(1)
واحد قاعد مع أصحابه ع القهوة يحكي لهم عن الفيل اللي جابه من الهند من واحد مهراجا في مجاهل المجاهل من مكان ما حدش يوصل له إلا خبير/فهلوي/صايع/عبقري مصري، نهايته الفيل السحري ده المفروض إنه بيعمل كل حاجة: يصحى الصبح يفطّر العيال، ويعمل لهم الساندوتشات للمدرسة، ويوصلهم للأتوبيس، وبعدين هووب يدخل البيت ينضفه ويعمل الغدا، ويستنى العيال من المدرسة، وحاجة كده إشي خيال.
صاحبه العبيط طبعاً قعد يسأله ويتحايل عليه: منين؟ وبكام؟ وعايز أشتريه؟
– لا لا لا.. ده مش للبيع، ده فيه منه تلات نسخ بس على مستوى العالم أبيعه إزاي؟ باقول لك بيعمل كل الحاجات دي.. تقول لي أبيعه؟
بعد المحايلة والأخد والعطا.. صاحبنا العبيط لبس الفيل بربع مليون جنيه.
تاني يوم على القهوة:
– الفيل بتاعك كسّر لي كل حاجة، رجلة داست على العربية دغدغتها، الخرطوم بتاعه كسر إزاز البيت، ومافيش حاجة بيعملها من اللي قلت عليها دي.
التاني راح موشوشه بهدوء شديد وراح قايل له:
“أهو إنت بطريقتك دي عمرك ما هتعرف تبيع الفيل!!!”
(2)
إسرائيل الدولة الوحشة المحتلة الغاصبة احتلت مرتفعات الجولان السورية في حرب عام ١٩٦٧ وأعلنت ضمها لأراضيها في ١٤ ديسمبر ١٩٨١ وفرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان ودي مساحة حوالي ١٢٠٠ كيلومتر مربع (واخد لي بالك يا منعم: ١٢٠٠ كيلو حتة واحدة مش ٨٠ كيلو زي تيران، و٣ كيلو زي صنافير!). طبعاً ماحدش اعترف بالكلام الفاضي ده، ووثائق الأمم المتحدة بتشير لمنطقة الجولان بإسم “الجولان السوري المحتل”. بس همه مين، ولا في دماغهم.. إسرائيل سايقة البلطجة ع الهبل ع الشيطنة، وإمبارح بسلامته رئيس الوزرا الإسرائيلي نتنياهو عمل اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي في الجولان شخصياً، ودعا المجتمع الدولي للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.. تصوّر بقى سعادتك قلة الأدب والوقاحة؟! مش يبقى مؤدب ويرجّع الحاجة لأصحابها ويقوم مجلس الوزراء الإسرائيلي كده يطلع قرار بـ”سورية” المرتفعات ويطلع صحفيين وسياسيين ومنظراتية ومبرراتية يتكلموا عن “سورية” الجولان المحتل، والرأي العام الإسرائيلي ينقسم ما بين ناس بتدافع عن حق سوريا وناس بتدافع عن أرض إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، قوم مجلس الوزراء يقول لهم: إحنا هنرجع للبرلمان وهو يقرر، أو نتنياهو يروح يقول لسوريا: اتفضلي الحاجة بتاعتك أهيه، إحنا ما بناخدش حاجة من حد! لا حضرتك.. كل ده وهم، دول بيدافعوا عن احتلالهم للأراضي عيني عينك! مش مؤدبين زي المصريين الكيوت اللي بيدافعوا عن “سعودية” الجزيرتين تيران (٨٠ كيلومتر مربع)، وصنافير (٣ كيلومتر مربع)، وبيوصفوا أي حد يدافع عن مصرية الجزيرتين بإنه عميل وخاين وقابض وجاسوس وإخواني.. شوف فرق الأخلاق يا أخي؟!
(3)
برلين من يومين وافقت على ملاحقة جنائية لإعلامي كوميدي ألماني (يان بوميرمان) علشان خاطر عيون أردوغان.. أصله بعيد عنك وعن السامعين اتهم أردوغان في قصيدة ساخرة بإنه “عنده ميول جنسية شاذة”.. يا لطيف اللطف يا رب! تصوّر بقى يا محترم لمّا أنجيلا ميركيل ذات نفسها اللي أدانت الهجوم على صحيفة شارلي إبدو ٧ يناير ٢٠١٥، ونزلت بجلالة قدرها علشان تنهنه على كتف أولاند، وتأنجچه في مسيرة شهيرة توسطها سئ الذكر نتنياهو (ذات نفس نتنياهو اللي مش عايز يرجّع الجولان سعادتك!).. تقوم عندها في داخل ألمانيا تسمح بإن الواد يتشد علشان غلط في زعيم أجنبي!
يعني ميركيل ماعندهاش مانع من التريقة على الأنبياء، إنما أردوغان ده حاجة تانية.. عيب ما يصحّش، لا حد يعرف يجيب سيرة أردوغان ولا لا سمح الله يجيب سيرة اليهود ولا الهولوكوست.. يا خرابيييي! جرّب كده سعادتك تشكك في أي رقم من أرقام الهولوكوست -لا سمح الله- في النمسا أو فرنسا أو ألمانيا أو المجر أو التشيك أو رومانيا أو سويسرا.. تبقى جرسة وشغلانة وفضيحة وجريمة –قانوناً- تتحاكم عليها وتدخل السجن وش.. علشان تعرف بس حضرتك إن الفيل علشان يتباع لازم تعرف تبيعه الأول.
