محمد ثروت يكتب: نحن جميعًا سواسية حتى تطلب يد ابنتي

\"\"

إن كنت لا تعرف ما هي متلازمة داون، فمعنى هذا أنك لا زلت تطلق على المصابين بها مصطلح \”معاق\” أو \”متخلّف\”، وأنا في الحقيقة أرفض المصطلحين وأرفض أسلوبك.
نرى أشخاصا يقومون بالدفاع عن حقوق صاحبي متلازمة داون في منحهم المساواة في العمل والتعليم وإعطائهم فرصة للتواجد المؤثر في المجتمع، وما ألاحظه أنك من الممكن أن تدافع عن شخصٍ منهم، ولكنّك لن تتخذه صديقًا لك. وكأنك تقول له خُذ جميع حريّتك ولكن بعيدًا عنّي. أهي معايير مزدوجة أم ماذا؟
نرى ذوي متلازمة داون بجانب بعضهم البعض وكأنهم في سجنٍ صغير منعزل عن باقي المجتمع. نعم أنت تدافع عنهم وعن حقوقهم، ولكن في نفس الوقت هناك جدار بينك وبينهم تختبئ أنت خلفه، فالمجتمع، الشرقي والغربي، يرفض دمجهم في الحياة العادية المملة.
فنحن جميعًا سواسية حتى تطلب يد ابنتي.
ليس هذا فقط مع ذوي متلازمة داون، ولكنّه مع الفقير أيضًا. فمن الممكن أن تفتح حوارًا شيّقًا مع حارس عمارتك كأبسط مثال، ولكن في اللحظة التي سيتخطى فيها حدوده المسموحة والتي وضعتها أنت أيّها المتعجرف، ستُنهي الحوار معه وستقول له أو داخل نفسك (هو نسي نفسه ولا إيه). لن نكون أصدقاء أنا وأنت، قد تواضعت معك لدقيقتين ولكنّي سأتخذ المِصعد لدرجتي العُليا خلال دقائق فلا تنسى من أنت ومن أنا.
أتحدث عن نفسي أيضا فأنا جزء من هذا المجتمع ولكنّي أريد أن أرى تغييرًا.
تجربة بسيطة قم بعملها كأنه تمرين على إزالة طبقات المجتمع العفِنة. اذهب لحارس عمارتك واطلب منه أن يناديك بإسمك مباشرة بدون باشا أو أستاذ أو أي لقب يذكّرك دائمًا أنّك أعلى في المقام. صدقني ستجدها صعبة في أول الأمر، ولكن مع مرور الوقت ستشعر براحة داخلك وستتذكر دومًا أنه لا توجد فروقات، نحن فقط من نصنعها ونصدقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top