محمد عبد المنعم يكتب: شيطان العرب ودماؤنا التى لا تجف

ما يزيد عن ألف سنة الآن ودماؤنا العربية لا تجف، ألم يمل الشيطان من رؤية دمائنا مسفوكة هنا وهناك، ألم يرعبه صرخة أم على ولدها، أليس لديه أدنى شرف ليترك فتاة تُغتصب أمام ضحكات الغزاة.

ما أدهشني أن الشيطان أجابنى بأنه بريء من دمائنا العربية ومضى.

مضى وتركنى بسؤال بلا إجابة: لماذا أرتضى السلام أن يُهاجر بلادنا ويتركنا لنتنفس أكسير التناحر؟!
لابد وأنها السلطة التى عصفت بالقلوب وانتقلت من فئة إلى أخرى مخلفة جثثا لا تُحصى، لاشك وأنها مقاليد الحكم التى تروى عادة بالدماء لضمان استمرارها بين أنصارها.

الحركات الإسلامية تعلن عادة أنها الأحق بالحكم لأنها ستطبق شرع الإله ومراده من البشر، فإن كنت مسلما يجب أن تناصرنا وإلا فاتهم إيمانك وارتضى لنفسك قوله تعالى \”ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون\” المائدة 44
والموت بالقطع لمن يعترض هدفها المقدس.

الحكومات العسكرية تعلن دائما أنها الأحق وسط صخب العالم الخارجى وطمعهم فى موارد العرب البترولية والمؤامرات التى تعمل على زعزعة الاستقرار فى البلاد ليسهل السيطرة عليها، فنحن الأحق لأننا من سنحافظ على بلادنا من الضياع ولأننا نحن الوحيدون الذين يعرفون كيف نحارب العدو، شئتم أم أبيتم نحن الأحق فبدوننا لا توجد بلاد، والقمع والقتل لمن يعترض إيمانهم المحتوم أيضا.
نجاح الثورة الإسلامية بإيران عام 1979 أصاب الذعر للمنطقة بأسرها خشية من التمدد الشيعى الإيرانى الذى يعتقد البعض أنه نهاية لأهل السنة جميعهم، وبالتالى يجب أن يدافعوا عن مذهبهم ولو بالدماء كما يحدث فى العراق وسوريا ومؤخرا فى اليمن، والجميع يقاتل لينصر معتقده ودائرة الدماء ندور فى فلكها جميعا.. ما المخرج إذًا؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top