يصفني البعض بأنني حاد في ردود أفعالي، لا أفاوض على راحتي النفسية مقابل قطع علاقة أيا كانت مدتها، احاول أن اكسب دائما نفسي مقابل خسارة الآخرين.
إن كان يعتبرها البعض اتهامات فأنا معترف بها دون أي ضغوط أو محاكمة، التهمة حقيقية وارتكبها فور شعوري بأن الذي أمامي سواء صديق أو حبيبة يفعل متعمدا ما يسئ لي مراهنا على مقدار حبه في قلبي، ينتهي الأمر في وقتها دون التفكير في توابع الأمور التي قد تبدو كارثية، لكنها لن تكون أكثر كارثية من خسارة نفسي.
مع توالي الخسائر وطلب الفرصة الثانية، حاولت ثم فشلت ثم حاولت مرة أخرى وقبل أن أقرر فشلي أو نجاحي فكرت في مفهوم إعطاء فرصة أخرى لتصحيح مسار علاقة ما أو خطأ ارتكبه أحدهم في حقك، هل للفرصة الثانية فعلا مفعول السحر في تنقيح ما تم من أخطاء وما تقطع من روابط في علاقات استمرت لسنوات؟
نتعلم من أخطاء الماضي بالفعل أم نكررها بأساليب ومناهج مختلفة؟
سؤال يحمل إجابتين، كلاهما أصعب من الأخرى، إعطاء الفرصة لمن لا يستحق قد يعطيه الضوء الأخضر لاقتراف نفس الأخطاء ثانية بل والتمادي في حقك باعتبار أن \”قلبك كبير وبتسامح وهتسامح كل مرة\” ولو حتى منحتها لشخص يقدر قيمة تلك الفرصة، عليك أيضا أن تبذل مجهودا لنسيان ما جرى وترتيب أثاث قلبك مرة أخرى، إذن ستدفع من رصيد راحتك النفسية ثمنا لأخطاء غيرك.
عدم إعطاء فرصة أخرى وعملا بمقولة أم كلثوم \”قول الزمان ارجع يا زمان\” يضعك في خانة القلب الأسود الذي لا ينسى ولا يسامح، تصبح مخيفا لمن حولك لأنك ببساطة \”ملكش عزيز\”، ينتقدون دائما قسوة قلبك وقدرتك على الابتعاد في أي لحظة لأسباب قد يراها البعض تافهة وهي التي تركت في قلبك ندبات وجرحا عظيما، لو يعلمون.
سواء منحت الفرصة أن لا، فأنت من ستدفع ثمنها وحدك، نسيانك لما حدث في حقك قد يسهل تكرار ما حدث مرات ومرات، المغفرة صفة إلهية يقابلها البشر أحيانا بالمعصية المتكررة، ولأن الله يعلم جيدا طبيعة البشر يغفر مرات ومرات، لكنه الله، أنت بشر ولك طاقة معينة، السماح المشروط هو الحل الأمثل، اغفر وانسى، لكن لا تغفر لشخص واحد مرتين، لا تكن قاسي القلب ولكن أيضا لا تجعل قلبك قلبا مستباحا.