محمد عدلي يكتب: كيف يخسر مكي رصيده بشياكة؟

منذ انفصال الثلاثي (أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد) والمقارنات تعقد بين الأعمال التي يقدمها كل منهم بعدما نشبت الخلافات وقرروا الانفصال الفني، بداية من موسم عيد الأضحى الماضي والذي تفوق فيه فهمي بفيلم \” كلب بلدي\” على شيكو وهشام ماجد اللذين قدما \”حملة فريزر\”، حتى الموسم الرمضاني الذي يقدم فيه فهمي مسلسل \”ريّح المدام\” ويقدم هشام وشيكو مسلسل \”خلصانة بشياكة\”
لا يتوانى فهمي في كل لقاء تلفزيوني له عن الحديث عن استحالة التعاون مرة أخرى مع هشام وشيكو ليبدأ كل طرف في البحث عن مصالحه ونهش أكبر جزء من جثة الشراكة الفنية التي أحب فيها الجمهور الثلاثي معا خصوصا في \”سمير وشهير وبهير\” و\”الحرب العالمية الثالثة\” لتبدأ الرؤية في الوضوح بعد أن اختار فهمي أكرم حسني ليشاركه البطولة الثانية ونجد ممثلا كوميديا بحجم أحمد مكي يشارك هشام وشيكو مسلسل \”خلصانة بشياكة\”.

أحمد مكي الذي اشتهر بـ\”إتش دبور\” وإفيهاته الشبابية التي انتشترت وسط أبناء جيله منذ ظهوره في ست كوم \”تامر وشوقية\” ليصبح بعدها النجم الكوميدي الأول في مصر والذي تحقق أعماله نجاحات ساحقة وإيرادات ضخمة.

يملك مكي موهبة الربط الجيد بين الشخصيات التي يقدمها في أعماله المختلفة، تشعر وكأنه يغزل من نفس القماش مع اختلاف طريقة التقديم، قدم إتش دبور بإفيهات وأشكال مختلفة في 3 أعمال \”مرجان أحمد مرجان، تامر وشوقية، إتش دبور\” وقدم شخصية الكبير في \”طير أنت\” ومسلسل \”الكبير أوي\”، كذلك قدم \”حزلقوم\” في \”لا تراجع ولا استسلام\” ومسلسل \”الكبير أوي\” وهو ما يجعل لكل شخصية من هؤلاء تاريخا ورصيدا فنيا لدى الجمهور الذي يراهن عليه مكي دائما، إلا أن الإيرادات أحيانا تخدع الممثل وينسى أن الجمهور يتقبل البساطة وليس الاستسهال، وهو الفخ الذي وقع فيه مكي بداية من فيلم \”سينما علي بابا\” ثم فيلم \”سمير أبو النيل\” الذي فشل بشكل ملحوظ، نهاية للجزء الأخير من مسلسل \”الكبير أوي\”، والذي أصر على تقديمه رغم اعتذار عدد من أبطال الأجزاء السابقة والذين كانوا سببا رئيسيا في نجاح المسلسل ليبعتد بعدها تماما لمدة تزيد عن العام.
توقعت أن انضمام مكي للثنائي هشام وشيكو كان بمثابة فرصة جيدة لهم جميعا، مشاركة فنان بحجم مكي عمل تلفزيوني يضمن نسبة مشاهدة كبيرة وفي نفس الوقت يحاول مكي الخروج من سجن الشخصيات التي تعود على تقديمها للجمهور، ليخرج لنا مسلسل \”خلصانة بشياكة\” رمضان الحالي، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول حرب بين الرجال والنساء في عام 2041 تنشأ من خلالها أحداث ومواقف كوميدية، ولكن المخيب للآمال أنه بالفعل لا توجد أحداث، إيقاع بطيء لأحداث لا تتحرك وليس لها صلة بفكرة المسلسل، تأخذك الحلقات لموضوعات فرعية وإفيهات مصطنعة بعيدة عن الموضوع الرئيسي، على الرغم من الفكرة الجيدة التي قد تولد كوميديا وضحكا أكثر مما قدمته الحلقات السابقة.

تشعر وأن هناك سباقا على الإفيه وأن كل طرف يحاول أن يجّود على الطرف الآخر لتخرج النتيجة عبارة عن عدد من الإسكتشات غير المترابطة والتي يحاول أبطالها إضحاك الجمهور بالعافية، على الرغم من خفة ظل الأبطال الثلاثة، إلا أن وجودهم سويا يشبه الأكلة ناقصة المقادير أو ما يطلقون عليها \”مفيش بينهم كيميا\”.

سيناريو يعتمد على كوميديا الألفاظ دون بناء درامي للمواقف، فقط الاعتماد على خفة ظل الأبطال بمساعدة بعض شباب \”مسرح مصر\” وأيقونة النحت الدرامي بيومي فؤاد، خلطة يلجأ إليها الكثير من الفنانين لتقديم عمل كوميدي ينال إعجاب الجمهور، وهو ما لم يحدث.

الرهان على سذاجة الجمهور وإعجابه بإفيهات غير مرتبطة بأحداث لا ينجح كل مرة، وهو ما جعل التفوق لصالح أعمال كوميدية أخرى حتى وإن كان مستواها غير مبهر، لكنها حققت الحد الأدنى من تقديم تطور في الأحداث وخلق الضحك من رحم المواقف.

أعتقد أن كتابة وتقديم كوميديا جيدة لا يقل أهمية عن كتابة فيلم تاريخي، خصوصا وأن الفن يقدم لنا فنانا كوميديا حقيقيا كل فترة بعيدة وبالتالي يجب على مكي الذي قدم \”دكتور بهيج وإتش دبور\” وعددا من الشخصيات التي مازالت في ذاكرة جمهوره من الشباب -وأنا واحد منهم- ألا يقبل أن يكون كمالة عدد في فريق قرر أحد أعضائه الانفصال عنه وأن يعود لتقديم أفكاره المبتكرة من جديد حتى لا يخسر جمهوره ورصيده بمنتهى الشياكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top