة وهترجعلهم تاني زي العنقاء كده..
بس مش في يناير يا عمنا.. ولا إنت شايف إيه؟