من فترة كبيرة قابلت يوسف الحسيني في الميدان في جمعة مش فاكر كنا عاملينها ضد دستور الإخوان ولا ضد إيه بالظبط، من القرف اللي كانوا بيعملوه، واعتقد انه كان مصابا تقريباً.. المهم إني رحت سلمت عليه وقولت له إني بتابعه وإني من جمهوره وشكرته على جرأته واتمنيت له الشفاء العاجل ومشيت.. وساعتها فعلا كان سالخ الإخوان وبيدافع عن الثورة بشكل عظيم.
وفي 30 يونيو، كنت مقرر بيني وبين نفسي إن بعد ما الإخوان يغوروا، مش هشارك في أي فاعلية ليها علاقة بالسياسة، وإني هركز في شغلي بس، وحاهتم بنفسي وبحياتي اللي اتخربت وبقت عشوائية عشر أضعاف عشوائيتها القديمة.
المهم إني زي ناس كتير، كان عندهم أحلام بعد ما مبارك مشي، إننا نعيش كويس مش أكتر من كده.. وكويس بتتلخص في إني اشتغل شغلتي بفلوس تكفيني، ولو جالي مرض اتعالج من غير بهدلة وإني امشي في الشارع متطمن ومش خايف حد يثبتني ولا قنبلة تفرتكني ولا حد من الشرطة يهينني من غير سبب، ولو ربنا كرمني ورزقني بطفل اعرف اعلمه كويس في مدرسة حكومية عادية.
وطبعا بعد مبارك ولحد يوم 3 يوليو كان كل اللي بحلم بيه في شبه انهيار، لكن بعد ما الإخوان مشيوا، رجعت احلم تاني واستنيت فرج ربنا وأنا بستعد لحياة جديدة فيها كل اللي نفسي فيه.
ومعلومة على جنب.. أنا من الناس اللي مش فارق معاهم مين هيحكم طالما عادل.. يعني بالنسبالي الدكتور زي الظابط زي مبيض المحارة زي العجلاتي، طالما بيعدل وعارف هو بيعمل إيه، لكن للأسف وأنا مستني فرج ربنا، اتفاجئت بفرج بتاع فيلم \”الكرنك\”.. أي حد في ثانية ينفع يبقى خاين.. أي حد ممكن يموت.. أي حد بيختلف يبقى عدو.. طب هل الحاكم الجديد هو اللي بيطلع يخّون ويشمت في اللي بيموتوا ويشتم في المختلفين ويهين الغلابة ويزور في الحقايق ويشتغل دجال؟
لا طبعاً، لإن اللي بيعمل كده هم يوسف الحسيني وريهام سعيد وموسي وغيرهم كتير.. هم اللي بيطلعوا يعملوا كده كل يوم، زي ما كان خميس وخالد عبد الله وعبد الله بدر وأشباههم ما كانوا بيعملوا أيام مرسي.
يبقى بكل بساطة، مش هقدر اتعاطف مع الحسيني لما ياخد على قفاه، زي ما ماقدرتش اتعاطف مع الكائن بتاع \”هاتولي راجل\” لما اتعمل معاه الجلاشة في التحرير.. وفي نفس الوقت، هفرح لما ريهام سعيد تتهان زي ما بتهين الناس، واتمنى يلبسها عفريت حقيقي مش مزور من اللي بتجيبهم، واتمنى اشوفها بتشحت ومش لاقية تاكل زي ما بتعمل في الناس.
أنا لا يمكن اتعاطف مع حد قتل أحلامي وأحلام ملايين الناس، ولا يمكن اقعد احسبها بمنطق إني بكرة أنا كمان ممكن آخد على قفايا، لإن بكل بساطة، ممكن القفا ده يبقى قبل بكرة، ولا يمكن احسبها من الأساس، لإنها خلاص ماينفعش تتحسب.
أنا واحد من ضمن ناس كتير كنا ممكن نستحمل حاجات أكتر عشر مرات من اللي بتحصل، بس بشرط إن الكائنات اللي شبه خميس وخالد عبد الله وموسى وريهام، مايطلعوش بسحنتهم دي يرجعوا علينا.
أنا دلوقت لا عاوز اعيش ولا عاوز اموت.. انا مابقيتش عاوز غير حاجة واحدة.. أنا بقى نفسي افقد الإحساس، عشان ما ابقاش عايش في قهرة ولا ميت من القهرة.