محمد عبد الفتاح يكتب: حشيش منير

ساعتها أنا كنت لسه بشرب حشيش، وكنت لسه داخل الجامعة جديد، وكنت فرحان إنى هاعيش في إسكندرية طول فترة الدراسة.

أخدت شقة في ميامي، وكانت كبيرة زيادة عن اللزوم، ويومها كنت أول مرة اسافر إسكندرية، وأخدت لي – تقريبا – ساعتين بادور مع السماسرة، وشوفت كذا شقة، لحد ما لقيت واحد سمسار اسمه عم رزة، وقاللى إنه هيسكني في بيته، ومش هياخد سمسرة غير عشرة جنيه.
اتبسطت من عم رزة ومن الشقه أم 200 جنيه اللي كانت سقف عالي، وفيها أربع أوض مفروشين حلو وصالة ظريفة و2 حمام.

عم رزة كان كل شويه يفكرني بالحنفيات بتاعتهم، عشان عداد المايه بتاع العماره بيجرى زي الحصان.
كان فيه أوضة خامسه مقفولة، كنت تقريبا بخاف أعدي من قدامها، وكنت باحس إني ممكن اتخطف أو اتشفط وأنا معدي من قدامها، واتوه في غياهب الضلمة بتاعتها.
كنت ساعات باقوم مفزوع بالليل، مرعوب، وحاسس إن فيه حد بيتمشى في الشقة، واقوم امسك السكينة اللي كنت دايما بحطها تحت المخده واقعد الف وادور في الشقة، لحد ما اكتشف إن فيه حنفية بتنقط في الشقة واقفلها واعمل شوية شاى والف سيجارة، واخرج اقف في البلكونة اللي كانت كبيرة بشكل مبالغ فيه، وابدأ اشرب السيجارة على صوت محمد منير، واللي اندمج مع صوت البحر اللي شايفه من بعيد زى الوحش اللي ممكن تحبه من كتر ما هو طيب!
كنت بحب دايما اتفرج على البحر من بعيد، واحبه واعشقه، بس اخاف أقرب منه.
وفي مرة لفيت سيجارة قبل الفجر بشوية، وروحت قعدت على البحر، وطلبت شاي من الراجل اللي فارش كراسي على الشط، وندهت له يشرب معايا السيجارة في مقابل إنه يشغل شريط منير، وسمع الكلام وانبسط وعلا صوت الكاسيت، وأول ما منير بدأ صوته يقول: \”أمانه يا بحر تستلم الأمانه.. أحبابنا يا بحر في عيونك أمانة\”، حسيت إنه بيتكلم مع البحر عني، ومن غير ما احس، قلعت الجزمة ومشيت ناحية الماية، ونزلت البحر وأنا فرحان أوى، وكنت حاسس إني ماشي فوق الماية، وقعدت اضحك واغني مع منير، لحد ما فجأة موجة جاية من بعيد، راحت الماية لمست إيدي، واكتشفت إني نزلت من فوق الماية وبقيت فيها، وقعدت اصرخ واقول: إلحقوني.. أنا باغرق.. إلحقوني أنا باغرق، وكنت متضايق أوي من بتاع الشاي اللي كان بيضحك، وأنا في عز الغرق، وراح جاي واخدني وخارج قعدني على الكرسي، وجاب لي ماية بسكر، وساعتها صرخت في وشه وقولت له: إنت بتضحك وسايبني باغرق؟!
ضحك تاني، وقال لي: قوم اقف شوف بنطلونك مبلول لحد فين؟
قمت وقفت، لقيت البنطلون مبلول لحد تحت الركبه بس، روحت باصص للراجل، وقعدنا نتنطط إحنا الاتنين، ووقعنا على الأرض من كتر الضحك،
واتعودت من ساعتها اسمع منير على البحر أو اشرب حشيش على البحر،
لكن الاتنين ماجمعتهمش على البحر تاني مع بعض.
وبعد السنين دي كلها، وبعد ما بطلت اشرب منير أو حشيش، بقيت احب اروح اقف على البحر، وابدأ ابتسم بالراحه لحد ما الابتسامة توصل لمرحلة الصريخ مرورا بالضحك من القلب بترابه.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top