محمد حسني أبو العز يكتب: أنا قائد القوات الجوية يا عاااالم

 

حدث هذا الموقف منذ حوالي عشرة إتناشر سنة كده مع أحد الزملاء الأعزاء بدون ذكر أسماء، (كان أياميها رائد أو يمكن نقيب) في كمين السويس القديم.. كان يقوم بعمله كالمعتاد في ساعة متأخرة من الليل من فحص السيارات المارة وفحص هوية مستقليها وتحقيق حالات الاشتباه بشقيه الجنائي والسياسي، وإذ به يستوقف إحدى السيارات من طراز جيب شيروكي يقودها رجل أشيب الشعر وقور الهيئة، فدار بينهما هذا الحوار:

– (بهدوء) الرخص لو سمحت
– (بهدوء) مساء الخير.. أنا الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية.
– (بغتاته) طيب بعد إذنك الكارنيه.
– (بدهشة) بقولك أنا الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية!
– (بعصبية) هو كل \”ابن متناكة\” بقى هايجيي يقولنا أنا الفريق مش عارف مين قائد القوات اللي مش عارف إيه؟!!
– (وهو مش عارف يعمل إيه) يا حضرة الظابط.. بقولك أنا الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية!
– (بعصبية شديدة) باقولك وريني الكارنيه.

فداس الفريق \”أحمد شفيق\” بنزين، كي لا يتسبب في تهزيء نفسه أكتر من كده تاركاً \”زميلي\” يتمخض في غضبه.. فما كان منه إلا أن نادى المجند الواقف في نهاية الكمين:
– ولااا.. إقفل السداده يالااااا.
فقام المجند من فوره بقفل السدادة في وش أحمد شفيق!

وهنا انتبه ضابط مباحث الكمين اللي كان قاعد جوه لما يحدث (الكمين لمن لا يعلم غالبا بيبقى فيه 2 ضباط)، فتوجه للسيارة، وعندما وجد فيها قائد القوات الجوية، اعتذر له بشده فاتحا له السدادة.

بعدها بفتره وجيزة، وجد \”زميلي\” مفتش المباحث داخلا عليه الكمين بسيارته قائلا له:
– إركب
– أركب أروح فين؟
– إركب بس وبعدين هاقولك
– …..
– ياللا اخلص
ولم يفق \”زميلي\” إلا وهو في مكتب مدير الأمن.. جلس في مكتب مدير الأمن دون أن يتحدث إليه أحد حتى مطلع الصباح، وعندما دخل أخيراً لمدير الأمن، وجده واقفا عند الشباك:
– تعالى
فذهب إليه.. فقال له مشيرا من وراء الستارة إلى الشارع:
– شايف عربيتين الشرطة العسكرية اللي واقفين تحت دول؟
– آه
– جاتك آوَه.. عارف دول جايين هنا ليه؟
– ليه؟؟؟
– جايين يقبضوا عليك.
– …..
– في حد يا متخلف يقول لقائد القوات الجوية هو كل \”ابن متناكة\” هايجيي يقولنا مش عارف إيه؟!! .. هو في حد هايشتغلك هايقولك أنا قائد القوات الجوية يا ظابط يا أهبل؟!! وبعدين هو في قائد قوات جوية بيمشي بكارنيه؟!! أنا بقالي ساعتين بناهد معاهم وهما مصرين ياخدوك.. وقعدت اتحايل على أحمد شفيق في التليفون واعتذرله، وهو بيمرمط في دين أمي، وبالعافيه وافق إنه يسيبك لما قلتله إني هاوقفك عن العمل.

و بالفعل.. تم وقف زميلي عن العمل لمدة شهر على ما أذكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top